في الأدب الروسي

[1] استدعى العَليّ الأعلى ملاكاً بردائه الناصع البياض وقال له: ((أريد منك أن تصيخ السمع إلى الأرض جيداً. وعندما تسمع شيئاً منها، أخبرني بذلك)). أصغى الملاك ذو الرداء الأبيض إلى الأرض طويلاً، وأجاب: ((أسمعُ نحيباً. الأرض تبكي. وأسمع شيئاً ما يصرخ، صراخ وأنين، أصوات أطفال يتألّمون. الأرض تتألّم...
في الصباح الباكر لذلك اليوم السيئ حين أُرتكب الظلم الكبير وصُلب المسيح في جلجثة بين اللصوص. عانى بن توفيت تاجر القدس من ألمٍ شديد في أسنانه، إذ بدأ الألم في مساء اليوم السابق في فكه الأيمن بسبب ارتفاع أحد الأسنان الواقعة بجانب ضرس العقل، فكان يشعر بألم عندما يتحسس سنه بلسانه. ولكن سرعان ما انقضى...
حماماتنا العامة ليست سيئة جدا. بوسعك الاستحمام فيها. المشكلة الوحيدة في حمامتنا تتعلق بالتذاكر. يوم السبت الماضي ذهبت إلى أحد هذه الحمامات، أعطوني تذكرتين؛ واحدة لملابسي الداخلية والأخرى للقبعة والمعطف. ولكن أين يضع رجل عارٍ التذاكر؟ لنقل ذلك مباشرة: لا مكان ولا جيوب. انظر حولك. كل ما هناك البطن...
تلقى الأحدب رسالة غرامية مغفلة تدعوه إلى لقاء: "انتظر يوم السبت، الخامس من نيسان، الساعة السابعة مساء في الحديقة الواقعة على ساحة الكاتدرائية، أنا شابة غنية عزباء، إضافة إلى أني - لماذا أخفي هذا - أعرفك منذ زمن بعيد وأحبك، أحب نظرتك الأبية الحزينة، وجبينك النبيل الذكي، ووحدتك... وآمل أنك أنت...
نحن نعيش، دون أن نشعر بالوطن من تحتنا، أحاديثنا لا تُسمع لأبعد من عشر خطوات . وحيث يوجد ما يكفي لنصف حديث، فإننا نتذكر الجبليَّ في الكرملين. أصابعه الثخينة الدهنية كما الديدان، وكلماته صحيحة كما الأوزان الثقيلة، وشارباه ” الصرصوريان ” يضحكان، وتتلألأ رقبة حذائه. ومن حوله أوباش من القادة بأعناق...
يوما ما حدثني صديق لي قال: كنت أواصل دراستي في موسكو، متًخذا مسكناً صغيراً حيث كانت جارتي البولندية التي أسمها (تيريزا) فتاةً غربيةَ الأطوار.. يمكنني وصفها بأنها طويلة القامة، قوية البنية.. لها بشرة داكنة، وحواجب ثخينة، وملامح فضًة كما لو أن فأساً أحدث كل هذه الشروخ البارزة في وجهها.. عيناها...
العجوز تحملق بنظرات معبرة لا يمكن أن تصدر إلا عن كراهية شديدة أو عن محبة عميقة، الرياح تجلدها بقسوة، تنفخ عينيها بغبار قارس، ترفرف بنهايتي غطاء رأسها، كما لو كانتا في موضع سخرية، نفس الشيء تفعله الرياح بتنورتها السوداء الجديدة المصممة خصيصا للعطلات. ورغم ذلك ظلت العجوز واقفة على الناصية، لم ترفع...
لم تكن حفلة عيد الميلاد التي شهدتها موسكو لتختلف عن غيرها من الحفلات، ولكن كل ما ضمته بدا لي، ذاك المساء، ممیزًا وخاصًا الحشد البشري ذو الثياب الأنيقة الذي كان يتعاظم مع حلول منتصف الليل، الصخب المسكر لحركة الجمهور على الأدراج، تزاحم الراقصين في القاعة المضاءة بثريات كريستالية محجرة، دوي الأبواق...
جلس الأب والأم مع شغالتهم ناتاشا ،حول المائدة يحتسون شراباً . كان الأب ثملاً بلا شك ، لدرجة أن الأم كانت ترمقه بتعال . ولكن هذا لم يمنعه من أن يكون شخصاً طيباً . كان يضحك بأريحية ويتأرجح على مقعده . أما ناتشا الشغالة ، بتسريحتها ومريلتها ، فكانت طوال الوقت تضحك بصورة غير معقولة . الأب كان يقوم...
حكاية الرجل الذى حلق مثل طائر* إيفان ماشوفيتس – طالب الدراسات العليا بقسم الفلسفة تأليف : سفتيلانا ألكسيفيتش ترجمة : د. محمد عبدالحليم غنيم من تقرير صديقه فلاديمير ستانكفيتش ، طالب الدراسات العليا بقسم الفلسفة ... أراد أن يرحل دون أن يلاحظ ، قطعا . كان الوقت مساء ، وقت الشفق . لكن الكثير...
في جو خريفي ملبد بارد، وفي إحدى الطرق الكبرى بمحافظة تولا، التي غمرتها مياه الأمطار وشقتها خطوط سوداء من آثار العجلات الكثيرة، اقتربت من بيت ريفي طويل تشغل قسم منه دائرة البريد الحكومية، والقسم الآخر حجرة ضيافة يمكن فيها نيل قسط من الراحة أو المبيت، وتناول الغداء أو احتساء شاي السماور، اقتربت...
عندما وصلنا إلى خليج نيويورك، كان الشتاء قد بلغ أقصاه، وكانت الأرض مغطاة برداء هش كثيف من الجليد. بدا الميناء كله، على مد البصر، وكأنه مطليٌ بضربة واحدة قوية من فرشاة: كان من المؤذي لعيوننا أن تطيل النظر في هذا البياض الكثيف، ونحن نقف على ظهر السفينة، والشمس تتدلى فوق رؤوسنا. على مقربةٍ منا،...
- ماما أين تعيش العماليق ؟ - فى الحكايات الخرافية . - إذن لا بد أن الحكايت الخرافية كبيرة جداً . أليس كذلك ؟ - بالطبع ! تعيش الأقزام فى الحكايات القصيرة ، وتعيش العماليق فى الحكايات الطويلة . - وماذا عن الحكاية التى تريدين أن تحكيها لى اليوم ، طويلة أم قصيرة ؟ - حكاية طويلة يا حبيبى . - واو...
كاتدرائيّةٌ تَنتصِبُ حيثُ كان قاضٍ رومانيٌّ يحكم على شعب أجنبيّ: متهللةً وبَدْئيةً، كما كان آدم في أوّلِ الزّمان، باسطةً تعاريقها، القبّةُ المقوّسةُ على هيئةِ صليبٍ، تُلاعبُ بخفة عضلاتَها. إلا أنَّ التصميمَ الخفيّ ينكشفُ، ما إن ننظر من الخارج: فها هي متانةُ مِحزم المَسانِد تحافظُ على أنْ ينامَ...
منذ أيام دعوت الى غرفة مكتبى مربية أولادى (يوليا فاسيلينا) لكى أدفع لها حسابها فقلت لها : إجلسى يا يوليا .. هيا نتحاسب ... أنت فى الغالب بحاجة للنقود و لكنك خجولة الى درجة أنك لا تطلبينها بنفسك ... حسنا" . لقد إتفقنا على أن أدفع لك (ثلاثين روبلا" ) فى الشهر ، قالت : أربعين . قلت : كلا ... ثلاثين...

هذا الملف

نصوص
49
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى