أفياء أمين الأسدي - للّيلِ قلبٌ يحميه

عزّ المنامُ ولم أزل اترفّقُ
بالليل ، كان البحرَ، وجهي زورقُ
‏إذ لا منارةَ للمسافرة التي
قنديلها بدرٌ مريبٌ مُطرِقُ
لبِسَ الغيوم و كاد فرط غموضهِ
أن يستعيرَ شراع جفنٍ يخفقُ
ما كان يدري ..
عينُ قلبي فظّةٌ
والجفنُ فيها عابرٌ مستطرقُ
فإذا ينامُ الليل قلبي حارسٌ
واذا ينامُ القلبُ ليلٌ مسبقُ
أفقي بلون الكَرْمِ أحبسُ كربهُ
عنقودُ كربٍ فيه كَرْمٌ مغدِقُ
يا ليلُ كيف تنيمُ قلب الماكرين
وفي لجاجك لا ينام الموثَقُ
قلبٌ من الاعصار
فيه منازلٌ للحب
لكنْ بابهُ يتفتّقُ
عزّ المنامُ وأنتَ تلمعُ كلّما
ألفيتَ أن الساهرين تشقّقوا
قلقُ الطريق على الحفاة يعيش بي
وجزالةُ الماشين ما إنْ يشهقوا
قلقُ المقصّ على الحرير
وكلّما واجهتُ فجرا ..
سال مني المنطقُ
حتى بدا نزقي كشمسٍ ساءها
أنْ لا أشيرَ كما يشيرُ المشرِقُ
كُتبَ الرقيمُ بكسرةٍ من خاطري
ولكسرةٍ اخرى يدلّ ويرمقُ
عرّفتهُ بالطين ثم تشاطرا
مَن قال أنّهما حضورٌ مطلقُ؟
صدّقتُ هذا القول بل أثّثتهُ
وبدأتُ أكسرُ خاطري و أحرّقُ
وأدسهُ للجائعات من النجومِ
مخافةَ الصبحِ الذي قد يطبقُ
أنا لا أنام
لأن صبري حاصدٌ للمستحيلِ
وطبعهُ مترفّقُ
بل أنَّ روحي ربّةُ الليل التي
ما نام عنها نجمها المتسلقُ
لو موعدٌ عند النوافذ خانني
لي موعدٌ عند المحاجرِ يصدقُ
ولوَ انّ ليلي باحني
ما خنتُ سرّ الليل
ما قلتُ الليالي تشرقُ
نام المنامُ
ولم يزل في خاطري
بهوٌ إلى المجهول فيّ يصفّقُ

أفياء أمين الأسدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى