أفياء أمين الاسدي - بساطورِ حُبٍّ

تقوم على قامتي نخلتانِ
و أنظرُ أنْ قاتلي مِنْ حجرْ
يلحُّ على عائداتِ المجازرِ
يحترمُ الوقتَ
-لا تنتظرني
ولات مناصْ
وفوقَ رصيفٍ من الوردِ كنتُ
و كنتُ المحطّةَ
ساعي البريدِ
و صندوقَ حبٍّ
تذاكرَ شعبٍ
حقيبةَ طفلٍ
-على المصطباتِ-
و أُمّــاً خلاصْ
فشاهدْتُهُ مِنْ قريبٍ بقلبي
وكنتُ على وشكِ أنْ أستضيفَهْ
فبيتي أمامي..
وعنديَ للضيفِ قلبي إذا ما ملكتُ رغيفَهْ
و أنْ تصنعَ المرأةُ المبتلاةُ بموتي..
عشاءً يليقُ بضيفي الجديدِ،
ولكنّه شاء أنْ يبتليها بلون الحِدادِ
ويطعنُ خارطةً للعراقِ حملتُ بجيبي
لقد متُّ قبل الرصاصةِ حتما
لأني رأيتُ الشباب بعيني يموتون مثلي
و يقتربون من الحقّ مثلي
وتحترقُ الأمهات كأمّي
بنارِ القصاصْ
فماذا فعلتُ ليُقتَصَّ منّيَ؟!
ماذا فعلتُ لأتركَ خلفيَ
ورداً حزينا
حوائطَ مِنْ لطمةٍ في الوجودِ
و ندبَ الوجوهِ
وماذا فعلتُ لأتركَ حُلما ..
و عمراً من الياسمين المعنّى..
أردتُ عراقاً
فهل يستحيلُ العراقُ رصاصْــ ؟!
لقد متُّ قبل الرصاصةِ حتماً
لأنّي الذين نعيتُ كثيرا
بثورةِ تشرينَ منذُ : اتفقنا ..
فقدّمتُ روحي على راحتيَّ
كما قدّموها
كأنّيَ كنتُ على بُعدِ شطرٍ من الخاتماتِ..
شهيدٌ تناصْ !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى