محمود خيرالله

تعلمنا من كتابات الصحفي الكبير والمؤرخ اليساري الراحل صلاح عيسى (1939 - 2017)، أنّ التاريخ لا يكتبه المؤرخون الرسميون وحدَهُم، فيسقط في بئر من حكايات القصور ومؤامراتها وحبائل الحريم السلطاني ومشكلاتهن التافهات، كما تعلمنا أيضاً أن التاريخ لا يكتبه ـ في المقابل ـ الرواةُ الشعبيون وحدَهم، فيخلطون...
رأيت أن أنهي هذه السلسلة "الوجه الآخر للمقريزي" بحكايتين: واحدةٌ واقعيةٌ جداً، والأخرى "أسطورية" تماماً، لكنني اعتبرتهما قصة مصرية واحدة، تعكس تعدد الروافد الثقافية لهذا الشعب، وتعدد الأسباب التي تجعله شعباً محباً للفرح والغناء والاحتفال ومؤمناً بذلك كل الإيمان. الحكاية الأولى عما يُمكن أن أسميه...
ـ فرضوا خمسمائة درهم على كل عرس و"رخصة" لمزاولة "نقش الحناء" ـ "السلطان الطبَّاخ" فقد السيطرة على حكم مصر بعدما "ربط الفوطة على وسطه" ـ جباة الضرائب كانوا يدورون طوال الليل على بيوت المغنيات لمعرفة من باتت خارج بيتها بحثاً عن نصيبنا الذي يتناقص كل يوم من الفرح والسعادة في زمن الوباء، قررنا أن...
كنا توقفنا الأسبوع الماضي عند إشارة المقريزي إلى توبة صلاح الدين الأيوبي عن شرب الخمر، بمجرد توليه الوزارة، وتحوله بعد ذلك إلى قائد عسكري محنك، وذكرنا ما كتبه من الظواهر التي حدثت في عهد السلطان الناصر، مثل ظاهرة انتشار "بيوت المزر" ـ الأماكن المخصصة لتعاطي البيرة المصنوعة من الشعير ـ في مدينة...
وسط أجواء العزلة التي فرضتها "كورونا"، على الكثير من شعوب العالم، خلال الشهور العسيرة السابقة، وبينما كنتُ أسعى من أجل فهم كيف واجه أجدادنا الأوبئة والعزلة والموت عبر التاريخ الطويل لهذا الوطن، لفتني أن الأحزان والأفراح كانت متعادلة تماماً في تاريخنا الوجداني، بمعنى أننا كنا نصرخ من الألم في...
هل الشعر غير قمة الوعي في صرح جمالي مبني بالمفردات ومعشق بالعلاقات الداخلية والخارجية في فضاء التجربة، فالنص الشعري لا يولد من فراغ، ولا هو اللا شيء الذي يتخلص منه إنسان ما، ملقياً به في فضاء الوجود. "ماركس" يرى أن ّالوعي بناء فوقي تدريجي تندرج تحته الأنشطة الإنسانية كافّة، ويرى أن الإنسان لا...
بعد كل هذا العمر فاتني أن أدركَ هذه الحقيقة البسيطة.. أنني بينما كنتُ طوال حياتي أضحك أو أبكي، أفكر أوأبتسم، أُحب أوأكره، أصلي أوأُغني، فاتني أنني بينما كنتُ ألوذ بقلبي، أو أجري في الطريق وحدي، فاتني أن أتذكر وأنا أنحني تحت وطأة الأسقف المُنخفضة، أو أفرد قامتي منتصباً في الثورة، فاتني أن أدرك...
ذاتَ فجر، جرَّبتُ أن أكون شَبحاً. جلستُ في الشُرفة، أطفأت الأنوار فجاء لص يحومُ حول "حبلِ غَسيل"، عينه كانت على الأطراف المستسلمة لقميص ذي مربعاتٍ كبيرة ومتوهجة فوق الصدر، كنتُ أجلس في الشرفة المقابلة، لأدخِّن يأسَ رجل لا يريد أن ينتمي إلى هذا العالم، وخمنتُ خطته: يصعد فوق شجرة مائلة، ليخطف...

هذا الملف

نصوص
8
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى