أفياء أمين الأسدي - جناية زهرة

تَجنَّ
فمَن للتجنّي سوانا؟!
تَجنّ
ولو رمّمتكَ المسافاتُ آنا ..
أفضّلُ لو تتجنّى قليلا
وبعدُ قليلا
أ ليس تجنّيك يحميك مِن عابرات الحنينْ؟
أ يحميك منها رداء التخفّي؟
أ يحميك بيتٌ من الشِعر منها ؟
ستحميك زهرةُ عبّادِ شمسٍ
تمرّ عليها السنون وتبدو
كجذعٍ تواتر عبر السنينْ
سيحميك من قاضيات الفضولِ التجنّي فقط
ويطعنُ آه الحقيقة بالنائمات من الذكرياتْ
تمهّل قليلا
أ لم يستثر معطياتك شيءٌ من الممكناتْ؟
وبعدُ قليلا
أ لم تتغنَّ بصوت التجبّر والكبرياءْ؟
أ لم تكتبِ الحبَّ في كلّ (اهلا)؟
وأدريك منذ افترقنا ملأتَ الأسرّة بالكستناءْ!
وكنت تموتُ بألف رحيلٍ لغيري
وعندي تسمّي رحيلي : انتهينا أوِ اللهُ شاءْ
ورحتَ تقلّبُ في السيئاتِ التي ما فعلتُ
وتركنُ للمنطق العاطفيّ
تريقُ المياه على حقل هَمْ!
وفيّ الصحارى على قيد عينٍ لقربة ماءْ
فصبَّ قليلا
ومَن للقلوب اذا صار ميزانُها في العقولْ؟
تقصُّ النهاراتِ ثم الليالي تطولُ تطولْ
وبعدُ قليلا
هي النار ترعى بجلدي
وتأكل ما قد زرعتَ سنينا
وما قد نسيتَ سنينا
فماذا ستجني وانت تُشِبُّ حقولك نارا؟
تقولُ: نبيَّ الغرامِ أكونُ
وأنت تمسّد دارَ السَكينة بالسيف حتى تخيفَ الديارا!
أ هذي فعالُ نبيٍّ -بحقِّ النبوّةِ- يا ابن الاصول ؟
تَجنّ
قليلُ التجنّي لديَّ كثيرٌ ، قليلٌ عليكْ
لديّ كثيرُ العتاب إليكْ
تجنّ كثيرا
وبعدُ قليلا



1621624893504.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى