سيدة بن جازية

واصل سيره في خطه المسترسل نحو الأمام كالعادة ،توغل أكثر فأكثر، لاحظ شيئا ما ملقى على الرصيف شكله مغر،انحنى ليكتشفه . آه! التقط الشريحة ، قلبها يمنة و يسرة، لا خدوش بها إذا دسها خفية في جيبه بعد تفكير و تأمل . راوده الشك و بعض الهواجس فراح يسأل نفسه : – ما الذي تحمله قطعة صغيرة كهذه، و لمن...
استغرب النزلاء الضجة الكبرى التي أحدثتها صافرة الإنذار، و ترددت التساؤلات و الفرضيات ، _ماذا يحدث؟ _ من يفتح لنا البوابة؟ _ من؟ .... ازدحمت الأصوات و اختلطت الفوضى الداخلية بالفوضى الخارجية ولم يظهر أحد من الأعوان أو الحراس. _ فرصتنا الأخيرة في النجاة، هيا نتعاون لاقتلاع كل الحواجز ...
لن تنسى أبدا ذلك الكابوس الذي عاشته بداية الأسبوع الماضي طنين السين يؤرقها لماذا فعلتها؟ تبحث عن الجيم فلا تجد ما تقول،إنها ترهبه كما ترهب ظلمة القبر،من قال لها يومها أن تزور صديقتها بمحلها الخاص ، يومها جَلَسَت تثرثر بعصبية ،مترشفة قهوة مرة المذاق وقد انتثر رذاذها هنا و هناك ، حركة لسانها...
دائما أرنو في منتصف الطريق أشتاق إليك، كسطر في كتابي، ملغز بالحنين بيني وبين الحروف تهرب المعاني تتخفى في خجل توجل من أدوات التنقيط وحروف العلل وبيني وبين الكلام يسقط الارتجال والصوت يخذلنيي يخنقني يجلدني وأنا بين العبرات أتعثر وحدي وبين العتمات أتحسس القوافي مترهلة أتصيد الصبح لتبرق...
لم يرد إزعاجها، أغلق الباب بكل لطف كالمعتاد وغادر البيت إلى الدكان اقتنى ما يلزم للفطور ثم توجه ناحية الفطائري واشترى الفطائر اللذيذة التي كانت تشتهيها بل تحن إليها كلما تذكرت حنو والدها رحمه الله، يمر بالخضار يتزود بكيسي غلة يصنع منهما عصيرا حلوا ثم يعود أدراجه، يحاول فتح الباب بكل تؤدة حتى لا...
هزه الشوق منذ أشهر خلت إلى الرحيل قاصدا روما وشمها على ذراعه وشرع يخطط كغيره. متى وكيف يكون الانطلاق؟ كثرت الأقاويل أنه أصبح مثابرا في ورش البناء، الحصالة الكبيرة أوشكت على الامتلاء، كلما يقول ها قد بلغت المقصود يعلنون ارتفاع التسعيرة ، راح يردد" أيتها العجوز الهرم مهرك غال ، لأجل العيون...
ذات يوم كبرت بالصدفة، لا أعرف كيف ومتى ولكنني كبرت،حين عانقت أبي اشتممت رائحة الأمان فلازمته، بل أصبحت انتظر عودته من العمل حتى أجالسه وأحادثه وكان كل إخوتي يستغربون هذا السلوك وهذا الإفراط في المحاباة لرجل مزج الهزل بالجد مع ميل شديد للصلابة،و الحزم .... مرت أيام وأعوام و مشاعري تتقد، تبوح مرة...
ألهمني بعض المعاني أمهلني وقتا حتى استدعي الأفكار لا تقتحم عالم الشعر إن كنت شارد الذهن غضبان ما السر إن غبت وضاع الشعر و الميزان فكأنك الحاكم و الحروف شعبان تجاريك طوعا دون عصيان أحب أن أعرف كيف تقفز إلى سرايا الخيال ترقص وتغني دون استئذان تصنع قوالب الحلوى لضيوفك وتقرأ الفنجان تتأول...
نشأت في بيئة صحراوية حيث الصعاب و المسالك الوعرة فأكسبتني مراسا صعبا وقلبا صلباو عزيمة فولاذية وحكمة أشد بها شكيمة الجماح. رغم ما توفر لي من جاه وحسب ونسب إلا أنني مثابرة أقف على كل شؤوني وشؤون قبيلتي وقد حباني الله بمرتبة مرموقة بين ناظري والدي ،يرسم لي طريق المجد على عكس ماكانت تلاقيه النسوة...
ماذا لو طارت الشجرة حطت عاليا مع العصافير ألا يحق لها أن تطير مثل العصافير يأخذها الريح عاليا يدفعها يطوف بها يمجها، يلاعبها، يداعبها يصبر عليها طويلا ثم تعود للأرض ماكثة تريح وتستريح لم العجب؟! ألا يحق لها الحلم الجميل كخطوة أولى للتغيير بامتلاك جناحي أسير ريشا نعاما طويلا روحا...
لم يتحمل قلبها الفتي هول الفاجعة فراحت تصرخ صراخا هستيريا و تكسر كل ما كان أمامها حتى هاتفها النفيس قد أمعنت في تهشيمه لأنه هو من بلغها الخبر المشؤوم وحده المذنب والمجرم ، ما كان عليه أن يعلن خبرا صادما فاجعا كهذا ،كان عليه أن يتمهل أو يمانع أو حتى يرفضه أو يغلق كل صفحات النعي ،لماذا لم يفعلها ؟...
إليك يا رسول الله كل المودة من عباده و سلاما نرسله عبر الأثير في ذكرى مولد نور البرية نور يشع من السماء لذكر خير الأنبياء كلما ذكرتك أزهرت دنياي والعطر عابق في الأجواء رحمة بالعابرين الأتقياء مغفرة عمت الأرض والأرجاء نور مستفيض على الروح في بهاء و سخاء جددوا العهد إنها الفرحة بعد البلاء محمد...
عندما تكتب اكتب لنفسك ، لا تفكر قط بأحد كي ترضيه أو تتجنبه أو تقحمه في نصك عنوة. لا تجمع الفن بالهم الخاص ، تخلص من زخم المجتمع المكبوت ، والقارئ العابس الهازئ المعتوه الحاقد المانع الجامع القابع خلف العدم . تخيل عالمك كله حكماء أنقياء نزهاء كي لا تحبط ، لا تتقوقع على ذاتك فتمحو كل حرفك وظرفك ...
أنا المخلوع عن العرش أدك الشعب بالنعال لأنه أطال السبات لأنه يعشق الأحلام في النور والظلام منتظرا نصيبا من الأمان إنه يرشق الوطن إنه يهان أنا المخلوع قد طرت إلى بلاد الأهوال أبحث عن جند عن رجال لأحمي شعب الأنعام لا تهزؤوا بشمسي ستعود تسحت الأوصال لمن غدر أو خان لمن باع الوطن مقابل الهوان...
حين كنا صغارا كنا نٱخي الجار ونعتبره من أهل الدار نحن لطعم القهوة في المساء وحكاوى النساء وحتى العجوز العمياء وما كانت تحبكه في دهاء مع بعض الملح و الذكاء نسرد أتعاب النهار وبعض الأذكار والزجل و الأشعار ونسأل عن بعض الأسعار تقليدا لحديث الكبار يغمرنا صدق و انبهار بمحبة الأهل و جار وجار الجار...

هذا الملف

نصوص
45
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى