محجوب العياري - مولاي

مولاي، باغتني شيبي على صغري = وشابت الرّوح، صار القلب مـُـشتعلا
وطال تيهي وترحالي، فهـل قدري = أن أسفح العـُـمر يا مولاي مـُـرتحــلا
في كلّ درب أنا روحي مـُـوزّعـةٌ = حـتـّى شظاياي أضحتْ تملأ السـّـُبلا
هابيـلُ، قابيلُ مُجتمعَـيْن كـُـنتـُهـُـما = أنا القتيـلُ، أنا الباغي الذي قـَـتـَلا
أنا ائتلافُ فُـصولٍ طالما افتـرقتْ = أنا انفصال الذي قـد كان مـُـتـّـصِلا
ليلي نهاري، وتيهي صار لي وطنا = وصحوتي أنْ أرى مُستسـقيًا ثمِلا
مولاي ماذا أسمّي؟ كيف أكتُـبُـني؟ = كلُّ العبارات ضاقتْ، أصبحت طللا
تفايض العشـقُ، حتّى كلُّ جارحةٍ = قد انتشتْ، واستحالتْ موسماً هطِلا
لم يبق طيرٌ على كفّي ولا شجرٌ = إلاّ وأضحى بمـُـزن العشق مُغتسلا
للعشق كلُّ عـناقيدي وأوردتي = كم ارتوى العشقُ من روحي، وكم نهلا
العشقُ أن يبذل العُـشاقُ أنفُسهم = ما عــــاشقٌ صـــادقٌ إلاّ وقد بَـــذلا
لو كان لي ألفُ نفسٍ كنتُ أُشعلها = في مذبح العشقِ نشوانا ومُحـتفلا
ما همّني أن يقولُـوا ضلّ صاحبُكم = أو أن يقولُوا: لقد أسرى وما وصلا
آمنتُ بالعشق دربـًا ليس يُوصلُني = فالعشق أعذبُهُ أن لا وصول... ولا..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى