ديوان الغائبين ديوان الغائبين : المحفوظ محمد حمد - موريتانيا - 1892 - 1912

المحفوظْ بن محمد بن حَمْدْ بن أَجْدَادْ بن المختار.
ولد في إيكيدي، وما كاد نجمه يعلو في سمائها حتى خبا فانطوى في ترابها.
عاش حياته القصيرة في الترارزة، (الجنوب الغربي من موريتانيا).
حفظ القرآن الكريم على أخواله، ودرس الفقه والأصول والمنطق وعلوم اللغة على: مُحَمَّدْ فَالْ (بَبَّهَا) بن محمذ بن أحمد بن العاقل، ولم يكد يخلص من مرحلة التلقي، فيدرس للطلاب المبتدئين حتى دهمه الموت وهو ابن العشرين.

الإنتاج الشعري:
- له مجموعة شعرية بحوزة الباحث سيدي بن چَنْك - نواكشوط (مخطوطة).
غلبت على شعره نزعة دينية، صوفية، وتشعب شعره في هذا الإطار الروحي فنظم في المقاومة. أكثر شعره مقطوعات قصيرة، وقد كان ذلك اتجاها شعريا مرغوبا حينئذ.

مصادر الدراسة:
1 - سيد بن جنك: ترجمة للشاعر المحفوظ بن محمد حََّمْد - مخطوطة.
2 - محمدن بن أحمد بن بابه: معجم المؤلفين ومؤلفاتهم في منطقة اترارزة - المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية - نواكشوط 1991 (مرقون).

توسل بخير الخلق

أيـا خـيرَ ثـاوٍ بـالـمديـنة يثربـــــــا = ويـا مـن فؤادي مـن هـواه قـدُ اشْربـــا
لقـد صرتَ دون القـرب عـندي وإنني = لأرجـو غدًا لـي أن تكـون مُقـرَّبــــا
بجـاهك يـقضـي الله لـي كلَّ حـاجةٍ = فإنـي لـذاك الجـاه كـنـتُ مـجـرِّبـــا
بـه اللهُ يغنـيـنـي عـن الكـدّ ثـم عـن = مقـاسـاةِ بـيعٍ قـد تعـرّضَ للربــــــــا
برزقٍ حـلالٍ لا يُشـاب بشبـــــــــهةٍ = وإكرامِ بـيـن النـاس شـرقًا ومغربـــــا
ويرزقنـي عـلـمًا أراه ببـلـدتـــــــــي = لكـي لا أُرى عـن بـلـدتـي مُتغرِّبـــــا
فأُلفى إذا كُلّمتُ بـالله عــــــــــارفًا = وفـي الفقه مفتـيّاً وفي النحو مُعـربا
وأُرزق مـن خمـر الـمحـبة مشــربًا = وأعتـادُ مـنه الشـربَ صـبحًا ومغربـــا
ويُقضى الـذَّي من حاجتي كنت ذاكرًا = ويُقضى الذي مـا كنت عنه لأعربا
صلاةٌ وتسلُيـمٌ مـــن الله دائمًا = عـلى السَّيـد الشَّهـم الـمقـيـم بـيثربـــا

***

_
أَمْنٌ وأمَان

مديحُ النبيّ المـصطفى أشرف الورى = مُجيري من المكروه في كل ساعةِ
وزرعـي وضرعـي قـد كفـانيَ منهـمـا = وأن يبضع الـمشروب فهو بضـاعتي
ومـنه أنـال الأمـنَ والخـوفُ كائنٌ = ومـنه أنـال الخـصـبَ عـامَ الـمـجـــــاعة

****

نورٌ في الدياجي

عـلى الفَرَج القـريب عـمـلـتُ لـمّا = عـلـيـنـا الـحـزنُ عـمَّ وقـد ألــمّا
بنـا الرومُ الفرانس قــــــــد أدارت = فصـار الـتلّ مــــــــــــن رومٍ أطمّا
ولكـنْ بـالـحـبـيب لنـا انـتصـــــارٌ = وذاك عـن القـلـوب أزال هــــــــمّا
كفـانـا ذكره عـنــــــــــــــــا مزيلاً = حجـابَ الظلـم إن كـان ادلهــــــمّا

***

حكمة بالغة

لـو أذلَّ الـديـنـارَ نـارٌ لـمـــــــــــا = دُسَّ فـي النَّار خَالِصُ الإبريـــــــــــزِ
ـــــــــــــــأو غدا السجنُ للأعزاء ذل = لأذلَّ العزيـزَ سجنُ العزيــــــــــز
إنَّ هـذا حـوى جـمـيعَ الـتَّسلـــــي = لجـمـيع الـورى بـلفـظٍ وجـيــــز

***

يا ربِّ

يـا ربِّ إن رسـول الله بشَّرنــــــــا = كلاً وأنذرنـا كلاً فأسمعـنــــــــا
فـالذنبُ قد كاد من رحمـاك يؤيسنـا = ووسْع جودك في رحماك أطمعـنا

***

أيا من يجيب العبدَ

أيا مـن يجـيب العبـدَ عبـدًا منـاديـا = عـلـمت مـرادي فـاقضـينْ لي مـراديا
ويـا غافرًا كلَّ الـذنـوب لـمسـرفـي = عبـادك يـا مـن قـال قـل يـا عبـاديــــا
عـن اليأس من رحـمـاك ربـي نهيـتـنا = وذا جـاء فـي قُلْ يـا عبـاديَ بـاديا
فـوعْدُك أنسـانـا الـوعـيـدَ وغرّنـــــا = ومـا زادنـا فـي الـذنـب إلا تـمـاديـــا
إلـيك فزوِّدْنـي ويـا رب فـاجعـــــلنْ = بتقـواك زاد الـمسلـمـيـن وزاديـــا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى