يحيى القيسي

*مهداة إلى الأديب التركي عزيز نسين أيُّها الأصدقاء: منذُ سنواتٍ عديدةٍ، وأنا أضطرُّ لممارسةِ عاداتي الرتيبةِ نفسها، وأوَّلها الاستيقاظ مع انبلاج الضوء، وصياح الديكة، ولوجه الحقيقة، وحتَّى لا تعدونني كاذباً فإنَّ آخر ديكٍ في قريتنا حضرت ذبْحَه قبل سنوات قليلة، وانتقمتُ من لسانهِ المَلائكي كما...
… إذ وجدتني حرّاً , طليقاً , مُتفرّداً , جامحاً , متمرّداً , غير مشاعٍ ولا تابعٍ ولا مُتعدّد..!! كنت أُدوّر العالمَ بإصبعي مثل كرة , وفجأةً تسلّلت إليَّ من بين سطور قصَّتك المشؤومة , وهمستَ لي بكلماتِك الشيطانيّة: ” ما أمرَّ أن تبقى عازباً .. أن تكون مريضاً وحدك, خلال أسابيع, وأنْ تتأمَّلَ من...
أعجب من الذين ينتبهون كثيرا لتفاصيل النظريات النقدية ,ومنها ما يتناول ” موت المؤلف ” و ” دور المتلقي ” دون الانتباه لقضية أكبر في عالمنا العربي تحديداً وهي ” موت القارىء” ولا أكون مبالغاً أو متشائماً في هذا الأمر الذي يجعل من القراءة نافلة للخواص دون العوام , ولا أريد بالطبع أن أدخل في سرد...
الِمشْكاةُ التي فيها المِصباح تُحشرجْ . ضوؤك ناس. لا زيتَ في الزجاجة …ولا الفتائل مرويّة..! القمرُ ذهبَ هذه الليلة ليضيىء جهات أخرى، وبيوت القرية لم تغفُ بعد..! ثمّةَ تبّانُون، ودرّاسُون،وحطّابُون،ورُعاةٌ مُتعبون،يجرّونَ أنفسهم على الطريق المتربِ الملتَوي، مع حميرٍ مثقلةٍ بأحمال الرجوع..! ثمَّة...
أنتمي إلى الجيل الأدبي الذي ظهر في بداية التسعينات من القرن الفائت، وقد تعرفنا مباشرة إلى ثلاثة أجيال على الأقل من الذين سبقونا في عالم الإبداع والثقافة، كما نحن اليوم نتجاور مع أدباء الألفية الثالثة بكل سلاسة وألفة . لقد وعينا على كتّاب سابقين ونقاد لا يجاملون في رأيهم بالكتابة والجيل الجديد...
وأنا أبحثُ عن جدَّتي المقتولة في "حُروب الرّدَّة" وجدّي الضَّائع في سجلات "السَفَربَرْلك" تعثَّرتْ قدَمِي بطفلي المُدْمِن على ألـعاب"بلي ستيشن" حيث "القتل المجَّاني" يقاس عنده بحُزم الـ "غيغا بايت" ورأتْ عيناي صحيفة "البلد المَنهوبْ" وهي تئنُّ من وطأة الكلاشيهات المُتعفّنة والجُمل الَّتي انتهت...
انا ابن المطر والليل.. وبرد ” كانون ” هبطت من علٍ كي ألتقي ” يحيى ” وكي تزهر في جسدي أنوار من سبقوا وتشتعل في دمي قبائل الدحنون فهيؤوا لي يا جلاسي خمرة من كرمة ” عجلون ” واسندوني بأرغفة من قمح ” حوران ” كي أغدو بعد عودتي من ممالك المجرات القصيّة و مدارات الغبطة البهية هناك في الأعالي شاعراً أو...
كلُّ من لا يبصر نور وجهك أعمى…! وأصمُّ كلّ من لا يسمع وحي صوتك وضالّ مهجور و جاهل منبوذ محروم وغافل كلّ من لا تهطل عليه قطرات من خزائن حنانك وفيوضات وجدك…! فامنحني يا ” أنا “ قبسات من تجليات حضورك وانثيالات عشقك …! كي أرقص في الأعالي هناك طرباً وأتلاشى تيهاً على كرسي عرشك…! يحيى القيسي (2013)...
لا حوريات أشتهي ولا نهرا ً من الخمر..! لا حريرا ولا عسلاً ولا أخشى أيضاً لهيب جهنم ولسع الجمر..! لا سندساً ولا أرائك ولا طيراً ولا استبرق ولا ولداناً أنتظر ..! لا شيء غير قطرات من نور وجهك بعد أن ينكشف السرّ وأدري من أنا وأكون أنت فتنهتك الحجب ويزول الستر..! وأدرك حينها: أنّي كنت الخمرة والخمار...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى