محمد آدم - ساعات الألم الزرقاء

ومثل كافة المقابر القديمة
سوف نتكوم في زوايا النسيان الخالد
لا لننكش الريح بأصابعنا
التي ينز منها الدم
أو نكتب عن أمنياتنا التي تشبه الجذام والسل الرئوي
وإنما لنتعرف على الشمس
التي تشبه كرة من النحاس
والمغنسيوم
وسوف نتعرف كذلك على الألم
من خلال كل تلك الخرائط السرية التي تركها الغزاة
أثناء تجوالهم الراسخ
فوق أجسادنا التي أصبحت جلودا دبقة لأحذيتهم العسكرية
وأرضا صلبة لممرات اعتقالهم
وسوف نتكوم في زوايا النسيان الخالد
لا لنكتب عن عجلاتنا الحربية التي صنعناها من عظام الموتى
وأغنيات الرعاة
وإنما لنكدس أسماء كل الطغاة الذين مروا
من فوق صحراواتنا التي بقيت كشاهدة أخيرة
على غرف التعذيب والدفن
ومقابر الموت الجماعي و الفردي
والأرغفة الممغنطة بالأسلاك الكهربائية
و المعجونة بالروث الجاف
وحبوب منع الحمل
وسوف نترك فوق وجه الفضاء الغويط
صورا شخصية لأيامنا
التي امتزجت بالرعب
والدم
الذي بقَّع سنواتنا المعجونة بخميرة الرب
ووصاياه الجمة
ليتسرب منها الخوف في نهاية الأمر
طريا
ولامعا
مثل شمس دبقة
على طاولاتنا التي امتلأت بالكوابيس
والمسامير
حتى لا تحرقنا ساعات الألم الزرقاء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى