طلال فيصل: «بليغ» أصعب من «سرور» حوار: عمرو شوقي

- 13 سببا تدفعنى لكتابة «رواية السيرة».. أولها مزاجى

- حكاية نجيب سرور سيرة مصغرة لمصر بعد هزيمة يونيو

- انتظروا «سيد قطب» و«عبد الوهاب».. وقريبا سآخذ إجازة من رواية السيرة لأكتب روايات طبيعية


فى 2013 أصدر رواية «سرور» عن الشاعر الراحل نجيب سرور، ليست سيرة ذاتية بالطبع، كما أنها ليست رواية تقليدية، ولا يمكن اعتبارها أدبا صحفيا خالصا، وكان ذلك ما لفت النظر فى البداية.. ما الذى يكتبه طلال فيصل؟

الكاتب والمترجم الشاب، قرر أن يكرر التجربة، ستجد له فى معرض الكتاب رواية «بليع» الصادرة عن دار الشروق، فقرر أن يخوص فى أحد بحور الموسيقار الراحل بليغ حمدى. فهل هى التجربة الأخيرة؟ وما اسم نوعية الكتابة التى يقدمها؟ أسئلة كثيرها نتطلع لإجابتها على لسان طلال فيصل.


- بليغ بعد سرور.. هل تسلك نفس الطريق لأنك تستمتع بهذا النوع من الكتابة أم تريد أن ترسم لنفسك طريقا خاصا لا يسير فيه غيرك؟

- لأسباب كثيرة أنا مُغرم بـ«رواية السيرة» أولا المزاج الشخصى الذى لا يمكن تفسيره، فكنت أجد نفسى مدفوعا من فترة مبكرة بقراءة السير الذاتية والروايات -والأفلام- التى تتناول حياة شخصية ما تثير اهتمامى. كذلك بحكم الدراسة والعمل فى الطب النفسى، أجدنى مهتما بالشخصية، محاولا فهمها وتحليلها والعثور على مفتاحها، وهو الشغل الأساسى فى رواية السيرة بعد اختيار الشخصية، هو محاولة فهمها ومعرفة دوافعها الرئيسية. أضف إلى ذلك قناعة قديمة بأن التاريخ الشخصى للشخصيات المميزة ذات الإنتاج الفنى أو الفكرى هو مختصر مفيد للزمن الذى عاشته. سيرة نجيب سرور مثلا هى سيرة مصغرة لمصر بعد هزيمة يونيو.

- هل طلال فيصل أول عربى يصيغ حياة المشاهير فى روايات؟ أم تعتبر ذلك امتدادا «بشكل أو بآخر» لكتابات روائية تناولت شخصيات تاريخية لعبد الحميد جودة السحار مثلا؟

- لا أظن أننى الأول. يمكن المختلف فى حالتى هو اختيار شخصيات معاصرة، قريبة منا تاريخيا ومثيرة للجدل. نجيب محفوظ له رواية عن إخناتون مثلا، كذلك رواد الرواية المؤسسين مثل جورجى زيدان وبعده عبد الحميد جودة السحار، وربما عادل كامل. أود أن أضيف كذلك أن الشكل الذى قدمته فى سرور وبليغ من بعد، شكل منتشر فى الرواية الأوروبية والأمريكية الحديثة، يخلط بين فنون الأدب الصحفى، وفن الرواية، ويستعير التوثيق ويدمجه فى بنيان السرد! تقريبا لا يمر عام دون رواية مهمة أو أكثر من هذا النوع.

- تخوض رحلة استكشافية قبل أن تكتب روايتك.. لو تلك المعلومة صحيحة، كيف كانت رحلة ما قبل «بليغ» وما الذى اكتشفته فيها؟

- صحيح! رواية السيرة كما أتصورها تتطلب مجهودا بحثيا كبيرا، ولكن ليس بالضرورة! تذكر دائما أننى لا أقدم بحثا تاريخيا، أنا غير مطالب بالدقة ولا مطالب بسلامة الأحداث التاريخية. وظيفتى هى تقديم بنيان فنى مقنع وجميل. فى حالة نجيب سرور قرأت بالطبع كل ما كتبه وكتب عنه وقابلت كل معاصريه، أما فى حالة بليغ فالمسألة كانت أصعب. بليغ ملحن، كيف يمكن التعبير عن أسلوبه بطريقة لغوية! قرأت الكثير من سير الملحنين وحاولت تخيل كيف يمكن له أن يكتب فى خطاباته أو أوراقه، ثم حدث شىء ساحر بعد ذلك وأنا فى منتصف الكتابة! اتصل بى ابن أخيه السيد تامر حمدى -وأتوجه له بكل الشكر والامتنان- وأطلعنى على أوراق ووثائق ومذكرات بخط عمه! المذهل أننى وجدت تطابقا فى أكثر من موضع بين ما كتبته من خيالى وبين ما كتبه هو بالفعل. لعل واحدا من وظائف الفن هو الوصول لجوهر الحقيقة بالخيال، مجرد الخيال.

- ما الشخصيات التى تعد القارئ بتقديم روايات جديدة عنها أو عن جزء أو مشهد ما من حياتها؟

- أنا أكتب حاليا رواية عن سيد قطب والـ٢١ شهرا التى قضاها فى أمريكا، ولكن المدى الزمنى للرواية يمتد حتى نهاية حكم الإخوان. هناك مشروع رواية عن الموسيقار محمد عبدالوهاب والسنوات الأخيرة فى حياته وإعداد أغنية «من غير ليه». ولكنى أظن أنى سآخذ إجازة من رواية السيرة قليلا لأكتب روايات طبيعية بعد ذلك!

- أى أنواع الأدب أو الكتب عموما تفضل قراءته؟

- الروايات بطبيعة الحال، وما يتعلق بها من قراءات فى باقى الفنون الأدبية، الشعر والقصة القصيرة والنقد! أحب قراءة كتب السيرة الذاتية كما يمكن لك أن تخمن.

- كم لغة تجيد؟ وما هى؟ وكيف يمكن أن يستفيد الكاتب من تعدد لغاته؟

- أقرأ بالألمانية بحكم الحياة فى ألمانيا ونشاط الترجمة فيها، والفرنسية. لكن الإنجليزية تظل الأسهل حتى الآن، والعربية هى اللغة التى لا مفر منها. منها بدأنا وإليها نعود.

- فى مقال كتبه عنك صديقك الكاتب أحمد سمير، قال إنك يمكن أن تذاكر درسين وتشاهد فيلمين وتقرأ نصف رواية لماركيز، فى يوم واحد، ثم تتساءل: هل كان يوما مفيدا؟ ما تعليقك؟

- أحمد سمير صديق عمر، أعرفه منذ ١٢ سنة؛ ومنتظر روايته الأولى (قريبا من البهجة) بفارغ الصبر! تكوينى من البداية بطبيعة الحال تكوين طالب مجتهد، بجدول وخطة ورغبة فى الإنجاز، لكن مع الوقت يتعلم المرء أن الكيف أهم ألف مرة من الكم، ربما أقرأ الآن صفحة واحدة وأظل أفكر فيها طوال اليوم. المسألة ليست حشدا للمعلومات ولا رصا لقوائم نزهو بها أمام بعضنا البعض؛ لا بد أن يكون هناك تطور حقيقى واستفادة فعلية مما نقرأ ونعيش، وهذا بحاجة إلى صدق مع النفس أولا لتقييمه.

- سؤال غريب، لكنى سأسأله.. اسمك يبدو سعوديا أكثر منه مصريا، ما السر؟

- يضحك..نعم.. والسر فى جدى، كان رجلا غريب الأطوار، وهى الذى أسمانى، وبالطبع هو الذى اختار اسم أبى.




* نقلا عن موقع جريدة اليوم الجديد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى