ديوان الغائبين ديوان الغائبين : مصطفى المعـــــداوي - المغرب - 1937 – 1961

مصطفى المعداوي
شاعر مغربي ولد سنة 1937م وتوفي سنة 1961 بسبب حادث طائرة ..
ولد سنة 1937 في مدينة الدار البيضاء تلقى تعليمه الابتدائي بالمدرسة العبدلاوية، ثم التحق بمدرسة الحلو الثانوية التي اشتغل فيما بعد بالتدريس بها، وقد اعتمد على ذاته في تثقيف نفسه. شارك في حركة المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي عام 1954، فنفي إلى مدينة تطوان بسبب كفاحه. أسهم في تأسيس اتحاد كُتّاب المغرب، وانتخب عضوًا بلجنة الكتابة المنبثقة عن المؤتمر الأول المنعقد عام 1961. مثّل المغرب في مؤتمر الشعر ببروكسل (بلجيكا) عام 1961، وتوفي في طريق عودته إثر حادثة طائرة في سماء الرباط.

جمعت تجربته الشعرية بين الاتجاه الملتزم بالقضايا الوطنية والقومية والنزعة الوجدانية المعبرة عن ذاتيته ورؤاه للعالم، وانعكس ذلك على تنوع قصائده بين القصيدة العمودية الملتزمة الشكل التقليدي للقصيدة العربية، وقصيدة التفعيلة المحاولة تجاوز هذا الإطار التقليدي، والمستفيدة من تقنية السرد القصصي الذي ظهر في عدد من قصائده. يميل إلى التنويع في أنساق القوافي وأصواتها، ويطغى فكره السياسي على تجاربه الذاتية.

صوت الشعب:

نحبك لحنا يذوب انفعالا على شفة الحاصد
نحبك فجرا وفير الضياء لأغيننا في السنا الوافر
نحبك فجرا وفير الضياء
نحبك أغنية للخلود تهيم علؤ شفة العائد
للأرض الجدود, كريم الخطى يعانق وهج السنى الشارد
نحبك, هلا فتحت ذراعيك للقارة الظاميه
ولونت آفاقنا بالعبير ,وزخرفت جبهتنا القانيه

***

الحرية:

أبارك ثورة جيل جديد = يريد الحياة بشتى الصور
و أجثو أمامه ,أتلو النشيد,= نشيد الوفاء لصفو اليشر
و ألهمه نفحات الشروق = ليحضنه النور انى خطر
فما عاق شعبا حذاء الدخيل, = ولا كبلته صروف القدر

****

من قصيدة: اللهيب المقدس

هِبَةٌ أنتِ لياليك ابتسامات جراحي
وترى أرضك عطري وسواقيك صباحي
أنا والأودية الخضر تعانقنا بساح
وارتبطنا بالبطولات وتاريخ الكفاح
أنا والليل سكِرْنا بتواشيح البِطاح
أنا والشاة استمعنا لتهاليل الرواح
هبَةٌ أنت أغانيك انتفاضات جراحي
في غدي الباسم أهديك على الدرب الأقاحي

بدمي أسقيك بالحب بإكليل الأزاهرْ
بغدي بالأمس هدّارًا على غضبة غادر
هذه أنت تمايلت على طعنة كاسر
يا لهيب الصيحة الكبرى تغذّيك الحناجر
يوم أرسلت وميضًا وتحدَّيت المخاطر
فانطلقنا بلظى الذود ليوثًا وكواسر
للصحارى الشم نحميها: مطايا وبواخر
لمروج العُرْب نرعاها بأنجاد الجزائر

يا لهيب الغدر لن تلقى بأرضي تلك ساحا
أمتي هبّت مع الصبح لتسقيك الجراحا
بالسّلاح الحر نلقاك ونرميك سلاحا
لم نعد نذعن للإثم ولا نرضى النواحا
بعد أن رقرق في أفيائنا الطير الصَّدَاحا
وتراقصنا على فرحته البكر انشراحا
يا لهيب الغدر أرضي فجّرت زرعًا وراحا

***

من قصيدة: أسياد وظمأ

على ضفة الساحل الملهمِ
وقفت أسائل شعبي الوديعْ
«علام التبرم فيما الرجوعْ؟»
وجاشت بصدري أغاني الرعاةْ
لهذا الصباح الجميل النصوعْ
وكيف يغنون ملء البطاحْ
لسرب فراشٍ لنبعٍ يفيضْ
لماشية عائده
وعادت بيَ الذكريات الطِّفاحْ
إلى الأمس نجتر فيه العناءْ
إلى حقلنا الأخضرِ
وثورة أصحابه الكادحينْ
إلى منهلٍ أزليِّ الرحيقْ
رتعنا بشطآنه المعشبه
إلى الريف حيث الظماءْ
وجوهٌ ملبدةٌ شاحبه
إلى عزبة السيد
وشقوة عمالها المطْبقه
وأدركت أنا خلصنا وأن الرواءَ
لكل الأنامْ
وقلت: أيا شعب فيما التبرم فيما الرجوعْ؟

فجلجل صوتٌ عنيفُ الصدى
يقهقهُ لي ملء أوداجه
«أريد الحياة» فضاع سدى
وألفيتني من خلال الهضابِ
أسائله عن معاني الحياةْ
فعاد صدى يستحث الخُطا
وفي يده شمعة زاهيه

***

من قصيدة: أغنية للسلام

أسرب الحمامِ
عليك السلامْ
أيا نجم أغنية زاهيه
تبدت هناك وراء الأفقْ
تشع كألوية خافقه
فتشتاقك الأنفس الدافقه
بنبع الحنينْ
وترمقك الأعين الظامئه
مئات السنينْ
محيية فيك سرب الحمامْ

***

شعار السلامْ

أسرب الحمامْ
أيا قبسًا من ضياء الخلودْ
حَيَاك الوجودْ
وجود النفوس الظماءْ
إلى النور في كل شبرْ
إلى الحرية
إلى نغمة ضمها الأقحوانْ
وخلّد في رياض الفداءْ
دم الشهداءْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى