محجوب العياري - حالتان.. شعر

جذلانُ أنا.
لا ينقصني شيءٌ:
في جيبي عُلبة تبغ لم تُفتضَّ،
وعلبةُ كِبريتٍ تحملُ صورة فاتنةٍ.
عندي مالٌ يكفي كي أسكر والنّدمانَ رفاقي
حتى تُشرق شمسُ اليوم التّالي…
عندي ما أدفع للنّادل حتىّ
يزرع لؤلؤةً زرقاءَ تُنوّر ليلتنا…

جذلانُ أنا…لا ينقصني شيءٌ:
بالأمسِ قرأتُ كتابا فانفتحتْ سبلٌ قُدّامي،
ورأيتُ كأني أمشي فوق الماء، وأبصر ما لا يُبصر غيري…
منذُ قليل، هتفتْ سلمى بعد غيابٍ،
قالت: “مازال اللون الأزرقُ يُغويني،
ما زلتُ أحبُّ طيور النوء،
وينعشني أن أمشي حذوك،
حذو الشاطئ، حافيةً…
* * *
لا شيء إذاً ينقصني،
والدّنيا لا ينقصها شيء، قال الشاعر،
وهو يدندن أغنية زرقاء،
ويمشي حذو الشاطئ،
نحو الحان خفيفا…
* * *
في تلك اللحظة، ذات جنوب، والغاراتُ تهزّ الدّنيا،
كانت ثلاثةُ رعيان يقتسمون رغيفا أسمر،
قال الأوّل: يحزنني أنّ شياهيَ عطشى.
صمت الثاني…
قال الثالثُ:
“جذلانُ أنا ما دامت قُصفت حيفا…
جذلانُ أنا، لا ينقصني شيء،
فغداً نقصفُ أبعدَ، أبعدَ من حيفا،
وقريبا نُعلنُ أنّ الدنيا لا ينقصها شيءَ…”ك

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى