أفياء أمين الأسدي - دليلةُ المغرمين

أنا والليل ذاكرةٌ تسيلُ
كنجماتٍ يلمّعها أصيلُ
دليلةُ مغرمين أسيرُ ليلاً
يواسيهم بعينيّ الدليلُ
فيكفر بعضُهم بكتاب حبّي
ويؤمن آخرون وهم قليلُ
أظنّ بأنّ ديني ضيفُ بيتٍ
وصاحبُه إلهٌ مستحيلُ
يلملم ما مضى مِن كل ركنٍ
وفي أعتابه قلبٌ قتيلُ
تزول الشمسُ غرباً كلّ هجرٍ
وشرقٌ في فؤادي لا يزولُ
أنا مخلوقةٌ -من دونِ شكٍّ-
بظلٍّ لا تجافيه الطلولُ
أناَ امرأة إنِ الشوقُ ابتلاها
تنام على الرصيف ولا تقولُ
أمام الباب بذلٌ عاطفيٌّ
وخلف الباب محبوبٌ بخيلُ
له كفٌّ إنِ ارتفعتْ قليلا
تراكم في العيون أسى جزيلُ
وإنْ نزلت -كشلالٍ بنهرٍ-
تكلّفَ لطفَها صبرٌ جميلُ
فما إنْ ضلّ كنتُ له دليلاً
وما إنْ ظلّ لي قلبٌ ظليلُ
ظباءٌ لو تميل على رباها
إلى تيه الهوى نفسي تميلُ
قصيرُ البالِ يكشفُ ما توارى
لمعشوقٍ له بالٌ طويلُ
أخيطُ الصبرَ يوما بعد يومٍ
وخيطا بعد خيطٍ لا يطولُ
أنا كونُ الضياع ،
فرشتُ أرضي
وفوقي قد غفا بالٌ عليلُ
فتحرسهُ ذئابُ الشكّ حيناً
وأحياناً يحاصره عذولُ
فهل طوّعتَ بابَكَ ،
أيُّ ريحٍ تردّ الباب أنْ ضيفٌ ثقيلُ؟
ولو في كبريائك ما يحولُ..
أنا والليلُ ذاكرةً نسيلُ!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى