سوق أمدرمان .. وأثناء صلاة الظهر في الجامع الكبير، كان الأمنجي كلما سجد يدعو هامسا:
- “يارب الموكب ما يقوم!” ..
بينما كان دعاء الشاب بجواره:
- “يارب الموكب يقوم”..
إرتبك “الملاك” الموكل بتسجيل دعوتيهما، “لم يكن يعرف ما هو هذا الموكب”.. ولكن كيف يسجل في دفتره دعوتين بهذا التعارض “لمصليين متجاورين في صف واحد”!، تأفف وانتظرهما حتى السجود التالي فكررا نفس الدعوتين بنفس الإصرار والتضرع، لم يكونا حتى يرددان أذكار السجود .. بل بمجرد ما تحط جبهتهما على الأرض يبدآن فورا في التمتمة ليكرران الدعاء لأكبر عدد ممكن: “يارب الموكب ما يقوم .. يارب الموكب يقوم!”..
إحتار الملك جدا من هذا الموقف المعقد، فحتى لو قرر تجاوز الموضوع وتسجيل الدعوات بشكلهما هذا فأي دعوة سيسجلها كأولوية في دفتره، طاف على دعوات المصلين الآخرين، كلها كانت عن الرزق والمال والعرس والصحة والعمر الطويل، “إلا دعوة الإمام كانت أن يجنب الدولة هذه الأيام الفتن ما ظهر منها وما بطن، ولا تبدو دعوة مجدية لأن الفتن تحوم في البلد منذ ثلاثين سنة” .. المهم أن الدعوات طبيعية ومفهومة ولا تتعارض مع بعضها، وليس كما الأمنجي والشاب اللذان يتبارزان بدعوتيهما كما السيوف، “يارب الموكب يقوم، يا رب الموكب ما يقوم”!.
إنتهت الصلاة ولم يسجل الملك دعوتيهما بعد، كان الشاب يحمل في جيبه كمامتين، أربعين جنيها، موبايل ريبيكا، وورقة مكتوب فيها “ تسقط بس”..
أما الأمنجي فكان ملثما بشال، يلبس زيه العسكري، ويحمل في جيبه ريبيكا أيضا وجزلان فيه ستين جنيها،
حين خرجا من المسجد جلس الشاب عند ست شاي قبالة الساحة الرئيسية وطلب كوبا، بينما صعد الأمنجي إلى تاتشر الأمن المرتكز في مدخل الساحة، واستلم عصاه..
حاول الملك الإستسفار من الملائكة المنتشرون في الساحة، فقال له أحدهم: لا نعرف شيئا، ولكن 90 في المئة من الناس المتواجدين هنا ينتظرون الساعة الواحدة لأمر جلل، ولأن الملك مضطر تقدم نحو الشيطان في طرف الساحة وسأله فقال الشيطان:
- الساعة الواحدة بالضبط تنطلق زغرودة، ثم فجأة يقول الكثير من الناس في سرهم .. “بسم الله” ويقومون، فأضطر حينها الى مغادرة الساحة.
نظر الملك الى ساعته، تبقت خمس دقائق فقط على الساعة الواحدة ولم يقرر بعد أي دعوة سيسجلها في دفتره، هل يسجل دعوة قيام الموكب او عدم قيامه، “ولكن ما هو هذا الموكب أصلا”، قرر أن يتأنى ليشاهد ما سيحدث، أتت الساعة الواحدة ولم يحدث شئ .. مرت دقيقة ودقيقتين، تذكر قول الشيطان له أن كل شئ يبدأ بعد الزغرودة، ثم من باب الفضول وضع يده في فمه وأطلق زغرودة.
في نهاية ذلك اليوم قيل أنه أكبر موكب تشهده أمدرمان، وقيل أنها اعلى زغرودة تتردد في السوق.. وفي نهاية ذلك اليوم أيضا صعد الملاك الى السماء فرحا بكلمة جديدة: موكب!
- “يارب الموكب ما يقوم!” ..
بينما كان دعاء الشاب بجواره:
- “يارب الموكب يقوم”..
إرتبك “الملاك” الموكل بتسجيل دعوتيهما، “لم يكن يعرف ما هو هذا الموكب”.. ولكن كيف يسجل في دفتره دعوتين بهذا التعارض “لمصليين متجاورين في صف واحد”!، تأفف وانتظرهما حتى السجود التالي فكررا نفس الدعوتين بنفس الإصرار والتضرع، لم يكونا حتى يرددان أذكار السجود .. بل بمجرد ما تحط جبهتهما على الأرض يبدآن فورا في التمتمة ليكرران الدعاء لأكبر عدد ممكن: “يارب الموكب ما يقوم .. يارب الموكب يقوم!”..
إحتار الملك جدا من هذا الموقف المعقد، فحتى لو قرر تجاوز الموضوع وتسجيل الدعوات بشكلهما هذا فأي دعوة سيسجلها كأولوية في دفتره، طاف على دعوات المصلين الآخرين، كلها كانت عن الرزق والمال والعرس والصحة والعمر الطويل، “إلا دعوة الإمام كانت أن يجنب الدولة هذه الأيام الفتن ما ظهر منها وما بطن، ولا تبدو دعوة مجدية لأن الفتن تحوم في البلد منذ ثلاثين سنة” .. المهم أن الدعوات طبيعية ومفهومة ولا تتعارض مع بعضها، وليس كما الأمنجي والشاب اللذان يتبارزان بدعوتيهما كما السيوف، “يارب الموكب يقوم، يا رب الموكب ما يقوم”!.
إنتهت الصلاة ولم يسجل الملك دعوتيهما بعد، كان الشاب يحمل في جيبه كمامتين، أربعين جنيها، موبايل ريبيكا، وورقة مكتوب فيها “ تسقط بس”..
أما الأمنجي فكان ملثما بشال، يلبس زيه العسكري، ويحمل في جيبه ريبيكا أيضا وجزلان فيه ستين جنيها،
حين خرجا من المسجد جلس الشاب عند ست شاي قبالة الساحة الرئيسية وطلب كوبا، بينما صعد الأمنجي إلى تاتشر الأمن المرتكز في مدخل الساحة، واستلم عصاه..
حاول الملك الإستسفار من الملائكة المنتشرون في الساحة، فقال له أحدهم: لا نعرف شيئا، ولكن 90 في المئة من الناس المتواجدين هنا ينتظرون الساعة الواحدة لأمر جلل، ولأن الملك مضطر تقدم نحو الشيطان في طرف الساحة وسأله فقال الشيطان:
- الساعة الواحدة بالضبط تنطلق زغرودة، ثم فجأة يقول الكثير من الناس في سرهم .. “بسم الله” ويقومون، فأضطر حينها الى مغادرة الساحة.
نظر الملك الى ساعته، تبقت خمس دقائق فقط على الساعة الواحدة ولم يقرر بعد أي دعوة سيسجلها في دفتره، هل يسجل دعوة قيام الموكب او عدم قيامه، “ولكن ما هو هذا الموكب أصلا”، قرر أن يتأنى ليشاهد ما سيحدث، أتت الساعة الواحدة ولم يحدث شئ .. مرت دقيقة ودقيقتين، تذكر قول الشيطان له أن كل شئ يبدأ بعد الزغرودة، ثم من باب الفضول وضع يده في فمه وأطلق زغرودة.
في نهاية ذلك اليوم قيل أنه أكبر موكب تشهده أمدرمان، وقيل أنها اعلى زغرودة تتردد في السوق.. وفي نهاية ذلك اليوم أيضا صعد الملاك الى السماء فرحا بكلمة جديدة: موكب!