منى محمد صالح - أبَابِيلُ الحزن

اليوم، ارتديتُ ذلك الفستان الصيفي
كما تحبه
فضفاضا على خصرِ التوق
صفصفتُ شعري
تركته يسهو مبعثرا على كتف القصيدة
و وقفت طويلا أمام المرآه
يأخذني،
وشيش الوجد إليكَ
مثل هديل حمامتين
و تعانق عيناكَ الدافئتان أغنيتي
مواويلي القديمة
شطآن اللون
أنهارٌ
و غيمٌ ناعسٌ
يغفو على يدي


يعيدني خلسة
إلى عصافير الماء
جُلَّنار،
يَضَوَّعَ مِسكَ الوشاية في أولها
ذلك النداء، الذي يربكني
متوسدا فوضى الصهيل
آه..
و كم كنتُ ابدو جميلة في عينيك
ومشتهاة


وحدك.َ
ثم وحدكَ
ذلك الاستثنائي
مثل الصعودِ إلى الأغنيات
و ينمو الربيع في صدري
على الناصيةِ المقابلة لقلبي
بمحاذاةِ قمرٍ حنون
شارد.. مثلنا


نحن المتورطون معاً بالغياب.. أكثر
تقول لي؛
كنتُ أنقصكِ حبيبتي
أنقص، نبيذ الحزن المندلق من أنهارِ عينيكِ
يا بلّور الله في النساء
و دفء امرأة،
تُناديني طفل قلبها
تراقص في دمي أيائل الغنج
و تشعل داخلي، ضوء الأحجية
كأنَّ الذي بيننا كان عالق هناك
‏مثل النجوم
وحيدا

أيها القديس في قلبي
ما أكبر بُعد المسافة إلى عناقك
و قُبلتي!
كأني كل من أشتاق
تفصلنا مروج عارية من الخطو
نستلوجيا،
تخضرّ فوق جدائلها،
أعشاب لغتي
في ذلك الريف البعيد
بحيرة مترامية الدهشة
تجري بين مروج قوافلي
و تصب كالأنهارِ..
في قلبي
لتبتسم ألف أغنية هناك
حقول ينبت عطرها
مدا
غلساً، يعانق غنج الصباحات النديّة
و لا يرتحل عنا أبدًا
وأنا التي مازلتُ أتفقد ازدحامكَ حولي
حين تكتبه قصائدي
و تضيئه أبابيل الحزن
مثل زهرِ اللوزِ


ماذا لو…
تسلقنا تنهيدات الضوء البعيدة
فيما يشبه: تفتح الوردة
و يتواطأ بيننا لقاء يتلو بذار غوايته
نسلك ذات الطريق
إلى مقهاك البعيد، بجوار بائع الورد العجوز
نطعم عصافير القصائد
قمح قلبينا


هو ذلك اللحن المسائي
يعانق ثملاً محار الفصول
شفق،
يعيد مواسم الغواية بيننا
واشتاقك
اشتاقكَ"حيل"..
كالظل الذي نمى أكبر من الشجرة
في وداعٍ بسيط جدا
في ليلةٍ مقمرة بلا سحاب
في أوج احمرار اللون
ثملاً بالفراشات الليلية
و يأتي السؤال
وحيد وحنون كما العناق؛
هل يغرد الناي
دون القصيدة!

و نبقى يا حبيبي، مثل نورسين
بللهما الشوق المُتبِّل
بالمواسمِ
ندى
الأمنيات
البعيدة
ونعناع القُبل


برمنجهام/19 مايو 2024
منى محمد صالح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى