محجوب العياري - هل أخو ولهٍ يموت؟.. شعر

سأموتُ من وَلَهْ... أموتُ
سأموت حقًا، لا مجازا
ثُمّ يطويني السُّكوتُ
سيسيرُ خلف النّعش أصحاب قليلّ
سوف يمشي أدعياءُ وكاذبُونْ
سيقول نُقّادّ كلاما غامضا..
ليُوفّرُوا ثمنا لكبش العيد حتّى يفرح الأطفالُ
سيهبُّ أكثر من مذيع فاشل
ليبُثّ صوتي عبر حشرجة المساء
ستُعيدُ بعضُ صحائفْ نشرَ القديمً من الحواراتِ القليلهْ
بعضُ اللُّصوص سيحتمي بظلال مسبحةْ كذوبْ
... ثمّ يتلو ما تردّد عن عذاب القبرً
عُشّاق صغار، ساسةٌ حمقى، سماسرةّ، نهاريُّونَ، كُتّاب بلا كُتبْ، وحُجّابّ بلا حُجُبْ، وحطّابون في ليل القصيدة دونما قبسْ، ومشّاؤون نحو ولائم: السُّرّاق سوف يردّدون جميعُهم
محجوبُ منَّا -
نحن حذّرناهُ أنّ العشقَ، مثل الخمر، مثل الشّعر قاتلْ
محجوبُ مًنّا -
... نحنُ أطعمناه من جوعْ، وآمنّاه... كان لنا رفيقاَ
- محجوبُ منّا..
- لستُ منكم
لمْ أُرافقْ غير جُوعي
- لستُ منكم
لمْ أُرافقْ غير حُزني
- لستُ منكم
- لمْ تُرافقني سوى أُنثى أنا أوغلتُ في دمها... فمعذرةً
سوى صحبْ قليل عدُّهُمْ
لكنّهم كانوا صباحي
- لستُ منكمْ
لستُ من أحدْ
وكفّي هذه بيضاءَ أرفعُها... وما رافقتُ من أحدْ
أنا رافقتُ جوعي
وقصيدتي جاعتْ وما أكلتْ من الثّديَيْن... جاعت
خوّضتْ في اللّيل حافيةً، ونامتْ
لمْ تُفتّحْ لارتعاشتها البُيُوتُ،
سأموتُ من وَلَهْ... أموتُ
لكنّ كاساتي، وكاسات الأحبّة فضّةّ
وكؤوسُ أعدائي خُفُوتُ
ولنا الصّباحاتُ التي لا تنتهي
ولهم فواجع أمسهم
لهم السُّكوتُ
سأموتُ من وَلَهْ... أموتُ
سأموتُ حقًّا، إنّما
من لحم أغنيتي ستطلعُ كرْمةّ
سيحطُّ فوق جبينها حبقٌ وتُوتُ
سأموتُ؟
وهْم ما أشاع الميّتونَ
وهلْ أخُو وَلَهٍْ... يمُوتُ؟
هلْ أخُو وَلَهْ... يمُوتُ؟


محجوب العياري ـ تونس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى