أفياء أمين الأسدي

أعرف أن غرفتي صغيرة لكنها تحتمل الكثير ، همّاً أعود به من الخارج، ملاءة غيّرتِ الشمسُ لونها، ستارةً مصمَّمَةً على الخلاص، أقراطا مائة ونيّفا، سلاسلَ ماضٍ بشكل أوراق صفراء، كوابيسَ كلّ الليالي ، شموعا حمراءَ بدمع أبيض ، أنصافَ حلوى لم أستطع اكمالها، ضميرا لا ينام ، صوتا لا يعرف كيف يتكئ على...
لا أؤمن بالارقام ، أؤمن بالاحتمالات المفتوحة ، قلب + قلب يساويان جريمةً محتملة، لنقل أنّ العالم جرحني مرّة أخرى، الفرضية أنني والعالم اثنان ؛ لكنّ الجرحَ واحد .. فلنقل أيضا أنني جرحتُ العالم، الفرضية أنني والعالم اثنان؛ لكنّ الجرح جرحان هذه المرة.. الأمر بسيط، تجرحني معرفةُ أنني قادرة على الاذى...
.. إنّه ألمٌ في عينَيّ ‏قال الطبيب إنني اشاهد الكثير مِن أخبار البلاد، ‏تحترق عيناي بالمشاهد الموجعة، يجرّحهما موت الأبرياء، وربّما تعميهما قصّةٌ عن امرأة ما يذكرون أنها ما زالت مخطوفة.. يقول : إنّهما تمسيان جمرتين ثم تدمعان من فورهما فتصبحان رمادا، وأنني قد احتاجهما لكتابة هذه السيرة، ‏خَطَّ...
نحن المحمولين على سبعين محملاً، المؤمنين بأنّ الحبَّ هو التلاشي، نكرّزُ الموتَ بين وجباتِ الحياةِ، نحنّط دستور الضحك على شفاهنا، نرتِّبُ الابتساماتِ في مكتباتِ النسيانِ حسب حروبِها الأبجدية، أخذني الجنود مثالا عن قصصِ حبِّهم، يحكون عن تمعّني في ذكرياتِهم، عن انسحابي للصفوفِ الخلفية في الصورةِ،...
أيّها المخرجُ الكبيرُ وأنت تكسّر بيوتَ أحلامِنا بمطرقةِ اختبارِكَ لا تنسَ أنّها من طينٍ و زجاج ٍ ذات الطين ما شكّلتنا به و قلتَ: كن ، فـ كنا، ما حشوتَه في رؤوسِ الجلاّدين وقت أفرغوها من الرحمةِ. وأنت تمرّ بالعجوز في المفترقِ ابكِ قليلا، وأنت تحدّقُ بفراغِ ابتساماتِنا و تُحدِّث الموتى ؛ اصغِ...
كيف كانت ليلتك؟ ليلتي كانت قاسية جدا كأنني أتمدد على عاقول و ينحتُ في عظمي نقّار الخشب كأن رأسي تحت الماء حتى أن رئتيّ أصبحتا مصابتين بالسؤال كانت ليلة مفزعة يا حضن الليل لم أكن أنوي النوم إحتضنتُ الوسادة و ملأتها بالقُبلاتِ و بالدموع كتمتُ فيها صرختي عدة مرات كان عطرُك المفترض فيها سلواي...
والليلُ حلّ وما تغيّر شأنُ دنيانا اللعوبْ في كلّ ليلٍ تخرجُ الدنيا إلى الطرقات تحملُ وزرها وتمرّ بالحاناتِ ، تشربُ ما استطاعتْ بيد أنّ الحزن يكبرُ عادةُ الحزنِ التشعبُّ في التفاصيل المميتةِ بعد كأسٍ ثالثةْ مِن عادةِ الحزنِ التوحُشُّ بعد أنْ يغريه نسيانٌ وحيدْ من عادةِ الحزنِ التماهي بالنسيج...
دقتْ طبولُ الحربِ فاستعمل مشاعرَك الـ مشاعلَك القديمةَ يا صدى قلبٍ غبيْ فعدوّنا دهرٌ و ليس بنا يموتُ بساحة الرفقِ العتيقةِ بين فارزة وسطرٍ واشتباكْ وعلى شراشفِ وجنتيهِ ستلعبُ الهوكي تمرّر ضربتين الى الشِباكْ أ فلا يراكْ؟ وبكفِّ كارثةٍ / نبيْ.. حرّك جحافلَك المسنّةَ باتجاه الله جلّدْ نظرتيك...
ماذا أقولُ اذا ما هاجتِ الروحُ بي غربتان و صوتٌ فيّ مبحوحُ بي غربتان و سلواي الوحيدةُ أنْ دمعي بقلبي على خدّيه مسفوحُ بي غربة الأهل و العشّاق اجمعهم و بي حنين لكفٍّ ، ليت تلويحُ لا أملك العمر ، عندي نصف ساعته فيهِ سأكتب ما يعنيهِ مجروحُ فيهِ سأكتب .. ما في البُعدِ من وجعٍ إلّا بقلبي ، و...
تقوم على قامتي نخلتانِ و أنظرُ أنْ قاتلي مِنْ حجرْ يلحُّ على عائداتِ المجازرِ يحترمُ الوقتَ -لا تنتظرني ولات مناصْ وفوقَ رصيفٍ من الوردِ كنتُ و كنتُ المحطّةَ ساعي البريدِ و صندوقَ حبٍّ تذاكرَ شعبٍ حقيبةَ طفلٍ -على المصطباتِ- و أُمّــاً خلاصْ فشاهدْتُهُ مِنْ قريبٍ بقلبي وكنتُ على وشكِ أنْ...
تَجنَّ فمَن للتجنّي سوانا؟! تَجنّ ولو رمّمتكَ المسافاتُ آنا .. أفضّلُ لو تتجنّى قليلا وبعدُ قليلا أ ليس تجنّيك يحميك مِن عابرات الحنينْ؟ أ يحميك منها رداء التخفّي؟ أ يحميك بيتٌ من الشِعر منها ؟ ستحميك زهرةُ عبّادِ شمسٍ تمرّ عليها السنون وتبدو كجذعٍ تواتر عبر السنينْ سيحميك من قاضيات الفضولِ...
مَن يخبرني بمعناها الاخير؟ للثلج بياضُه كما لقلبي نارُه أعرف أنّها تملأ الروح لهذا قلبي صحارى أعرف أنّها السَكِينة لهذا أوصل الليلَ بالنهار أعرف أنّها موجودة لهذا لستُ كذلك وبأنها ماء وأنّ لعطشي معنى لها الطريق ولي الاتجاهات. مَن يصدّق أنّها تسبح في النار و تحترق في الزرقة ما هذا الذي لا يملأ...
عزّ المنامُ ولم أزل اترفّقُ بالليل ، كان البحرَ، وجهي زورقُ ‏إذ لا منارةَ للمسافرة التي قنديلها بدرٌ مريبٌ مُطرِقُ لبِسَ الغيوم و كاد فرط غموضهِ أن يستعيرَ شراع جفنٍ يخفقُ ما كان يدري .. عينُ قلبي فظّةٌ والجفنُ فيها عابرٌ مستطرقُ فإذا ينامُ الليل قلبي حارسٌ واذا ينامُ القلبُ ليلٌ مسبقُ...
منذ اكتشفنا منفى الحبّ، لم يعد لصلابةِ الجدران معنى، ثمّة أيامٌ مغمّسةٌ بالذكرياتِ، لا بدّ أنْ نقدّمَها قربانا للوجودِ، ثمّة احتراقاتٌ لا تشبه أيّ نارٍ، ثمّة اختراقاتٌ لا تشبه أيّ جدوى، هكذا و ببساطة.. نعلّقُ عيونَنا كما معاطفنا في محطاتِ الانتظار، نضربُ الغبارَ عن شبابيك رئاتنا، ونبحثُ عن...
تحمّمتُ بالجمرِ حمّلتُ جلدي صهارة حزن الجحيمِ وسلّمتُ كفّيك بعض الحطامِ تراكم من ليلةٍ ماضيةْ تواردتُ مثل المواويل بالآهِ أطعمتُ ظلّي ظلام الرزايا وشاركتُ عاصفةً آتيةْ فرتّبتُ ما فيّ من معجزاتٍ قرأتُ البيان على النائمين تخلّيتُ عن سربِ شمعٍ بروحي أنا ليلةٌ راضيةْ أنا مَن تشير إلى...

هذا الملف

نصوص
30
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى