مولاي، باغتني شيبي على صغري = وشابت الرّوح، صار القلب مـُـشتعلا
وطال تيهي وترحالي، فهـل قدري = أن أسفح العـُـمر يا مولاي مـُـرتحــلا
في كلّ درب أنا روحي مـُـوزّعـةٌ = حـتـّى شظاياي أضحتْ تملأ السـّـُبلا
هابيـلُ، قابيلُ مُجتمعَـيْن كـُـنتـُهـُـما = أنا القتيـلُ، أنا الباغي الذي قـَـتـَلا
أنا...
وهماً كانت تلك البسمةُ،
تلك الهمسةُ،
تلك الكلماتْ.
وهماً كان المشيُ على إيقاع الماء مساءً.
ورسائلُها كانت وهما،
ويداها.
كم كان ضَلالاً أنْ صدّقتُ يديها
وعزفتُ لنجمتها أحلى النّغماتْ.
وهماً كان الحلمُ، وما أملاه الصيف علينا والغيماتْ...
كم كان الصيفُ شفيفا
وكذلك كان الغيمُ
وكانت وهما سلمى...
* *...
على القلبِ أن ينتحي الآن رُكناً قصيّا
ويندبَ في الصّمت خدَّيْهِ،
يعوي كهِرٍّ قديم… وينسى
على القلب أن يحتفي بالمنافي:
سلامٌ على كلِّ منفى جديدٍ
سلامٌ على صاحبي،
كنتُ سقّيتُه من نبيذي،
فأهداني الفجرَ جبّانةً… ثم غابْ
سلام على كفِّها،
كفِّ سلمى السّرابْ
سلامٌ على موعدٍ كان يجمعنا عصرَ يومِ...
خلافا لهم،
خلافا لهم كلّهم.
أعلن الآن أنّي أحبّ الخريفْ.
وأعلن أنّ النّساء الجميلات يصبحن أحلى،
ويصبحن كالنّخل أعلى،
ويصبحن أهلا… وسهلا،
إذا دغدغتهنّ ريح الخريفْ.
وأعلن أنّ الأحاديث في العشق تغدو جنونا جميلا،
وتغدو صلاةً،
وضربا من السّكْرِ… تغدو هديلا،
إذا كان ذلك تحت الرّذاذ،
رذاذ الخريفْ...
ولد محجوب العياري في 13 أوت من سنة 1961 بمنطقة ريفية قريبة من مدينة ماطر اسمها "هنشير عيشون"، كان يصرّ على استحضارها في شعره. زاول دراسته الابتدائية والثانوية بمدينة ماطر. وحاز على الأستاذية في التوثيق وعلوم المكتبات سنة 1987. وبعد التخرج التحق بوزارة الثقافة والمحافظة على التراث ليعمل في إدارة...