فاتن عبدالسلام بلان - إلى متى؟ مسامير الغياب

مدخل

/ أشتاقُكَ حدَّ الهوسِ
فما ضركَ لو فاجأتني
برمشةِ حُلمٍ
أو بصحوةِ فنجان .. ؟ /

____

إلـى مـتـى
ستبقى أزاميلكَ المُتمرّدة
تطرقُ بمساميرِ الغيابِ
سقوفَ ذاكرتي
وزوايا ذكرياتي ؟
وتصلبُني كفزّاعةٍ
أُعاركُ سماجةَ الوقتِ
أمامَ بيدرٍ شاسعٍ من الإنتظار ..؟

إلـى مـتـى
سيبقى خنجرُ البعدِ يؤلمني
وخاصرةُ الحُلمِ هشّة
تلوذُ من كومةِ صيفٍ
تترقّبُ هلّةَ شتاكَ
بينَ شراعِ المسافاتِ
وصاريةِ الساعات .. ؟

إلـى مـتـى
ستبقى خطواتكَ
تتلحّفُ شوارعَ الرحيل ؟
وتمحو بعَرَقها
تشابكَ ظلّينِ
تحتَ قنطرةِ الذكريات
وتجبلُ بنقرِ اِبتعادها
طينَ ( الـ لو بماء الـ ياريت ) ؟

إلـى مـتـى
سيبقى السؤالُ بـ ( أينكَ ؟)
مُرًّا حامضًا دَلِعًَا
يتلوّى فوقَ شفاهٍ
محشوّةٍ بملحِ الآه ؟
ويحفرُ بعبوسٍ
جبينَ ( وحدي هُنا )
فتخورُ إشارةُ اِستفهامهِ
أمامَ ضبابيةِ أناكَ ومُناخِ أنا ؟

إلـى مـتـى
سيبقى سؤالي
مُزدحمًا بـ ( أين أنت ؟)
على شَفةِ كُنتَني
وشهَقةِ كُنتُكَ
وتكّةِ كُنّا فـ بتّنا ؟
وأنا ما زلتُ
أُرمّمُ بذاكرتي بعيدًا عنكَ
أضربُ أخماسَ دمعاتي
بأسداسِ مناديلكَ
و ريحُ العمرِ
تطعنُ بآثامها فصولي
فتوقظُ طفولتي الشائخةِ
على فوبيا الفُراق .. ؟

إلـى مـتـى
سنبقى " نقطةَ إنتظارٍ أنا "
و سطرَ غيابٍ أنتَ .. ؟
تورقُ ذكرياتنا في حروفِ
( كُنّا عاشقين ذات حُبّ )
وتجفُّ دمانا في كلماتِ
( الأقدارُ أرادت لا نحن ) !!
فاصلةٌ عرجاء
تحدُّ أوراقنا بالفراغ
ونقطةُ فصلٍ توغلُ
فتنخرُ جسدَ القصيدة
لنعودَ عاريين
كما ولدتنا أمهاتنا
إلا من صرخاتِ الخيبةِ
أنا أبحثُ عنكَ في أبجديةِ
( الـ أين _ متى _ لماذا _ كيف ؟؟)
وأنتَ تُطاردُ بغبشِ الهوامشِ
وعمشاواتِ الحواشي !!

إلـى مـتـى
سيبقى قلبي ربيعيًا
يطيرُ إليكَ بسماواتِ العصافير
وشفاهي المُرتجفة ترسمُ
على بلّورِ ( هكذا الحُبّ )
بيتًا _ مدفأةً _ روحًا واحدةً
وجسدين يجمعهما صدرُ العناق
وسُكّرُ القُبل .. ؟؟

إلـى مـتـى
سيبقى الطريقُ لعينًا
يُكمّمُ آثارَ خطاويكَ ؟
وروحي تنقسمُ
في أربعةِ إتجاهات
تتقافزُ إلى شتيمتكَ و لُقياك
وجسدي يتجمّدُ
فوقَ ( واوِ الوداعِ )
وتحتَ ( هاءِ الهروبِ ) ؟
إلى متى سأبقى
أتلهّفُ لكتفِ صيفكَ
ومنجلِ قُبلاتكَ ؟
فلتسمعْ أيُّها الأصمُّ ::
آخاتِ وآهاتِ ولاءاتِ
شفاهٍ تُنادي تصحّركَ
بـ / يا أقربكَ يا أبعدكَ /
/ يا أراضيكَ يا مداكَ / ..!!
إلـى مـتـى _ إلـى مـتـى
إلـى مـتـى ... ؟!

مخرج

/ تموتُ ترغلةُ الأحلامِ
قابَ قوسينِ أو أدني
من نعيقِ الغياب .. ! /



فاتن عبدالسلام بلان
  • Like
التفاعلات: حيدر عاشور

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى