محجدوب العياري - تلك المرأة.. شعر

كَلِفٌ بامرأةٍ لا يعرفُها
كلفٌ بيديْها المُدهشتيْن وبالأقمار تُعربدُ فوق جدائلها.
لم يكتبْ شعرا.
قال فتاتي كتبت كلّ الشّعر.
يداها –أعرف أني سوف أضمُّ يديها يوما- قمران بطعم التّوت،
وبسمتُها، سبحان الشعر،
فكيف سأكتب شعرا،
وأنا الموعود ببسمتها
تلك الواقفةُ الآن على أهداب الغيم تهيّئ متكأً للفرحة،
فرحتِنا الأولى...
* * * *
كلفٌ بامرأةٍ لا أعرفها.
لا أعرف أين تقيم،
ولا من أين ستطلع فارعةً كالشمس، تُجلّلها دهشتُها القُصوى...
لا أدري إن كان سيحدث ذلك ليلا،
أو قبل غياب الشّمس،
وهل سيكون خريفاً ساعةَ تأتي.
......................
سيكونُ خريفاً ساعةَ تأتي...
ستجيء مساءً، في فستان أزرقَ، أزرقَ مثل العُشب،
ستأتي ومظلّتُها في يدها تعلوها ريشةُ طاووسٍ،
قرط يتألّق فوق جديلتها اليسر
عقدٌ يلثمُ شهدا ليس ألذّ ولا أشهى.
ستكون بغير حقيبتها اليدويّة،
(صاحبتي لا تحتاج إلى هاتفها الجوّال، ولا تحتاج إلى مرودها، أو مرآة، أو قارورة عطر...)
سيكون مساءً ساعة تأتي، وستُومئُ ساعةَ تُبصرني.
لن نتكلّم حين سأمسك كفّيْها...
لا شكَّ سنجلسُ قربَ البحر قليلا...
سأُمرّرُ كفّي فوق الشَّعر الأصهب... فوق الجيد
ستُمطر ساعةَ أحضنُها...
(سيكونُ رذاذاً ليس أرقَّ ولا أندى...)
............
لن تسألَ صاحبتي أين سنمضي... لن أسألها
قد يُغرينا البحر فنصنعَ طوفاً
ثمّ نسافر خلف تخومٍ لا نعرفُها...
قد يحملُنا العشقُ إلى أنهارٍ أو غاباتٍ
سوف نصيدُ أرانبَ، بجعا، سمكا،
سوف نُربّي مهرا أزرقَ... سوف نُغنّي
أو قد نتحول درويشين نُطوِّفُ في الآفاق
ونرقُصُ حين يفيضُ الوجدُ
سأجعلُ نايي يَبكي حتّى يُبكي،
والدّرويشةُ صاحبتي سترقُّ وترقُصُ، ترقُصُ حتّى نصعدَ فوق الغيم...
سيدنو سربٌ من غزلانٍ،
سوف تحُطُّ حمائمُ فوق يدينا...
* * * *
كلفٌ بامرأةٍ لا أعرفُها،
لكنّي أعرفُ أنّ المرأةَ، تلك المرأةَ آتيةٌ.
سيكونُ خريفاً ساعةَ تأتي،
ستجيءُ مساءً في فستانٍ أزرقَ، أزرقَ مثل الحلمِ...
ونمضي...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى