عبد العزيز الحيدر - مسرحية البطات الثلاث

مسرحية في فصل واحد

الشخوص

السيدة 1 سيدة خمسينيه

السيدة 2 اكبر منها سنا

الفتاة فتاة عشرينية

احدهم يرتدي ملابس طبية

المكان والزمان خشبة المسرح عارية بابين من الاتجاهين اليمين واليسار..ساعة معلقة تؤشر بوضوح العاشرة

صالة انتظار ..مكان ما..زمان ما





ألفتاة ( تنظر في ساعتها ثم في ساعة الحائط)

السيدة 1- نعم أنها صحيحة

ألفتاة ماذا؟

السيدة 1- الساعة...هنا ...الحائط هناك...أنها لا تخطئ ابدا

السيدة 2- لم تخطئ منذ زمن طويل...من سنوات بعيدة

السيدة 1- طبعا...ولماذا عليها ان تخطئ

ألفتاة أكدوا ان الموعد العاشرة

السيدة 1- بالضبط

السيدة 2- هم دائما يقولون العاشرة

ألفتاة وهي الآن العاشرة....أليس كذلك؟

السيدة 1- ذلك شئ غير مهم يا عزيزتي

السيدة 2- اوووه الشباب كم هو متحمس...لم نكن كذلك على أيامنا

السيدة 1- طبعا يا سيدتي ...اوووه كنا جيلا مختلفا....الم نكن؟

السيدة 1- اذكر أني انتظرت موعدا...في الحقيقة لم يكن مهما لثلاث سنوات دون ان أتحرك من مكاني...شئ جميل

الفتاة – ماذا؟

السيدة 1- الانتظار يا عزيزتي.. انه يعطي لمسة من الجمال والعذوبة على الوقت

الفتاة - وهل السيدات ؟

السيدتان تهزان رأسيهما معا

السيدة 1- نعم ..لدينا موعد ايضا

الفتاة – وفي السا....

السيدة 2- العاشرة تماما.....(صمت طويل)

السيدة 1- هل ما زالت قلقة؟

السيدة 2- ولماذا يجب ان تكون قلقة؟

السيدة 1- حقا أنها فتاة مؤدبة

السيدة 2- وطيبة.....جدا ..(الى الفتاة) هل تقيمين بعيدا؟

الفتاة – بعيدا جدا...ساعات طويلة...معظم الأحيان أنام طوال الطريق

السيدة 1 - يا الهي..(تلتفت الى السيدة2) أنها تنام بوداعة في الأتوبيس

الفتاة - لا أنا اقصد القطار..

السيدة 2 – يا للقطة الصغيرة الوديعة...وهل دائما تقدمين الى هنا؟

الفتاة – أحيانا أتي لزيارة شقيقتي...أحيانا لمراجعة دائرة...ولكن هل... هل يمكن ان اسأل؟

السيدة 1 – طبعا بإمكانها ان تسال...هذا ممكن(يبدو الامتعاض على السيدة 2)

الفتاة - هل؟ اقصد أنتما معا...اعني جئتما معا

السيدة 2 – (تدير رأسها) وما أهمية سؤالك..ماذا يعني لك ذلك؟( تنهض ) (تطرق على شباك وهمي)

السيدة 1 – لا تصرخي أرجوك...لا تطرقي بعنف..انه سريع التأثر ..الم تأخذي درسا من المرة السابقة؟

السيدة 2- ولكنني لا اطرق بعنف؟؟ (تعود للجلوس كئيبة) (بهمس) انه لن يستجيب في كل الأحوال...هكذا هو منذ سنوات...(تبكي ثم تمسح انفها وعيونها)

السيدة 1- ليس مستبعدا ان يستجيب في اية لحظة..أنت تعلمين ذلك... الا انك ككل المرات تحاولين أغاضتي بمثل هذه الكلمات...ككل مره..دائما..ككل مره...(تصرخ بها بغضب) وهذه آخر مرة....مفهوم ....؟

(صمت طويل وممل)

يدخل (احدهم)من باب الى اليمين يعلو صريره ثم يعود الباب ليغلق بصرير أعلى..يتقدم ينزع الساعة من الحائط يغير التوقيت يعيده الى الوراء ساعتين ويعيد تعليقه....يلعب بعض الألعاب السويدية ...يخرج من باب من اليسار نفس الصرير يتكرر.السيدات ينظرن الى بعض

السيدة 1- حسنا أصبح لدينا متسع من الوقت للتصرف به...أليس شيئا جميلا؟

الفتاة – (مستغربه) ولكن ...كيف ذلك؟

السيدة 2- انه الأجراء الأمثل..هو سوف ينفعك أنت بالذات..سيتيح لك الوقت للحاق بالقطار... أليس كذلك؟ (متوجهة بالسؤال الى السيدة 1)

السيدة 1- نعم..يحدث ذلك في كثير من المرات

الفتاة – هل ذلك يعني أننا قريبا سنقابله؟

السيدة 2- لا ...لا يا عزيزتي...انه فقط يعني ان هناك متسع من الوقت....أحيانا يحدث شئ مهم في اللحظات الأخيرة

السيدة 1 – نعم الا تذكرين ما جرى معي منذ أربع سنوات خلت

السيدة 2 – اعتقد تقصدين سبع سنوات خلت

السيدة 1- انك ما زلت تثيرين أعصابي..أنها خمس سنوات فقط وليست سبع

السيدة 2 – كل ما هنالك ان ذاكرتك تقلصت قليلا

السيدة 1 – ذاكرتي قوية ولم يسبق ان نسيت أي شئ...أنت فقط تتعمدين إثارتي

السيدة 2 – حسنا فليكن ما تريدين.....ما الذي حدث قبل هذه السنوات؟

السيدة 1- أنت تتعمدين إثارتي.... منذ سنين طويلة ونحن هنا..لم نغادر..فما الذي يمكن ان يحدث......(بيأس) أو حدث.... لا شئ..الانتظار...والمرارة.....

الفتاة – (تنهض) ماذا؟ ما الذي تقولينه؟ كم لكما هنا؟ سنوات؟ ألستما على موعد...الم تقدما منذ وقت قليل..

السيدة 1 – بالطبع ...نحن نكتم الأسرار بشكل جيد...نحن لا نعرف أي شئ...ليس لنا علاقة بالوقت....هل ذكرنا شيا يخص السنين؟

السيدة 2 - لم نذكر أي شئ يخص الزمن..كنا جالستان نلعب بوداعة....وهي شريرة على ما يبدو

السيدة - نعم أنها تدعي أشياء غريبة...أشياء لا نعرفها...من قبيل الزمن..والسنين..ولا اعرف ماذا

الفتاة - من أنتما؟ ماذا تفعلان في سريري؟ ماذا تريدان مني

السيدة 2- يا للفتاة المسيكنه

السيدة 1 – أنها وديعة..ومسالمة

السيدة 2 – أنها الابنة الجميلة...أنها قطة مسالمة

السيدة 1 – أو بطة بيضاء...أنها بحاجة الى البحيرة..هو المكان الأنسب لها..

السيدة 2 – نعم مع الضفادع الصديقة

احدهم - (يدخل من الباب اليسار ويتعالى الصرير .يتقدم الى الفتاة)... انه دورك أيتها الصغيرة....انه في الانتظار ..سيستقبلك

تنهض الفتاة ..يقودها احدهم باتجاه الباب الآخر اليمين يفتح الباب بصريره ويخرجان)

السيدة 1- لم يحدث مثل هذا طوال سنوات...

السيدة 2 – انه لا يستقبل أحدا..لم يتعود على ذلك...نحن هنا منذ سنوات طويلة ..ولم يستقبلنا

السيدة 1 – كنا فتيات صغيرات حين حضرنا ..

السيدة 2 – ترى ماذا سيفعل معها؟

السيدة 1 – ربما سيضع لها جناحين؟

السيدة 2- وأنا ايضا أظن ذلك....فهي بطة ..بطة صغيرة..

السيدة 1 – ربما ذات يوم سينادينا ...

السيدة 2 آه ما أجمله وهو يضع لنا أجنحة...

السيدة 1 – دعينا تغفو مجددا...لعلنا نحظى بحلم جديد

السيدة 2 – نعم...لقد تعبت...تعبت كثيرا..

تتثاءبان مع نزول الستارة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى