محمد دحمون: المسؤولية لا يتحملها بلماضي وحده


الإستثمار في الفرق الرياضية هو رأس الرمح لكل نجاح

محمد دحمون رجل عاش للسياسة و قضايا الأمة منذ شبابه و عرف بانتمائه إلى حزب جبهة التحرير الوطني ثم الحركة من أجل الديمقراطية في الجزائر، ديمقراطي من الوزن الثقيل، و بروح رياضية، لدرجة أنه نقلها إلى أبنائه من اجل تواصل الأجيال ،و هم اليوم اي ابناءه يديرون نوادي رياضية و يغرسون الرياضة في قلب الشباب، ومحمد دحمون و رغم انه رجل سياسة إلا أن له رؤية خاصة للرياضة، حيث اعتبرها بيئة خصبة تنمي الروح الوطنية بما تحمله من قيم أخلاقية كالوحدة والمنافسة الشريفة، و الحديث عن المنظومة الرياضية هنا سيأخذ منحى مختلف، و هو كيف نعدُّ الفرد قبل الإعداد للمناهج و التطوير و التغيير، خاصة إذا ما كان هذا التطوير مبنيا على أسس علمية حسب مقتضى الحال و حتمية الموقف، و لذا وجب الإستثمار في الفرق الرياضية و هذا هو رأس الرمح لكل نجاح، في هذا الحوار يقول محمد دحمون أن الرياضة فن و ثقافة و الرياضي هو دبلوماسي بالدرجة الأولى يقدم صورة بلاده كدولة متحضرة

421977894_1531224727725125_3761129998675706339_n.jpg

السؤال الاول : معروف عن محمد دحمون رجل سياسة بامتياز، لكنه بلا شك يتابع ما يحدث في قطاع الرياضة كيف تصفون ما يحدث حاليا والهزيمة التي لحقت بالمدرب الدولي الجزائري جمال بلماضي؟

السياسة فضاء فكر ثري بالنظريات ، من الصعب وصف العمل السياسي بالامتياز ، هو اجتهاد نظري ينتج عنه عمل وفعل وممارسات ، فنجربتي بدأت مبكرا مع الكشافة الاسلامية ، ثم شبيبة جبهة التحرير الوطني الى الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية ، ومناضل جبهة التحرير الوطني الى حزب جبهة التحرير الوطني مع التعددية الى الحركة من أجل الديمقراطية في الجزائر التي أسسها الرئيس الاسبق المرحوم أحمد بن بلة التي فتحت لي العضوية بمكتبها الوطني بعد الانتخابات الاولى في عهد التعددية ، التجربة فعلا كانت غنية ، مما أتاح لي ممارسة العمل السياسي في مستواه القيادي ولقائي مع وجوه سياسية وطنية، هذه التجربة بطبيعة الحال تمنحك القدرة على التفاعل مع كل الاحداث الوطنية، منها عالم الرياضة كمحب لها وسياسي يعي اهميتها في الحياة الاجتماعية والوطنية .

السؤال الثاني : ماهي قراءتكم للمشهد الرياضي في الجزاٍئر؟

الرياضة فضاء له أبعاده الاجتماعية والسياسية، ولا ننسى ان كرة القدم كان لها دور سياسي اثناء الثورة التحريرية المباركة ، وقدمت أبطالا مميزين ساهموا في اعطائها دفعا قويا أبرز قضية التحرر من الاستعمار خلال المشاركة في المنافسات الدولية ، بعد افتكاك الاستقلال الوطني بقيت الرياضة كميدان حي وفاعل ، وتوسع النشاط وتوفرت الساحات والملاعب بما يتيح للرياضيين ممارسة هواياتهم دون عوائق ، كانت و لا تزال كرة القدم الرياضة الاساسية واسعة الانتشار، و نمت بشكل سريع واكتسبت جمهورا واسعا من المحبين والهواة ، وهذا نلمسه مع انصار الفرق الكبيرة كشبيبة القبائل الرياضية و مولودية أولمبيك لقسنطينة ، وشباب بلكور وكل الفرق من القسم الوطني الاول، لن ننسى أن الرياضة في الجزائر بجمهورها الواسع تعتبر بيئة خصبة تنمي الروح الوطنية بما تحمله من رسائل قيم اخلاقية كالتضامن الاجتماعي ، والوحدة والمنافسة الشريفة .

السؤال الثالث: ألا تعتقدون أن ما يحدث في الرياضة في الجزائر مجرد تصفية حسابات؟

يؤسفني أن أرى الرياضة وخاصة كرة القدم تتحول الى ميدان مقارعة وتنافس مصالح لا تخدم الوطن ، وتصفية حسابات ، قد تضر بالمصالح العليا للوطن، لا يعقل أن نجد من يحمل معول الهدم في يده، ويضرب ضربات عشواء لا تستقيم على قاعدة نزيهة، ويشوه القدرات والكفاءات التي يشهد لها بالجدية والنزاهة والتفاني في العمل ، والاخلاص للوطن ويعطي صورة يسمو من خلالها مخزون ثقافتنا وقيمنا ، ومقومات تاريخنا المجيد ما الغاية من اعتماد اسلوب التخوين والتشكيك ؟ في كل من يقدم اعمالا جليلة تخدم الرياضة ، وتساهم في إعادة الفرحة والبسمة وسعادة الانتصار، أتساءل أحيانا ما هو هدف الذين يتنكرون للنتائج الكبيرة التي حققتها رياضة كرة القدم والسلسلة الطويلة دون انهزام ؟ كل جاحد فهو يقدم خدمات مجانية لأعداء الوطن ، علينا ان نثمن قيمة كل عمل نظيف وكبير، طبعا الجزائر تظل صاحبة الكلمة المتقدة ، تنال احترام الدول العظمى لثبات مواقفها العادلة ، في نصرة المظلومين، فلا إذن ينبغي أن نهدم هذا الارث التاريخي العظيم لشعب لا يقبل الضيم والظلم بشطحات نسمعها تتردد هنا وهناك في وسائل الاعلام ، فلنحرص على احترام الاعمال الجليلة في اي ميدان، و لا نعمل بمقولة: "الصانع المهمل يلقي اللوم على أدواته و على الآخرين و المحارب الفاشل يلقي اللوم على عدده و آلته الحربية"، فإلقاء اللوم و تحميل الآخرين المسؤولية كما حدث مع جمال بلماضي هي ادوات و اسلحة المتخاذلين.

السؤال الرابع : هل يمكن القول إذن أن الصراع هو من أجل الزعامة الرياضية ؟ بدليل أن تصريحات سعدان عن حفيظ دراجي تعبر عن وجود عدائية بين الطرفين حول من يقود الفريق الوطني ؟

الشعب الجزائر يعلم أن الثورة التحريرية قادها رجال عظام من منطلق الايمان بحتمية مبدأ التحرير، و وحدة المصير ، جيل نوفمبر اكتسب المناعة من تاريخ المقاومة الشعبية ، ومسارات كفاحها تجربة علمت هذا الجيل العظيم تبني الخط الاستقلالي الذي لا يتم إلا بالوحدة من أجل ثورة تحريرية جامعة ، والخلاف السياسي بين مكونات التيارات الوطنية غالبا ما كان خاضعا لواقعية طبيعة كيفية المواجهة بين استعمار غاشم يمتلك قدرات عسكرية كبيرة ، وبين جيل يؤمن بمبدأ التحرير، لا يملك من الوسائل إلا الارادة والايمان بالانتصار والزعامة للشعب الحاضن للثورة والمستعد لتقديم التضحيات .

في الوقت الراهن هناك دولة قائمة بمؤسساتها الأساسية تمتلك من القدرات لتجاوز كل المعضلات الشائكة التي تواجهها ، فإن قطاع الرياضة وما حدث لفريقنا الوطني في منافسات كأس افريقيا المقامة في كوت ديفوار، تحتاج الى تبصر لفهم خلفيات خروج فريقنا الوطني مبكرا ، والاسباب الخفية الحقيقية والمتسببين فيها ، لا أعتقد ان المدرب الوطني بلماضي يتحمل مسؤولية هذا الاخفاق وهو الذي أعطى سِجِلا واسعا أعاد الروح لقوة التنافس، وهي نفس المحنة التي عاشها المدرب الوقور رابح سعدان سابقا وكان مفعولها نفس الفريق ، ولقد تكلم السيد سعدان عن هؤلاء بالاسم ، فتكرار السيناريو يطرح امامنا العديد من الاسئلة ، حول هوية الفاعلين وغاياتهم . .

السؤال الخامس : يقال ان سعدان كان ضحية أناس لهم أطماع سياسية، ما رايك في ذلك؟

هي مآرب مصالح، واستبعد الاطماع السياسية ، إلا اذا كان هذا الفريق المناهض للمدرب بلماضي وسعدان سابقا يتحرك بإيعاز ما وراء الستار، وفق مخطط يستهدف الجزائر كشعب ودولة ، مع ذلك استبعد هذا الأمر لان الجزائر مستعصية تجهض كل المؤامرات، فما من مجال غير سياسي، و لذا أرى أن المسؤولية جماعية، لأن الجميع لم يتعمق في رؤية الواقع الرياضي و كيف تدار الأمور، أي في رؤية القوى الحقيقية التي تتصارع و تشكل هذا الوقع.

السؤال السادس: بالنسبة للجمهور هل تعتقدون أن الجمهور الرياضي في الجزائر في المستوى؟

الجماهير الجزائرية محبة للرياضة، وتواقة الى الانتصار وفية ومناصرة اظهرت قدراتها على التشجيع والوقوف في كل المناسبات الكبري تناصر وتؤيد وتشجيع المنافسات الرياضية الكبرى ، الوجوه التي تحاول تأزيم الوضع لا تملك القدرة على جر المناصرين ، والدليل ان الجماعة التي احتجت واساءت الى المدرب واللاعبين امام الفندق ، تبين انها كانت مهيأة ولا تمثل الا من جروها وراء هذه الافعال وهذا ما تبين من خلال العديد من الاعلامين النزهاء الرافضين لهذه الممارسات المشينة للفريق الوطني وطاقمه الفني .

السؤال السابع :هل مارس محمد دحمون يوما الرياضة؟ و كيف يربطها بالسياسة؟

مارست الرياضة كهاو منذ صغري ، وداعبت كرة القدم ، والكرة الطائرة ، وكرة اليد ، والسباحة ، وشجعت اولادي على ممارسة الرياضة ومنهم من يدير نوادي رياضية في الكاراتي على مستوى وطني، وهذا لم يمنعهم من التفوق في دراساتهم الجامعية على أعلى مستوى، الأب المربي عليه ان يغرس في أبنائه حب الرياضة، والقيم الوطنية التي تجعلهم مثالا وقدوة لغيرهم .

كلمتكم الأخيرة للجمهور الجزائري

الجمهور الجزائري يملك من الذكاء والفطنة التي تحصنه من كل الدعوات المضللة ، ويعي جيدا واجباته الوطنية ، جمهور عظيم حيوي مميز بأهازيجه وشعاراته عندما يتوجب عليه المناصرة والتشجيع لمختلف المنافسات الرياضية وبخصوص كرة القدم.

حاورته علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى