سيدة بن جازية

أخجل من الكلام وبعضنا في الأكفان وبعضنا يحمي أقصانا تحت القنابل والألغام منتصبا جبار وبعضنا تحت الركام يا زمن الأزلام أخجل من التعبير و أهلنا تحت التعذيب والتنكيل والتدمير هل ينفع الكلام هل يفعل ما يفعله الحسام يمحو عنا بعض الآثام عشنا سنوات الأوهام حلم # نصر فلسطين والصلاة في الأقصى وعودة...
روى لي أحد الطائفين مرة أحجية ، التقيته صدفة حين أداء بعض المناسك وقد سرني لطفه و سمره : _ لا أحد ينكر القصة لكنــّه يتردّد في ذكر أدقّّ التفاصيل يا ولدي ، تشعَّبت الأحداث و تطوّرت دون توقفت منذ استيقظ الطمع يسيل لعابه على لحم طريّ شهيّ يتوضّأ خمس بماء عذب نقيّ . . . تتوسّط القاعة...
كنت أنفض عني غبار السنين وأنا ألثم جبين الجبل الذي كان يحمينا لنصف قرن. ممدد تحت هذه الكومة لكن يدك معنا في كل منجز، رأيتك البارحة تخفي هامتك بين جمهور المباركين وقد غمرت الشمس مقلتيك، بلغني دعاؤك الحاضن لي كل أيامي وليالي لذلك كان الإهداء الفاتح إلى روحك النورانية... الكثير حاول محاصرة...
تتصاعد روحي عاليا إلى عنان السماء، تشرئبّ مقلتاي نحوها، تتراءى لي نفسي تتلهف لإيجاد أبي وأخي و جدي و... لكن للأسف ! عتمة حاجبة للرؤية تذهلني، ترعبني.. شعرت برعشة تهز شغاف قلبي....حفيف أكوام الوريقات يتصاعد ثم ينخفض . وقع بصري على بعض الأسماء المنحوتة بخط كوفي رهيب بعضها يخطف بريقه الأبصار...
صرير الباب مؤلم منذ أن غادره السجان، كانت تتردد كل يوم في المواجهة، ازداد ألم الأقفال و اكتظت الأحزان بصدرها المكلوم، تحلم بانفراج هم و انجلاء الغم... هل أقتلع الباب أم أعالج الصدأ أم انتقم من الأقفال! _ أحتاج للحديث معك فالأمر لم يعد يحتمل التأخير أكثر ، احضر قبل أن ينهار البيت على رأسي...
أيها القلب يكفيك تنكيلا بهذا الجسم الوهن، يكفيك مشرطا واحدا تقدّ به ذاتي المتمزّقة بعد فقد هدوئي و وجاهتي. على دراية مما يقوله الشامتون و الساخرون لكنني لا أكترث مادمت في راحة منهم.. لن أدّعي شجاعة بيد أني على قناعة مما أقول، فالسماء ملكي و الأرض و الأنجم و ذاك الوادي و إن جفّ فإني أعي ما...
في ذلك الكوخ البسيط على مقربة من مصب القمامة الغربي لاحت لي كتلة متحركة بثبات، اقتربت استرق النظر بفضول، ابتسمتُ بدمع حارق، ماكانت الكتلة عبثا إنها لعجوز شبه مقعدة تحاول الاعتناء بدجاجة ترقد على بيض مرصوف في وعاء قصديري مكوم بالقش، كانت تغني لها أغنية شعبية نرددها في أعراسنا التقليدية، بصوت شجي...
مللتُ المكوث في هذه الزاوية معَلَّقا بكل عناية في دولاب زجاجيّ أنيق، زكم أنفي عطر الملمع الفاخر وكل عطورهم الباريسية المضمَّخة بريح التعالي و الشموخ... من بؤرتي تلك شاهدتُ كل جلساتهم الخمريّة و علاقاتهم الحميمية و أكلاتهم المتصدعة بنكهة الخنزير البري و التوابل الهجينة الزعفرانية. وأنا أستغفر...
لا أحد انتبه إلى وجوده، خيبة أمل قطعت نياط القلب، كثيرا ما قالوا له إن الشعب يسانده، يمجّده،و أن أحياء كثر، وسموها باسمه، أوسمة متنوعة توجتها عدة ولايات باسمه وصوره قد ملأت الشوارع ووسائل الإعلام في ذلك الزمن السحيق فهونت عليه سنوات السجن والمنفى .لكن الغرابة أدهشته فهول الصدمة محا لهفة السنين...
على تلك الصخرة الملساء أضع رأسي متوسّدا كفي حتى أغرق في سبات عميق، تلقفني الشمس المسكونة بالأحلام والأمنيات تدثرني بدفئها الربيعي منتظرة معي وعود الأجداد... يَرِنُّ الجوّال كعادته مصلصلا، أستيقظ مذعورا، - من المتصل، ألو ألو....؟! لم انتبه إلى المنبّه، نظرت في قائمة المتصلين تراءى لي، اسم...
قالها والدي ثم رحل : ما عاد البشر بشرا، وما صارت المدارس مدارس ولا المجتمع مجتمعا ،بعد أن حوّل العلم العالم قرية كونية صغيرة، الكل منكب، منشغل، مستهتر . لبثت أفكر في رد يشفي الغليل، لكن تعثر بي التفكير، طأطأت خجلا من واقع مترذل وحكم قاس صادر عن حكيم قد خبر الحياة و تقصاها لعقود طوال، و أنا...
قام أفلاطون من مرقده، تجول بفكره الثاقب في أحوال العالم، استغرب ما عاينه، صدم ثم استنفر ملكاته لفهم ما لا يفهمه الفكر الناصع، استطرد وقد أرخى الليل سدوله على كون مليء بالصراعات منعدم الأخلاقيات، تنهَّد ملء صدره العريض المتسع لكل الحضارات في نبرة حزن و أسى حدَّث ظله المتسكع بين ثنايا عقله...
بضراوة قصمت الهموم ظهرها،ثم لفظتها الحياة وحيدة كئيبة انفض الجمع من حولها فخامرتها فكرة عجيبة، حين زارت قبر والدها راحت تجول بين القبور تتعرف على أجوار ه الجدد فتوصيهم خيرا بأبيها المقعد منذ عهود ، بدت لها بعض القبور تئن تتألم تكاد تقطّع نياط القلب الموجوع ، و بعضها تناثرت حجارته وضاعت شواهده ،...
كانت سماؤنا صافية و شمسنا مشرقة وهاجة، حين رن هاتفي، وجفت من رنينه الصادم و استعذت بالله. آه، صديقتي مريم المرحة تدعوني لاحتساء كأس شاي معها، لم أمانع فأنا احتاج هذا اللقاء لتقليص كم التوتر الذي أعيشه هذه الأيام، بحثت عن معطفي وحقيبتي اليدوية وضعتهما بسرعة فائقة،لكنني لم أجد مفتاح سيارتي، بحثت...
- طاق، طاق.... ما هذه الطرقات على رأسي؟ لماذا يضعني على هذه القطعة الحديدية بعد أن ثبتها بين ركبتيه؟ من كان يظن أنني أنتقل إلى هذا البلد الآسن المعنّف اللاهث، أمثلي يفعل به هذا الصنيع ؟ وكيف تخوّل لهم نفسهم أن يكيلوا الضربات هكذا لأنجليزي مثلي وكأنهم يأخذون بثأرهم من بريطانيا العظمى...

هذا الملف

نصوص
45
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى