أنور غني الموسوي - التسقيط والارهاب الفكري والقتل المعنوي

ملامح المدرسة التسقيطية في المجتمعات الدينية
أنور غني الموسوي
دار اقواس للنشر
العراق 1443




المقدمة

عصرنا هو عصر الاعلام، وربما لا يحتاج احد لازالة فكر او مفكر الى اكثر من تسقيطه اعلاميا، وهذا ليس ناتجا من سذاجة العصر انما ناتج من تراكمات كثيرة للوعي الاجتماعي ادت الى تقوية تاثير الاعلام والتسقيط. ولذلك لا يصح التقليل من تاثير التسقيط في منع تحرر العقول والشعوب، ولربما يصح القول ان مواقع التواصل الاجتماعي من اهم المجالات والمنافذ التي تنفذ فيها التسقيطية مع اساليب اخرى اقصائية.

وهنا رسالة مختصر في بيان ملامح المدرسة التسقيطية في المجتمعات الدينية، وخصوصا الفكرية. وهذه الرسالة في واقع الامر تلخيص لمقالات بعض الكتاب مع تعليقات مختصرة، فهي مدخل الى فكرة التسقيط، وليس لي هنا تاصيل واسع وانما الغرض هو تنبيه الناس الى هذه الظاهرة المنافية لاخلاق الاسلام، والى خطورتها واساليبها وكيفية اجتنابها، اذ ان من اهم غايات ووسائل التسقيطيين هو استمالة الناس وتحميلهم الافكار التسقيطية وجعلهم من حيث يشعرون او لا يشعرون اداة وصدى وانعكاسا لما يريدون توصيله، ومن خلال الكثرة والجمهور يبدو التسقيط كانه الحق والحقيقة، وهذا من اخطر الامور واكثرها شرا.









[HEADING=2]تمهيد[/HEADING]
التسقيط من الفعل سقط اي انحدر وهوى من درجة عليا إلى سفلى أو أدني. ويقول حميد الهاشمي (التسقيط في الإصطلاح، معناها الحط من قدر شخص ومكانته الإجتماعية أو الدينية أو السياسية، أو العلمية أو التاريخية إلى درجة أدنى.) (1) اقول وهذا تام.

للتسقيط مفاهيم مقاربة مثل البهتان، والزور والكذب، والافتراء. ويقاربه في المفهوم القرآني (البهتان)، وهذا اللفظ من مادّة (بَهَت) بمعنى: دَهِش وتَحيّر، وبمعنى: عَجِزَ. وهو في اللغة يدلّ على الكذب والافتراء، والغيبة والهمز واللمز.

يقول حميد الهاشمي (البهتان في الاصطلاح القرآني والحديث والأخلاقي يراد به القول على شخص ما لم يفعله. واستناداً إلى مصادر اللغة والتفسير، فإنّ إطلاق كلمة البهتان نابع من الافتراء والكذب على شخص ممّا يجعل المفترى عليه مبهوتا متحيّراً لدى سماعة ما نُسب إليه كذباً. ) (1)

التسقيط ظاهرة اجتماعية، تتخذ جوانبا وأوجها عدة، منها أن تكون على شكل فردي، غرضها النيل من فرد منافس. أو جماعي من خلال نسب صفات وأفعال وممارسات إلى عائلة أو أسرة أو جماعة اجتماعية معينة أو مذهب ديني أو فكري أو حزب سياسي معين ما ليس لديه، والغرض بالنتيجة هو الحط من قدره وتشويه صورته.













[HEADING=2]الموضع الاول التسقيط الفكري[/HEADING]












[HEADING=2]منهج التسقيط[/HEADING]


الجماعة التسقيطية جماعة لها منهج مرسوم ومخطط له ولهم عمل منظم وادوار وادارة. ولهم اهداف. فلا يقال ان التسقيطيين (همج رعاع ينعقون مع كل ناعق) فانا اختلف معه كليا.

وقد يقول احدهم ان اسلوب التسقيطيين مفضوح وهو مخطأ ايضا ، بل ان الجماعة التسقيطية تستعمل اسلوبا مدروسا جدا بحيث يؤدي اهدافه. لذلك يتطلب وعيا كبيرا وانتباها عاليا للافلات من شباكهم. وكم نجد عبر التاريخ ممن ننجح التسقيطيون في عزلهم وابعاد الناس عنهم وهم اهل علم وحق وتقوى.

[HEADING=2]فصل: اساليب التسقيطيين[/HEADING]


اساليب المدرسة التسقيطية تلخيص كلام الشيخ حب الله.

اولا: نسبة أفكار كذباً وزوراً لجهة او شخص لتشويه صورته.

ثانيا: ربط فكرٍ بتيارات أخرى قبيحة على مستوى الرأي العام تهدف تشويه صورة هذا الفكر أمام الرأي العام.

ثالثا: محاولة الحديث عن ظروف مريبة لولادة تيار فكري معيّن، بحيث يبدو وكأنّه مشبوه.



[HEADING=2]التسقيط آفة اجتماعية[/HEADING]


التسقيط هو الحط من مكانة الشخص الاجتماعية او العلمية او الدينية. وهي تقارب البهتان والغيبة والسوء المذكور في القرآن. فالتسقيط من كبائر الذنوب.

والتسقيط آفة اجتماعية و فساد في الارض و تهديد للسلم المحتمعي. وله تأثير وخطر في كثير من المجتمعات.

انا ادعو شيوخ العشائر العراقية الكريمة الى عمل مؤتمر ووثيقة لمحاسبة من يقوم بتسقيط الاخرين تحت اية ذريعة. وادعو الحكومة الى تشريع قانون حازم بخصوص من يسقط الناس وملاحقة اصحاب الاسماء المستعارة ومن هو في الخارج عن طريق الشرطة الدولية.

ولا ريب ان التسقيط خلق ذميم ومعارض لاصول قرانية كثيرة وللاسف نرى بعض من ينتهج التقسيط ممن يعد من اهل العلم او الدين او الثقافة. وهذا قبيح جدا. وبعضهم يلبسه لباس العلمية والحضارية وهذا خطر جدا. ولا حول ولا قوة الا بالله.









[HEADING=2]اللغة العدائية[/HEADING]

لا يجوز للمؤمن استخدام لغة عدائية تجاه اي فئة من فئات المجتمع او اي فرد منه وان صدرت منه اساءة بحجة الاصلاح. فان من مواثيق الله تعالى وسننه مع المؤمنين ان يقولوا للناس حسنا، والدفع بالتي هي احسن قال الله تعالى (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة/83] وقال الله تعالى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [المؤمنون/96]. وهذه الاوامر تجاه قوم كافرين فما بالك بالمؤمنين.
ولا يجوز لمؤمن ان يستخدم لغة عدائية او شاتمة بحجة الدفاع عن الدين قال الله تعالى (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ [النساء/148]. ومن ظلم اي يجهر عند القاضي فقط..
ورجل الدين اولى الناس بذلك.
ان الاخلاق هي عمود الدين. بل ان الاخلاق هي الدين





















[HEADING=2]الطعن الشخصي[/HEADING]


علماء الدين اناس بذلوا جهدهم في بيان الامور للناس وتيسير معارف القران والسنة لهم، لذلك بعيدا عن القدسية الغيبية التي اشارات اليها النصوص فان لهم حقا اقعيا ضريحا على الناس باعتبارهم معلمين، لذلك لا يصح مطلقا اساءة الظن بهم او التهجم عليهم بل الواجب هو الدعاء لهم وسؤال الله تعالى ان يرحمهم ويغفر لهم.
وذكرت يوما اسم السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله تعالى في منشور لي كعالم ومجدد وانني خلف له وانه سلف لي. فعلق احد المتنمرين والتسقيطين كاتبا: ومن فضل الله؟
اقول:
السيد فضل الله هو من خيرة فقهاء الاسلام في العصر الحديث.
واعلام المدرسة التصحيحية ( السيد محمد حسين فصل الله، والشيخ الصانعي، والسيد كمال الحيدري و الشيخ حيدر حب الله) .وانصح الاخوة الاعزاء ان لا يجعلوا اصوات ( المتنمرين والتسقيطيين والطعانين والمتطاولين) حاجزا عن نور كلمات وافكار هؤلاء الاعلام، فان فيها كثيرا من الحق والصدق، والله الموفق.







[HEADING=2]التحريض والذرائع التسقيطية[/HEADING]


في الوكيبيديا : قميص عثمان (بالإنجليزية: Bloody Shirt)‏ هي عبارة دارجة في الصحافة وعلى ألسن الناس تجسد مفهوم اجتماعي له جذور تاريخية. وهو قميص ملطخ بدم القتيل، يُعرَض على رؤوس الأشهاد للتحريض على الأخذ بالثأر. بدأ هذا المصطلح عندما استخدم مقتل عثمان بن عفان كذريعة لمعارضة علي بن أبي طالب. واليوم، يُقال «قميص عثمان» لكل شخص أو جهة تستخدم مظلمة أو معاناة إنسان آخر أو مجموعة من الناس من أجل أهداف شخصية.

وروي أن مرسولاً من الشام وقف عند علي قائلاً: «تركت سبعين ألف شيخ يبكون تحت قميص عثمان، وهو على منبر دمشق» فرد علي:«اللهم إنا نبرئ إليك من دم عثمان»

ولقد حكى لي احد اساتذتي ان فقيها كان لا يقول بالشهادة الثالثة في الاذان، فاراد البعض تسقيطه، فحينما يسأل احد عن علمه ودينه يقولون للسائل (انه لا يحب علي بن ابي طالب) فيقال كيف ذلك؟ فيقولون لهم اسالوه عن الشهادة الثالثة.

فجاءه رجل وقال له شيخنا ما تقول في الشهادة الثالثة في الاذان؟ فقال الشيخ : ليست جزء.

فقال له الرجل: صدقوا لما قالوا انك لا تحب علي بن ابي طالب.

....

من المعيب جدا انه حينما يرى شخص رأيا خلاف ما يراه البعض يشهر بوجه كارت (الاجماع والمشهور واقوال كبار الفقهاء)، والكل يعلم ان الحجة في الدليل وفي القرآن والسنة. والكل يعلم انهم لا يدافعون عن الاجماع ولا عن المشهور ولا عن كبار الفقهاء، بل هم يستخدمونها كقميص عثمان لاستدرار عواطف الناس وميلهم لا اكثر، كحال من رفعوا قميص عثمان، فقال قائل تركت سبعين الف شيخ يبكون تحت قميص عثمان في الشام، فقال علي بن ابي طالب عليه السلام ( اللهم انا نبرأ اليك من دم عثمان).







[HEADING=2]فصل: ازمة التسقيط الثقافية والاخلاقية[/HEADING]
قال الشيخ حب الله حفظه الله تعالى (موضوع التسقيط لا يؤخذ فقط من جانبه الفقهي، بل إنّني أعتقد أنّ المشكلة الأعمق فيه هي مشكلة ثقافة ووعي وأخلاق وأسلوب حياة) (2) اقول ان بيان احكام فقهية شاجبة وواضحة ومن مراكز فتوائية عليا من اهم صور الدفاع عن الانسان والمجتمع في وجه المد التسقيطي.

قال حفظه الله تعالى (يحاول الإنسان أن يُسقط فكرةً ما أو مشروعاً ما في الحياة، سواء على المستوى الفكري أو الديني أو الثقافي أو الاجتماعي أو السياسي أو غير ذلك) تعليق: كل هذه المجالات يجري فيها التسقيط، ومنها الجانب الديني، لكن المؤسف ان التسقيط الديني يصدر احيانا من جهات دينية وليس من منتحلين او دخيلين، وهذه طامة كبرى.



















[HEADING=2]فصل: تسقيط الاشخاص[/HEADING]
قال حب الله حفظه الله تععالى ( يعمل – الانسان- على إسقاط الأشخاص الحقيقيّين أو المعنويين، فيعمل على إسقاط هذا العالِم أو ذاك، وتسقيط هذه الحوزة هنا أو هناك، أو هذا التجمّع العلمائي هنا أو هناك، أو هذه الجامعة أو هذه المؤسّسة أو هذا المركز وما شابه ذلك.) (2) تعليق وهذا حصل بخصوص بعض الاشخاص، حتى اصبح الان سلاح (المنحرف) فكريا هو الاقوى في اقصاء كل مفكر وقتل كل فكرة. وصرنا بين فترة اخرى نسمع ووصف منحرف بخصوص شخص جديد، وربما سياتي يوم سيكون المنحرفون عقائديا اكثر من غيرهم.



قال حفظه الله تعالى ( مشكلتنا في العصر الحاضر تكمن في جانبين: أحدهما في الأسلوب غير الأخلاقي لإسقاط الفكر، وثانيهما في استخدام أسلوب تسقيط الأشخاص بدل محاربة الأفكار) تعليق طبعا هذا الكلام يجب ان يوضع في ميزان الكليات الكبرى من جهة المقاصد العليا للانسان، فلا يصح محاربة انسان من دون حق، ولا فرق بين الحرف باليد او بالقول، كما ان من يقول بالتوحيد فان في محاربته باليد لا تكون الا لدفع البغي اما محاربته فكريا فلا مجال لها.

[HEADING=2]فصل: ثقافة التسقيط[/HEADING]
قال حفظه الله تعالى ( لقد صارت ثقافتنا قائمةً على تدمير الرموز لتدمير أفكارهم، وبهذه الطريقة تخرج الأمّة عاريةً من الرموز) (2) تعليق مسالة الرموز لا جه لها، لكن استعمال هذه الوسيلة لاجل ضرب الافكار صحيح.



[HEADING=2]فصل: التسقيط اغتيال غير جسدي[/HEADING]
قال حفظه الله تعالى ( التسقيط محاولة اغتيال غير جسديّة تسعى لحذف هذا الشخص أو ذاك من الوجود وتبديد قوّته وبقائه وحضوره وجمهوره وغير ذلك، بأسلوب لا يحكي عن إشفاق وحرص بقدر ما يحكي عن تشفٍّ وانتقام، إلى حدّ أنّه لا يجوز ذكره في أيّ مكان، ذلك كلّه لنبني عروشنا ـ مع الأسف ـ على جماجم غيرنا، بدل أن نبنيها على جهودنا وإمكاناتنا ومنجزاتنا وتجاربنا.) (2)

[HEADING=2]فصل: الحل لظاهرة التسقيط[/HEADING]
تلخيص لكلام الشيخ حب الله

الحلّ للمدرسة التسقيطية لا يكون إلا بامور:

اولا: ثورة أخلاقيّة. تعليق وهذا تام.

ثانيا ثورة توعويّة ثقافيّة. تعليق : وهذا محوري واساسي وهو الحل الحقيقي.

ثالثا: فتح باب الاجتهاد حقيقةً . تعليق بل الصحيح هو تيسير الادلة للناس ونظر الناس بالادلة مباشرة واستنادهم الى النصوص. والتوعية الفكرية العلمية والتقليل من سطوة المشهور الفقهي الفصل بين قداسة الشريعة وقداسة المشهور الشرعي.

اقول ومن الحلول ايا:

رابعا: انتباه الناس الى الاخبار وما يحكى عن الناس وعدم تناقل تلك الاخبار والاشاعات وعدم الاهتمام بها وعدم بناء شيء عليها. والفصل بين الحكم بالمعابنة و التجربة الشخصية وبين ما يحكى عن الشخص وعدم جعل ما يحكى يحل محل التجربة والمعاينة.

خامسا: وايضا من اوجه محاربة التسقيطية هو الانتباه الى الاغراض غير المعلنة من الكلام والوصف والانتباه الى الدوافع الحقيقية واء التسقيط، فان من يريد ان يسقط لا يظهر نفسه بصورة العدواني بل بصورة المدافع عن الحرمات والمقدسات والقيم.

سادسا: ومن اوجه محارب التسقيط هو معرفة الميزان التي تزن به الامور ، فاقوال الناس ليست الميزان بل الميزان هو الحق، وكل فكر وعمل انساني له مرجع فكري وانساني هو الميزان الذي توزن به الامور.



سابعا: ومن اوجه مواجهة التسقيط هو توسيع فكرة الاعذر وعدم الحديث بما لا يعني الانسان وعدم الاقصاء وعدم تقييد حريات المفكرين. فانها كلها تضعف من سلطة التسقيطيين.





















[HEADING=2]الموضع الثاني: التنمر الفكري[/HEADING]














[HEADING=2]فصل: فكرة التنمر[/HEADING]
قال صاحب هيئة تحرير موقع سيبا ( التنمر سلوك عدواني (متكرّر)، و(متعمّد) من قبل فرد أو جماعة تجاه شخص آخر أو جماعة أخرى؛ بهدف الإضرار) (3)

[HEADING=2]فصل: اقسام التنمر[/HEADING]
قال في سيبا (ينقسم التنمّر إلى أنواع عدّة، منها التنمر البدني وهناك التنمر اللفظي ويوجد أيضاً التنمّر النفسي الذي يعمل على نبذ الشخص المتنمّر، أو مجموعة الأشخاص المتنمّرين، للفرد المعتدى عليه، واستبعاده من النشاطات والفعاليات والمناسبات الاجتماعية، وتحريض الآخرين على الابتعاد عنه، أو مقاطعته، وهناك التنمّر الفكري بوضع أمور مهينة للشخص على الواقع أو المواقع الاجتماعية، مثل التعليقات والمنشورات والصور والفيديوهات، وتشويه سمعته، وهناك أيضاً التنمّر العاطفي والجنسي والاجتماعي والعرقي)



[HEADING=2]فصل: التنمر الفكري تعصب[/HEADING]

نشرت يوما روايات لاهل البيت عليهم السلام متفق على صحتها، ومن دون بيان مني او اضافة. لكن استغربت من اعتراض احد المتنمرين على مضمون الرواية. لان مضمون الرواية لا يوافق ما هم عليه من منهج.
كون الرواية الثابتة تخالف ما تعودت عليه من منهجية لا يجوز لك التنمر مستغلا عاطفة الناس وموافقتهم لك في النهج الذي انت عليه وشهرته بينهم. كلام اهل البيت الثابت مقدم على كل قول وان كان مشهورا.
-- المتنمرون الفكريون يستغلون شهرة قولهم وميل الجمهور اليه فيطعنون بما يخالفه وان كان نصا شرعيا. وبجرأة.



[HEADING=2]فصل: مرض التنمر[/HEADING]
قال صاحب سيبا (لن نكون مخطئين ولن نخسر شيئاً إن شبّهنا التنمّر الفكري بالطاعون والكوليرا وكورونا وغيرها من عشرات الأوبئة الفتّاكة الأخرى، التي لم تحصد أرواح البشر فحسب – كما تحصد المناجل الحبوب في موسم الحصاد – ولكنها ظلّت إلحاحاً أبدياً ودائماً يشير إلى ضآلة الإنسان عن كينونته الروحية، ومحدوديته) (3)

[HEADING=2]فصل: العنف المعنوي[/HEADING]
قال ( مواجهة التنمر يعد تذكيراً ببداية رحلتنا البشرية، في مواجه العنف المعنوي، الذي يصادر الحرّيات، ويسلب الإرادة ويخرّب النفس، ويعمي العقول؛ حيث يصبح الفرد البشري مجرّد آلة أو أداة يتم التحكّم بها من أجل خدمة نفسه أو جماعة بعينها، تستخدم العنف – التنمّر الفكري سبيلاً؛ لتحقيق أهدافه – أهدافها المشبوهة والمعتلّة.) (3)



[HEADING=2]فصل: استغلال التواصل الاجتماعي[/HEADING]
قال في سيبا (لا زال الرأي والرأي الآخر – النقد يواجه تحدّيات جمّة، لخلق بيئة حوارية متبادلة وسليمة، وهذه التحدّيات مستفحلة بشكل رهيب على مواقع التواصل الاجتماعي المتنوّعة، التي أغلب مستخدميها يختبئون خلف صفحاتها المزركشة، فعلى موقع الفيس بوك – على سبيل الفرضية – نرى الإنسان بأبهى التجليات الإنسانية، أما في الواقع هو شخص لا يشبه الإنسان، والعكس الصحيح أيضاً)

قال ( إذ كثيراً ما نتعثّر في الواقع بأشخاص سليمين، وفي تلك المواقع مريضين، يشدّدون على العنف الفكري، الذي لا يؤمن بحرّية الإنسان وفكره، أو ما يمكن أن نطلق عليه التعصّب للرأي)

[HEADING=2]فل: التعصب والاقصاء[/HEADING]
قال ( إذ كثيراً ما نتعثّر في الواقع بأشخاص سليمين، وفي تلك المواقع مريضين، يشدّدون على العنف الفكري، الذي لا يؤمن بحرّية الإنسان وفكره، أو ما يمكن أن نطلق عليه التعصّب للرأي، ويتمثّل عمله ونظرته أيضاً في إلغاء الآخرين وتهميشهم، والحجر على آراء المخالفين، وإقصائهم، وعدم قبول أيّ فكر أو رأي معارض لفكره، حيث يتبنّى إيديولوجية معيّنة، تقوم على الإقصاء والتشكيك، وشيطنة المجتمع تارة والمسؤول تارة أخرى، وتجييش الأتباع والتهديد بزعزعة الأمان الكتابي وتصل إلى الإضرار المعنوي والنفسي؛ وصولاً لاحتماليات التصفية النفسية وحتى أحياناً الجسدية والإقصاء من الحياة، وغيرها من أساليب التنمّر الأخرى، ولعل الشباب هم أكثر الفئات العمرية التي تقع تحت براثنها.) (3)



[HEADING=2]فصل: اخطار التنمر الفكري[/HEADING]
قال في سيبا (وبصورة أكثر إيضاحاً يمكن القول بأن التنمّر الفكري يترتّب عليه أخطار وآثار سلبية تنعكس على الجيل الراهن والمجتمع، حيث يعمل على تهديد الاستقرار النفسي والاجتماعي والتعليمي لأيّ مجتمع، وكم سهله طرق التهديد تلك! وكيف لا يؤدّي إلى ذلك وهو يعدّ أحد أشكال الإرهاب الفكري، فكتابة تعليق قصير على منشور أيّ شخص يمكن أن يغرقه في التهلكة النفسية، وبالتالي زرع نظرة سوداوية في تفكيره، فيبدأ بإطلاق أحكامه على الحياة والناس، وهو لم يتجاوز السنّ القانوني.) (3)



[HEADING=2]فصل: مجابهة التنمر[/HEADING]


قال في سيبا ( لمجابهة هذه الظاهرة لا بدّ من مجابهتنا لأنفسنا أولاً: لماذا نمارس التنمّر؟ ما الهدف منه؟ ما الغاية؟ ما النتيجة؟ ومَن يدفعنا إلى ذلك؟ هل بممارسته نعيش الابتهاج والرفاهية؟ وأسئلة كثيرة لا تنتهي أكثر تعقيداً وارتباكاً، الأمر الذي يفرض حاجة التفكير إلى تضافر جهد ذاتي وجماعي، أيّ تقع على عاتق جميع مؤسّسات الدولة والمنظمات المحلية والعالمية (3).



[HEADING=2]فصل: دور النخب في مواجهة التنمر[/HEADING]
قال في سيبا (إن الدور الأساسي في مجابهة التنمّر الفكري يقع على عاتق النخب المثقّفة في المقام الأول؛ ويمكن أن يتم ذلك من خلال تفعيل مجموعة من الأنشطة الحوارية، والدراسات والبحوث، والكتابات، والمؤتمرات، التي تهدف إلى تصحيح الأفكار والمعتقدات، وتنقية العقول المنحرفة من الشوائب التي علّقت بها ، ومنع العقول الأخرى من الانحدار في بؤرة الانحراف والشذوذ والتطرّف والتعصّب الفكري، وضرورة تقبّل الآخر دون أيّ غاية أو شخصنة. (3)

[HEADING=2]فصل: دور مؤسسات الدولة في مواجهة التنمر[/HEADING]
قال في سيبا (يقع أيضاً على عاتق مؤسّسات الدولة المتنوّعة وخاصّة التعليمية والإلكترونية القيام بدور فعّال في مواجهة ظاهرة التنمّر بكافة أشكاله – ولا سيما الفكري – ولن يتأتّى ذلك إلا من خلال قيامها بتحصين الشباب من الوقوع في براثن الانحراف الفكري أو المنحرفين الفكريين. (3)

[HEADING=2]فصل: الامن الفكر[/HEADING]
قال في سيبا ( يجب العمل على تفعيل إستراتيجية الأمن الفكري، لما له من أهمية كبيرة في التحصين الأخلاقي، والعقائدي، والفكري، فالأمن الفكري يعمل على تهذيب العقول وحفظ النفس، كما أنه يمثّل ضمانة هامة للمجتمع. (3)









[HEADING=2]الموضع الثالث: الارهاب الفكري[/HEADING]






























[HEADING=2]فصل: فكرة الارهاب[/HEADING]
قال كركري (الإرهاب ظاهرة قديمة عرفتها المجتمعات البشرية منذ القدم وليست وليدة اللحظة فالإرهاب له صور وأشكال مختلفة ولهذا لم يتفق الباحثون على تعريف جامع مانع مطرد، وأقرب التعريفات للإرهاب هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا على الإنسان في دينه ودمه وعقله وماله وعرضه وأرضه ويشمل صنوف التخويف والترويع والأذى والتهديد والقتل بغير حق وقطع الطريق وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد يقع تنفيذًا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي بهدف إلقاء الرعب بين الناس بهدف الإخلال بالنظام العام أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم أو أحوالهم للخطر . (4)

[HEADING=2]فصل: بين الارهاب والدفاع المشروع[/HEADING]
وهنا يجب أن يفرق القارىء بين مفهوم الإرهاب والدفاع من أجل الأرض أو تحريرها أو حق تقرير المصير والكفاح المسلّح ضد المحتلين لاسيما الذين احتلوا أراضٍ ليست لهم .

قال ( فالإرهاب بصورة عامة له توصيف في عصرنا الحديث فالمراد به كل الأعمال المتصلة بالجور والظلم والاعتداء على الآخرين بغير حق وهو ما يقوم به المجرمون لترويع الآمنين وإزهاق أرواح المسالمين وزعزعة أمن المطمئنين . (4)



[HEADING=2]فصل: الارهاب لا دين له ولا قومية[/HEADING]
قال كركري ( والإرهاب لا ينحصر في دين معين أو دولة أو أمة أو شعب أو هوية أو قومية أو منطقة جغرافية .(4) اقول وهو تام. بل ان محاولة ربط الارهاب بدين معين او طائفة معينة هو من الحركات المشبوهة، ولو اننا نظرنا الى الارهاب بمعناه الواسع الشامل لليد واللسا والقلب فان الكثير من الدول او الجهات التي تنادي بمحاربة الارهاب هي تمارسه فعلا.







[HEADING=2]فصل : فكرة الارهاب الفكري[/HEADING]


في الويكيبيديا: الإرهاب الفكري هو نوع من أنواع الأيديولجية التي تؤمن بعدم احترام الرأي الآخر وتسلبه حقه بحرية التعبير وحرية العقيدة، وهو يحجر على العقول والحريات ويحرم عليها التعبير عن ذاتها بحجة أن هذا مخالف لثقافةٍ أو لمذهبٍ أو عقيدةٍ أو رأيٍ ما. يحمل الإرهاب الفكري مفاهيم مثل التعصب والتطرف والتكفير. ويحمل عدم احترام التراث والتاريخ والحضارة.

من المعيب جدا انه حينما يرى شخص رأيا خلاف ما يراه البعض يشهر بوجه كارت (الاجماع والمشهور واقوال كبار الفقهاء)، والكل يعلم ان الحجة في الدليل وفي القرآن والسنة. والكل يعلم انهم لا يدافعون عن الاجماع ولا عن المشهور ولا عن كبار الفقهاء، بل هم يستخدمونها ذريعة لاستدرار عواطف الناس وميلهم وكارهاب فكري لكل من يخالفهم. فاذا لم توافق المشهور عندهم فانت منحرف وانت عدو لاسلام وعدو للمذهب. بل اصبح مخالفة قولهم هو انحراف وان كانت المسألة خلافية، وهذا من اقبح الظلم الفكري والتجهيل العلمي.













[HEADING=2]فصل:خطورة الارهاب الفكري[/HEADING]
قال كركري ( الإرهاب الفكري يعد من أخطر أنواع الإرهاب لأنه قائم على تكميم الأفواه وقمع جميع الحريات الفكرية.

ومفهوم الإرهاب الفكري وحقيقته هو عدوان بشري مبني على أسس فكرية بهدف الحيلولة من دون وعي الإنسان بالحقيقة من خلال استخدام شتى وسائل الضغط النفسي والبدني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإعلامي من أجل فرض الهيمنة على إرادة الفرد والمجتمع لأغراض فكرية أو دينية أو سياسية أو اجتماعية أو كل ذلك معًا .

وهذا النوع من الإرهاب هو الأساس لجميع الأعمال الإرهابية لأن الإرهاب يكون فكرًا ثم يكون بعد ذلك فعلًا على الأرض .

فيسلب حقوق الآخرين في التعبير عن رأيه ويحجر على العقول والحريات بحجة اختلاف الثقافة أو المذهب أو المعتقد أو الرأي الآخر أو النهج السياسي . (4)















[HEADING=2]فصل: اشكال الارهاب الفكري[/HEADING]


قال كركري (أشكال الإرهاب الفكري وسلوكياته :

1-بث الإشاعات : وهو من أكثر الأشكال رواجًا في المجتمع .

2- اتهام الآخرين من دون حجة أو دليل وبرهان وذلك لأغراض شخصية أو سياسية أو دينية .

3- تضليل الحقيقة : وهي إعطاء صورة مشوّهة عن الوضع للمجتمع .

4- تكميم الأفواه والحد من حرية التعبير وتكريس مبدأ الديكتاتورية .

5- قمع الحريات بجميع أنواعها وأشكالها.

6- عرض البرامج الهدامة على القنوات الفضائية .

7- استخدام منصاب التواصل الاجتماعي في تضليل الرأي العام وإحداث بلبلة وتصعيد الوضع وإثارة الفتن.

8- التعصب الديني والمذهبي والمذهبي الفقهي والقومي والمناطقي والثقافي .

9- تسويق الفكرة تحت العباءة الدينية أو اليافطة الدينية.

10- الخطابات التحريضية من خلال وسائل الإعلام ( القنوات الفضائية والإذاعات ومنصات التواصل الاجتماعي والجرائد والمجلات ).



[HEADING=2]فصل: القمع الفكري[/HEADING]
قال كركري (الفكر الإرهاب قائم على الغلظة والشدة فله أدوات قمع حادة من خلال سلوكياته ومدارسه التربوية . فهذا النوع من الخطاب سطحي في الفهم والسذاجة في إقامة الحجة والبرهان فليست لديهم إحاطة بالنصوص الشرعية . (4)













[HEADING=2]فصل: الخطاب التحريضي[/HEADING]
قال كركري ( الخطاب التحريضي خطاب منحرف عن جادة الصواب وفيه الحدة والقسوة ومتهور جدًا لاستمالة العاطفيين !















[HEADING=2]فصل: العنف التكفيري[/HEADING]
قال كركري ( العنف في التطبيق العملي للشريعة هو السلوك مبني على النهج التكفيري والخطاب الدعوي المتشدد المتطرف . وهذا السلوك دخل إلى عقول ثلة من الشباب المسلمين فزرعوا في عقولهم أفكارًا إرهابية، منها :أن دار الإسلام هو دار الكفر والفسوق والفجور وكفروا حكام الدول وهذا من نهج القطبيين والإخوان المسلمين والخوارج التكفيريين. (4)

قال ( تكفير الآخرين بمجرد الاختلاف هذا الشكل يشكل تهديدًا كبيرًا على الأمن المجتمعي والسلم الاجتماعي بسبب هذا السلوك المنحرف، فهناك ضوابط شرعية وعلماء راسخون مختصون ينظرون في هذه المسائل الحساسة ومسألة التكفير ليست مرتبطة بدين دون آخر فهو قاسم مشترك بين جميع الديانات



















[HEADING=2]فصل : في الغلو الاعتقادي والعملي[/HEADING]
قال كركري ( الغلو من أشكال الإرهاب الفكري المبني على الافراط في مجاوزة الحد فالغلو على نوعين : الاعتقادي والعملي فالغلو الاعتقادي كمسألة التكفير ( للمسلم ) و والغلو العملي هو المتعلق بالأمور العملية وهو ملازم للغلو الاعتقادي فينتج عنه الغلو العملي . (4) تعليق اقول جعله تكفير المسلم من الغلو صاب جدا.











[HEADING=2]فصل: انواع العنف الفكري[/HEADING]
قال كركري ( كل فعل يمارس من طرف جماعة أو فرد ضد أفراد آخرين ،وهو أنواع كالعنف الديني والأسري والمدرسي والمجتمعي والطائفي والعرقي والمناطقي والدولي . (4) اقول لقد اشرت ان توسعة النظرة الى العمل بما هو ياليد واللسان والقلب، فان اشكال العنف ستكون كثيرة وربما يقع فيها الانسان وهو لا يعلم، وهناك عوامل كثيرة تساعد وتدفع الشخص الى ارتكاب العمل العنفي منها السلوك الجمعي والتيار الجماهيري والسائد المشهور، فتحصل صور للنعف الفكري وربما العملي من دون ادنى التفات الى ما يحدث من عدوان. ان اعطاء الشرعية للممارسات العنيفة ضد الاشخاص سواء من جهة الدين او الجماعة او الحكومة امر في غاية الخطورة وفي غاية التخلف.



















[HEADING=2]فصل: اسباب الارهاب الفكري[/HEADING]
قال كركري ( أسباب الإرهاب الفكري كثيرة منها :

1- الفراغ الفكري لدى المجتمع : عادة الأرضيات الخصبة تستقبل هكذا أنواع من الأفكار المنحرفة ولها تأثيراتها السلبية على المجتمع برمته .

2- الانحراف العقائدي : كثير من الانحرافات العقائدية والتصورات العقدية المبنية على أفهام سقيمة وليست مبنية على أسس معرفية علمية متينة دقيقة رصينة ولهذا تجد أن الإرهاب الفكري العقائدي هو وليد الفكري الإرهابي ونتاجه .

3- التعصب الأعمى : العصبية ليست مذمومة على الإطلاق ولكن إن كانت معتدلة فلا إشكال في ذلك وإن تجاوزت حد المعقول وانحرفت عن مسارها سيكون عاملًا مهمًا من عوامل الإرهاب وغالبًا ما تكون العصبية نابعة من الهوى والرغبات الشخصية وربما يعاني من حالات العقد النفسية.

4- التعصب للرأي : التعصب للرأي أولى بوادر الإرهاب الفكري لأنه يقوم على إلغاء الآخر وتهميشه وهنا يصاب العقل والتفكير بالجمود بحيث يصل إلى درجة لا يعرف المصلحة العامة ويبقى مقفلًا على رأيه ولا يقبل بالرأي الآخر وهو ما يسمى بأصحاب النظرة الأحادية والذين يعتقدون أنهم على الصواب دائمًا.

5- الفهم المغلوط للنصوص : وهو فصل الفهم الصحيح عن دلالة النص لأن الفهم الصحيح هو حسن تصور المعنى المراد من لفظ المخاطب وإدراك مراده والفهم الفاسد هو العدول عن عن القول الراجح إلى قول مرجوح أو باطل مبني على شبهة أو لضعف في التأصيل العلمي وعدم امتلاكه لآلات الفهم الصحيح للنصوص والفهم المغلوط نتيجه تفسير مغلوط للنصوص .

6- الانحراف الديني والعقائدي عن مساره الصحيح : الانحراف الديني والعقائدي عن مساره الصحيح للمجتمعات البشرية من الأسباب التي تؤدي إلى وجود الإرهاب الفكري في المجتمع .

7- البطالة والتفكك الأسري وضعف التربية بصورة صحيحة تنتج بيئة خصبة لوجود الإرهاب الفكري ويتعشعش فيها الأفكار المغلوطة وتنمو تدريجيًا .

8- القمع الفكري وإلغاء الرأي الآخر : إن القمع الفكري وإلغاء الرأي الآخر الذي يمارس من قبل الدولة أو جهة تتمتع بالنفوذ السلطوي يولد ردة فعل لدى الآخر وعدم تقبله ، مما ينتج عنه بيئة صالحة لاستقطاب هؤلاء المنحرفين عن جادة الصواب .

9- العامل النفسي : لا شك أن للعامل النفسي دورًا كبيرًا في صناعة الإرهاب الفكري وهذا راجع إلى بنيته النفسية المؤهلة للتطرف والعنف والإرهاب فهناك من لديه هذه المشكلة منذ الولادة ومنهم من يكتسبه من خلال بيئته والمناخ الذي يعيش فيه ،كما أن الشخصية المتبلدة أو الفصامية هي العامل النفسي المهم لظهور العنف والإرهاب الفكري والتطرف وهذه الشخصية تجعل الإنسان منفصلًا عن الواقع خاليًا من المشاعر ونظرته غير صائبة في تقدير الظروف وللواقع .

فبعضهم ليست لديهم شخصية متزنة في المجتمع فيحاول الإبراز والظهور حتى لو كان على حساب القتل والتخريب وهذا النوع يسمى بحب الظهور !

10- العامل الاجتماعي : من الطبيعي أن الإنسان ابن بيئته ومجتمعه فالمجتمعات التي تظهر فيها التطرف والإرهاب الفكري والانحراف الأخلاقي تكون عرضة لتطرف مقابل .

وتفشي الفراغ في المجتمع يكون سببًا لظهور الإرهاب الفكري .

فاختلال العدالة في توزيع الثروات في المجتمع الحرمان من الخدمات فالتوزيع غير العادل للدخل القومي يؤدي تدريجيًا لظهور الإرهاب الفكري .

11- العامل الاقتصادي : الظروف الاقتصادية تؤدي دورًا مهمًا في استقرار المجتمع أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا ويعد الاقتصاد بتقلباته وتغيراته مؤثرة جدًا في المجتمعات الفقيرة من الأسباب الخطيرة المحركة لموجات الإرهاب الفكري والإرهاب بصورة عامة .

12- العامل السياسي : النظام الديكتاتوري القائم على القمع والاستبداد من الأسباب الواضحة والجلية التي تدفع بالشباب إلى الإرهاب الفكري لاسيما بعد شيوع الاستبداد والقمع والتهميش والإقصاء وغالبًا ما تنتشر الحركات المتطرفة في ظل الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية فبدلًا من فتح باب الحوار والإقناع تقوم الأجهزة الأمنية بقمع الأفراد والمجتمعات .

13- وسائل الإعلام : تؤدي وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في تغذية ودعم وظهور الإرهاب الفكري من خلال البرامج والأخبار وأساليبهم الاستفزازية المناهضة ضد الحكومة من خلال زرع بذور الفتن وفقدان حلقة الوصل ما بين الحكومة والشعب وتحريض الشعب ضد الحكومة ومحاولة إفشالها .

14- التوجه الفكري الشاذ : الخروج عن القواعد الفكرية و الثقافية التي يرتضيها المجتمع لأي موقف من المواقف كالغلو في استعمال العقل و الجهل بقواعد التفكير السليم القائم على الحجة والبرهان والجهل بمقاصد الدين .

15- انعدام التربية : قلة القدوة الناصحة المخلصة و غياب التربية الصحيحة والموجهة التي توجه الفرد والمجتمع نحو الأخلاق الفاضلة والتربية الحسنة وإبعادهم عن عوامل التفكك والانحطاط والتخلف . (4)

















[HEADING=2]فصل: سلوكيات الارهاب الفكري[/HEADING]
قال كركري ( من سلوكيات الإرهاب الفكري :

1- الولاء المطلق البعيد عن الموضوعية :

وهذا السلوك من أخطر ما في الإرهاب الفكري لأنه يربى الفرد على الولاء المطلق وكأنها من المسلمات لا مجال لنقدها وتعميق الولاء للأشخاص بمجرد أنهم قادة وشيوخ ( الدين والقبائل ) ورجال الفكر .

وتكمن خطورة هذا السلوك لكونه يلغي العقل ووجوده .

2-الرأي الواحد والنظرة الآحادية مع العدوانية في الخلاف :

خلق الله البشرية أجناسًا وأعراقًا مختلفة تتسم بالتعددية في أنواعها وألوانها وأديانها .

فالإرهاب الفكري هنا يكون خروجًا عن الفطرة لأنه يفرض رأيه ومعتقداته من دون مناقشة ومن يخالفه يرميه بالتفسيق والتبديع والتكفير ثم بعد ذلك ظهر لنا عصر الجمود الفقهي والتعصب المذهبي .

فالتعصب للرأي الواحد هو نوع من التطرف الفكري و انغلاق للعقل وجمود للتفكير وانتهاء دور العقل .

3-إساءة الظن بالآخرين وبث الإشاعات في المجتمع :

من سلوكيات الإرهاب الفكري إساءة الظن وبث الإشاعات فهناك علاقة تلازمية ما بينهما وفي ظل مناخ الوضع الراهن المشحون بمثل هذه الملوثات ينتهي دور الفكر الإبداعي النقدي البنّاء في تقويم المجتمع فتكون الكلمة العليا للفكر التقليدي وتنتشر الإشاعات على قدم وساق !

يعتقد بعض المنظّرين أن الدين هو المنتج الأساسي للإرهاب وأن أكثر الأديان إنتاجًا للإرهاب هو الدين الإسلامي فهذا الاعتقاد غير صائب فهناك فرق بين المسلمين وبين الدين الإسلامي وكثيرًا ما ترى الإرهابيين من الإسلاميين وأغلبهم منحرفون سلوكيًا وأخلاقيًا ولا يعرفون شيئًا عن الدين إلا اسمه لعدم دراسة الدين على أساتذة مختصين وشيوخ علم عارفين الذين يسلكون النهج الصحيح في فهم الكتاب والسنة النبوية .

فتشويه الدين الإسلامي جاء من خلال الشخصيات الإرهابية وليس من الدين نفسه !

فظهرت الفتاوى غير المنضبطة لأدعياء العلم والدين والاعتماد على الأحاديث الضعيفة والموضوعة المكذوبة والتي لا أساس لها من الصحة والتي ساهمت بشكل كبير في الإرهاب الفكري وتعزيزه.

ومن المعلوم أن الإرهاب الفكري الذي مارسه تنظيم الدولة الإسلامية كان له أثر كبير في عقول الشباب الضائعين والمنحرفين من خلال الخطب التحريضية وتكفير الآخرين وغسلوا عقول الشباب بأفكارهم النتنة التكفيرية الإرهابية .

إن الأديان السماوية بصورة عامة لا علاقة لها بالإرهاب وتهديد الأمن المجتمعي ولكن يطرأ على الديانات التحريف أو الفهم المغلوط للنصوص أو الاعتماد على تزييف الأدلة وتحريفها.

4- التطرف العقائدي المصاحب بالغلو واتباع الهوى وتكفير الجماعات وإباحة مواجهة الرموز الاجتماعية والدينية والسياسية بالقوة .

وهذا التطرف يعد تمردًا على الحق وخروجًا عن المنهج السليم والطريق السوي المستقيم . (4)













[HEADING=2]فصل: مواجهة الارهاب الفكري[/HEADING]
قال كركري ( مواجهة الإرهاب الفكري وسبل الوقاية منه :

1- بناء الشخصية على التأصيل العلمي الصحيح في البناء الفكري: التأصيل العلمي من المقومات المهمة في بناء الشخصية الإيجابية في مواجهة النوازل المدلهمة .

فالتأصيل العلمي في العلوم التجريبية يقتضي أن تكون الفكرة مبنية على حقيقة علمية وليست مجرد نظرية فنشر الفكر الإرهابي سببه عدم التأصيل العلمي في مواجهة الشبهات من قبل المروجين لتلك الأفكار الهدامة .

2- معرفة فقه الخلاف في الجوانب الشرعية :

ليس بالضرورة عندما أكون مختلفًا معك في مسألة معينة تكُن لي العداء والخصومة وتتحول الخصومة إلى اقتتال، فالأصل في طبيعة البشر هو السلم والحرب هي حالة طارئة فهناك من فهم وعرف أنه لابد من التعايش السلمي في المجتمع ما بين الديانات والقوميات والمذاهب فالمتربصون يحاولون اقتناص الفرصة واستغلالها لضرب النسيج الاجتماعي والاستفادة من حالة الفوضى كي يحققوا أجنداتهم ومصالحهم .

3- نقد الشبهات والانحرافات العقائدية :

غياب النقد البنّاء في مواجهة الشبهات والانحرافات العقائدية دليل على إضفاء القدسية على تلك الممارسات وسبب في انتشار الرعب والفوضى في المجتمع الآمن .

ويجب الابتعاد عن النقد الهدّام والتجريح والتشهير بالآخرين لغرض الانتقاص منهم لأغراض وغايات معروفة .

4- تفنيد الإشاعات من جذورها :

تفنيد الإشاعات واستئصالها من جذورها لأن بعض الإشاعات تسبب توترات وانشقاقات بين الأطراف فلابد من دحضها بالأدلة الصحيحة والبراهين الناصعة وهنا يجب توخي الحذر في التعامل مع المثل السائر والمشهور ( القافلة تسير والكلاب تنبح ) بل يجب أن تركن القافلة على حافة الطريق وتلقن تلك الكلاب المرتزقة درسًا في تعلّم من هو الآخر ووضع عظمة في فمهم ثم بعدها واصل المسيرة من جديد !

5- تنمية الحوار الفكري : من سمات الإرهاب الفكري عجزه عن الحوار الفكري وهروبه منه .

فالحوار الفكري يذيب المشكلات ويقرب وجهات النظر ويفتح الباب للحوارات العلمية ويزيل الغموض والشبهات عن كثير من الأمور شرط الالتزام بأدب الحوار .

6- تكاتف جميع الأجهزة الأمنية في مواجهة هذا الإرهاب الخطير لأن خطره كبير يهدد المجتمع واستقراره الأمني .

7- نشر حملات التوعية في جميع مؤسسات الدولة الحكومية والمدنية ومنظمات المجتمع المدني وفي دور العبادة وعبر القنوات الفضائية لمحاربة هذا الداء العضال .

8- تجفيف منابع الإرهاب الفكري : إن تجفيف منابع الإرهاب الفكري من خلال الوسائل الإعلامية التي تحاول أن تروج للإرهاب الفكري ومحاسبة المقصرين ومنع نشاطاتهم منعًا نهائيًا التي تهدد الأمن المجتمعي والسلم الاجتماعي .

وذلك من خلال متابعة منصات التواصل الاجتماعي ومحاسبة الجهات الفاعلة الذين يروجون للأفكار الهدامة كي يكونوا عبرة لغيرهم .

9- تفعيل الدور الحكومي والمحاكم لغرض محاسبة القنوات التي تروج للإرهاب الفكري بحجة أنهم معارضون للحكومة ومعاقبتهم بأقسى أنواع العقوبات.

10-المناعة الفكرية : إن المناعة الفكرية تحمي الأفراد والمجتمعات من التعصب والكراهية والتطرف والإرهاب الفكري وذلك بمعرفة العدل والظلم والتمييز بالضار والنافع .

فإن تعزيز المناعة الفكرية يعني تزويد الأفراد والمجتمعات بالمهارات والمعارف التي تمكنهم من التفكير الصحيح واجتناب الخطأ والانحراف وتشجيع الفرد والمجتمع على القراءة فالروح كالجسد بحاجة إلى الغذاء وغذاء الروح هو القراءة . (4)







[HEADING=2]المصادر[/HEADING]
التسقيط باعتباره ظاهرة اجتماعية

https://hobbollah.com/questions/أسلوب-تسقيط-الأشخاص،-الموقف-منه،-أسبا/





التنمّر الفكري... لماذا؟

https://www.basnews.com/ar/babat/616181

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى