أفياء امين الاسدي - للرقيم أنتمي

أعرف أن غرفتي صغيرة
لكنها تحتمل الكثير ،
همّاً أعود به من الخارج،
ملاءة غيّرتِ الشمسُ لونها،
ستارةً مصمَّمَةً على الخلاص،
أقراطا مائة ونيّفا،
سلاسلَ ماضٍ بشكل أوراق صفراء،
كوابيسَ كلّ الليالي ،
شموعا حمراءَ بدمع أبيض ،
أنصافَ حلوى لم أستطع اكمالها،
ضميرا لا ينام ،
صوتا لا يعرف كيف يتكئ على مرارته الثمينة،
ومسرّاتٍ في غيبوبة ،
إنّها غرفةٌ صغيرة كما قلتُ ؛
لكنها عالمٌ من تربية الذات ،
أمرٌ صعب أنْ تشذّبَ مراعي الروح؛
لتمشّطَ عشبَ الفضيلة،
في الروح تبذرُ الصواب والخطيئة،
وفيها تختار ما تسقيه،
إنّه لحدثٌ جلل أن تقرر سقاية الطبع ،
فتخصّص له رقيمَ المواعيد ،
وأنْ تربّتَ على كتف الخشخاش في نصفك الآخر،
أنت مَن يسقي،
وأنت ما تسقي.
كلّ شيء في هذه الغرفة الصغيرة محتمَلٌ ومحتمَلٌ،
البرد من النافذة ،
الشمس من القلب ،
اللوحات التي تتساقط من الجدران،
الجدران التي تتمسّك بوحشة المسامير،
السلال التي لا تطيق العنب،
العنب الذي ينتظر أكيلاً،
المنضدة التي تتكئ على ورق مقوّى،
الأرض التي تملأها الجرائد والحكايات،
وأنا ..
في غرفة صغيرة جدا ،
فيها كلّ شيء .. غيري.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى