من المعروف أن الشخصيات الدرامية للقصة يجب أن تبني على أساس التاريخ النفسي لها.
فإذا نظرنا إلى شخوص الروايات الكبرى ، فإننا سوف نلاحظ أن أي تصرف أو تغيير يحدث للبطل يجب أن يكون مبررا ومعززا بتمهيد مستتر لكل ردود فعله، مع مراعاة عدم توقع المتلقي للأحداث، رغم براعة الكاتب في التمهيد لها.
قد يظهر الكاتب في تصرفات الشخصيات مجموعة من ردود الفعل المبناه في الأساس على الحيل النفسية مثل :
الإبدال ، و الإسقاط أو الإلصاق، والتبرير، و التكثيف السلوكي لرد الفعل المعاد بصورة تلقائية، وكذلك الإعلاء النفسي، الذي تتبعه بعض الشخصيات التي تعلى من قيمة الأنا العليا، وما ترتبط به من مثل وقيم
و معظم الشخصيات التي تترك أثرا كبيرا في نفس القارئ تكون ذات خلفية نفسية ترتبط ارتباطا وثيقا بالهي وحالة الصراع التي تنشأ بينها وبين الأنا، مرورا بلحظات مفاجئة تنبثق من لا وعي البطل الذي يكون محملا بخزينة ضخمة من الذكريات التي لا يتذكرها البطل فعليا، ولكنها مع ذلك لم تمح من خزينة اللا وعي والتي تتجلي في مواقف معينة وتحت ضغوط شديدة، لا يدركها البطل ولا يتحكم فيها...
ومن منطقة اللا وعي المتحكمة في الهي بكل غرائزها، وكذلك الأنا العليا وما تمثله من قيم مثالية، تحدث حالات الصراع الإنساني والمجتمعي والتي يبني عليها الصراع الدرامي المحاط بمحموعة، من الآليات والتكنيكات، والحبكات القصصية، التي تميز كل كاتب عن الآخر بمقدار براعته وامتلاكه لأدواته وقدراته على التحكم في الأنا الخاصة به هو أولا كمؤلف، ثم الأنا الروائية المصنوعة فنيا في إطار من الزمن المناسب للحدث والموضوع، فزمن الرواية الممتد ربما عبر أجيال يسمح بظهور ما لا يسمح به زمن القصة القصيرة الذي قد لا يتجاوز برهة من الزمن.
و الإيقاع الرتيب قد يكون قاتلا للعمل لذا يلزم الدفع دوما بالحدث في نمو مطرد، مع صناعة زمنا فنيا يشابه الزمن الحقيقي ويستمد منه روحه، وإن كان يختلف عنه ايقاعا وتداخلا.
و أذكر الثلاثية كرواية هي المثلى من وجهة نظري، وذلك على المستوى المحلي والعالمي، لما تحفل به من شخصيات استطاع نجيب محفوظ أن يرسمها باقتدار، فنرى الأب صاحب أشهر شخصية روائية عربية والملقب بسي السيد ( السيد عبدالجواد) وما يعتمل في نفسه من صراعات ، ومنظومة قيم شرقية عربية على ما بها من تناقضات، وكذلك باق أفراد العائلة والتي قدم فيها أمينة كنموذج صار يضرب به المثل للأم الشرقية الطيبة المحبة لأبنائها، والمطيعة لزوجها إلى حد التقديس، وباق الأبناء على تنوع ميولهم واهتمامهم وثقافتهم، رغم أنهم نتاج أسرة واحدة ، والحق فإن
أعمال
نجيب محفوظ كلها تمتلئ بالشخصيات الفنية المرسومة بحرفية عالية، من الداخل والخارج بنبوغ لافت يصل إلى حد العبقرية، بما يجعله يجاور في الموهبة أفضل روائيين العالم، حتى ماركيز نفسه، بل وربما يتجاوزه...
وفي متظوري الشخصي فإن الثلاثية تتفوق على رواية ماركيز الخالدة(مائة عام من العزلة) فنا وفكرا، وحرفيا، بعيدا عن عقدة الخواجة التي نجلد بها دوما أنفسنا!!
فلا ريب أن ما يزيد العمل عمقا، هو جودة صناعة شخصياته ولا سيما الأبطال الذين تتمحور حولهم الأحداث ، حيث تتخذ الرواية ثيمتها منهم، ثم تأتي الشخصيات الثانوية أو المساعدة.
وبكل تأكيد على المؤلف مراعاة التاريخ الاجتماعي والنفسي لتلك الشخصيات، وأثر ذلك على كل رد فعل لهم،
مع الاهتمام
بجمال اللغة ، وقوة الفكرة ولا ينبغي، طرح حالات من الدهشة مهما كانت متقنة ،بدون صدق الاحساس.، وعفويته.
وإضافة رؤية الكاتب الحقيقية لا ينبغي أن تكون مفتعلة إنما تكون غير مباشرة و بحرفية تستتر خلف تلقائية فنية محكمة
، فالكتاب الموهوب حين يكتب
يكتب كي ينجو من الموت.... كي يحيا!!
وكأن حياة واحدة لا تكفي كي تستوعب روح المبدع المتوهجة دوما...
وكأن جسد واحد وشخصية واحدة لا تكفي أبدا لروح المبدع، التي كلما زادت جنوحا وتشرزما ، كلما سعت لنزع الثوابت وتغييرها، وصنع عوالم تقع في المنطقة السحرية بين الحقيقة و الخيال، لعلها تستوعب جزءا من تلك التداعيات، بين العذاب والمتعة، بين الألم واللذة...
بين الحقيقة والوهم.
فهي رحلات استكشافية غير تقليدية،حتى لو بدت واقعية،
في محاولة من المؤلف لكسر تراتيبية، الملل، وربما لكسر الحقيقة نفسها التي تؤرقه دوما بنسبيتها وغموضها.
فإذا نظرنا إلى شخوص الروايات الكبرى ، فإننا سوف نلاحظ أن أي تصرف أو تغيير يحدث للبطل يجب أن يكون مبررا ومعززا بتمهيد مستتر لكل ردود فعله، مع مراعاة عدم توقع المتلقي للأحداث، رغم براعة الكاتب في التمهيد لها.
قد يظهر الكاتب في تصرفات الشخصيات مجموعة من ردود الفعل المبناه في الأساس على الحيل النفسية مثل :
الإبدال ، و الإسقاط أو الإلصاق، والتبرير، و التكثيف السلوكي لرد الفعل المعاد بصورة تلقائية، وكذلك الإعلاء النفسي، الذي تتبعه بعض الشخصيات التي تعلى من قيمة الأنا العليا، وما ترتبط به من مثل وقيم
و معظم الشخصيات التي تترك أثرا كبيرا في نفس القارئ تكون ذات خلفية نفسية ترتبط ارتباطا وثيقا بالهي وحالة الصراع التي تنشأ بينها وبين الأنا، مرورا بلحظات مفاجئة تنبثق من لا وعي البطل الذي يكون محملا بخزينة ضخمة من الذكريات التي لا يتذكرها البطل فعليا، ولكنها مع ذلك لم تمح من خزينة اللا وعي والتي تتجلي في مواقف معينة وتحت ضغوط شديدة، لا يدركها البطل ولا يتحكم فيها...
ومن منطقة اللا وعي المتحكمة في الهي بكل غرائزها، وكذلك الأنا العليا وما تمثله من قيم مثالية، تحدث حالات الصراع الإنساني والمجتمعي والتي يبني عليها الصراع الدرامي المحاط بمحموعة، من الآليات والتكنيكات، والحبكات القصصية، التي تميز كل كاتب عن الآخر بمقدار براعته وامتلاكه لأدواته وقدراته على التحكم في الأنا الخاصة به هو أولا كمؤلف، ثم الأنا الروائية المصنوعة فنيا في إطار من الزمن المناسب للحدث والموضوع، فزمن الرواية الممتد ربما عبر أجيال يسمح بظهور ما لا يسمح به زمن القصة القصيرة الذي قد لا يتجاوز برهة من الزمن.
و الإيقاع الرتيب قد يكون قاتلا للعمل لذا يلزم الدفع دوما بالحدث في نمو مطرد، مع صناعة زمنا فنيا يشابه الزمن الحقيقي ويستمد منه روحه، وإن كان يختلف عنه ايقاعا وتداخلا.
و أذكر الثلاثية كرواية هي المثلى من وجهة نظري، وذلك على المستوى المحلي والعالمي، لما تحفل به من شخصيات استطاع نجيب محفوظ أن يرسمها باقتدار، فنرى الأب صاحب أشهر شخصية روائية عربية والملقب بسي السيد ( السيد عبدالجواد) وما يعتمل في نفسه من صراعات ، ومنظومة قيم شرقية عربية على ما بها من تناقضات، وكذلك باق أفراد العائلة والتي قدم فيها أمينة كنموذج صار يضرب به المثل للأم الشرقية الطيبة المحبة لأبنائها، والمطيعة لزوجها إلى حد التقديس، وباق الأبناء على تنوع ميولهم واهتمامهم وثقافتهم، رغم أنهم نتاج أسرة واحدة ، والحق فإن
أعمال
نجيب محفوظ كلها تمتلئ بالشخصيات الفنية المرسومة بحرفية عالية، من الداخل والخارج بنبوغ لافت يصل إلى حد العبقرية، بما يجعله يجاور في الموهبة أفضل روائيين العالم، حتى ماركيز نفسه، بل وربما يتجاوزه...
وفي متظوري الشخصي فإن الثلاثية تتفوق على رواية ماركيز الخالدة(مائة عام من العزلة) فنا وفكرا، وحرفيا، بعيدا عن عقدة الخواجة التي نجلد بها دوما أنفسنا!!
فلا ريب أن ما يزيد العمل عمقا، هو جودة صناعة شخصياته ولا سيما الأبطال الذين تتمحور حولهم الأحداث ، حيث تتخذ الرواية ثيمتها منهم، ثم تأتي الشخصيات الثانوية أو المساعدة.
وبكل تأكيد على المؤلف مراعاة التاريخ الاجتماعي والنفسي لتلك الشخصيات، وأثر ذلك على كل رد فعل لهم،
مع الاهتمام
بجمال اللغة ، وقوة الفكرة ولا ينبغي، طرح حالات من الدهشة مهما كانت متقنة ،بدون صدق الاحساس.، وعفويته.
وإضافة رؤية الكاتب الحقيقية لا ينبغي أن تكون مفتعلة إنما تكون غير مباشرة و بحرفية تستتر خلف تلقائية فنية محكمة
، فالكتاب الموهوب حين يكتب
يكتب كي ينجو من الموت.... كي يحيا!!
وكأن حياة واحدة لا تكفي كي تستوعب روح المبدع المتوهجة دوما...
وكأن جسد واحد وشخصية واحدة لا تكفي أبدا لروح المبدع، التي كلما زادت جنوحا وتشرزما ، كلما سعت لنزع الثوابت وتغييرها، وصنع عوالم تقع في المنطقة السحرية بين الحقيقة و الخيال، لعلها تستوعب جزءا من تلك التداعيات، بين العذاب والمتعة، بين الألم واللذة...
بين الحقيقة والوهم.
فهي رحلات استكشافية غير تقليدية،حتى لو بدت واقعية،
في محاولة من المؤلف لكسر تراتيبية، الملل، وربما لكسر الحقيقة نفسها التي تؤرقه دوما بنسبيتها وغموضها.