أمينة المريني - السَّجِينَة.. شعر

السَّجِينَة1

"مَازالتِ الأَمارَةُ دَاخِلَ
طِينِها تُراوِدُهُ عن نَفْسِهِ "



تقولُ الّتي أنتَ في بَيْتِها :
"تَرَفَّقْ حَبيبي
فَفيكَ اللَّظى والخَزَفْ
تَحَنَّنْ
إذا ما رَفعتُ سُتورِي
وقَدَّ جُنونِي
قميصَ تُقاكَ
وذُبْنَا سَوِيًّا
شَذَا ياسمينٍ
لَدَى المُنعطَفْ

***

تَجَرَّدْ فَتايَ الشَّفِيفَ
تُرابًا و نَارًا
وماءً
وضَوءًا تَماهَى بِبَطْنِ الصَّدَفْ
أُعيذُكَ مِن أنْ تُرى آسري
وما حِيَّ
في سِدْرَةِ الوَصْلِ
ليلَ الدَّنَفْ
جِهاتِيَ سِتٌّ
و سِجنِي سَحيقٌ
فكيف الملاذُ
إذا مَا سَكَبتَ بِحارَ
لُغاكَ
بِحَضرةِ هذا الشَّغَفْ"..

***

حَبيبي الّذي نِمتُ في بَيتِهِ
دُهورًا
وأَرخيْتُ حُسْنِي على زنْدِهِ
و طَوَّفْتُ تَمرًا لذيذًا على قَدِّهِ
حَبيبي الّذي قدْ تَهادتْ
على خَدِّهِ
وُرودِي
وأشعَلَنِي مِن بَهَا صَدِّهِ
يُكَسِّرُنِي فيهِ شَهْدُ
الشُّهُودِ
ضِياءَ مَرايَا
تَناثَرَ حَدَّ التَّلَفْ
حَبيبي ومَازِِلْتُ في سِجنِهِ
أُراوِدُهُ
إِنْ أَبَى أَوْ حَلَفْ...

فاس 1/6/2002

*****

السَّجِينَة2

مازالَ الحِوارُ مُستَمِرًّا بَين الأَمَارَةِ
وطِينِهَا ... يُجيبُهَا الطِّينُ قائلاً:

أقولُ لِفاتِنَتي
والهَوَى قابَ قَوسَيْنِ عندَ الغَلَسْ
عَناقيدَ آهٍ
وَدَمْعٍ شَفيفٍ
تَلاَلاَ بَهِيًّا عُقُودَ قَبَسْ:
" تَبَرَّيْتُ مِنكِ
تَبَرَّيْ
تَحَرَّيْ سِوايَ
فمَا صَبْوتِي مُهْرَةٌ
تَمْخُرُ اللَّيْلَ بَين حِرابِ العَسَسْ
ودَربِي هَجيرٌ ...طَويلٌ
و مِن لَفْحِهِ كَمْ تَسامقَ
هذا النَّخِيلُ
و مِن صَخرهِ قد تَبرعَمَ رُوحِي النَّحيلُ ...
و دَربِي طَويلٌ
طَويلٌ
أُؤَثِّثُ ساعاتِهِ
نَفَسًا ...فَنَفَسْ ...
فَواحدةٌ ... لِرَحيقِ الجَوَى
ووَاحدةٌ ... لِمَجازِ الطَّوَى
ووَاحدةٌ ... لِصَحارَى النَّوَى
و أُخرَى
و أخرَى...لِرَيْحانَةٍ فوقَ قَلبي الّذي ما غَوى
يُفَتِّقُها لِلحَبيبِ المُثُولُ
وواحدةٌ
نَبضُهَا
فَيضُهَا
فَيْئُها
فجَّرَتْهُ الخُيولُ ...
وواحدةٌ أَمْرَعَتْ مِن تَباريحِها
رَبوَةٌ و تَهادتْ فُصولُ ..."
و قلتُ :
«أنَا ما عَوَتْ عِند لَيلِي فَيافٍ
و لا قارعَتْ نَزَعاتِي وُعولُ
و مالِيَ دَنٌّ تَعتَّقَ في عَتَماتِ
الخطَايَا
تَبَرَّيْتُ مِنكِ ...
تَبَرَّيْ
تَحَرَّيْ سِوايَ
تَشَهَّيْ
تَلَظَّيْ بِغَيري
تَشَظَّيْ مَرايَا
تَدَلَّيْ أَبَارِيقَ عِشْقٍ
مُقَطَّرَةً مِن أَنَايَ
و فاكِهةً لِلعبَارَةِ حِين تَضيقُ
فَيَكبُرُ ... يُورِقُ
في دَوْحَتَيْنَا الذُّبولُ "
و قلتُ:
" أنَا طَرَّزَتْنِي على ثَوبِ لَيْلِي
صبايَا أنامِلُها سَلسَبيلُ
سَكَبْنَ على شَفَةِالصُّبحِ شَجوًا
سُلافَتُهُ زَنْجَبيلُ
أنا لا أُحبُّكِ ، فاتِنَتِي
قد تبَرَّأَ مِنكِ لَهيبِي،ومائِي
وطِينِي الأَصِيلُ ...
أنا من فَنِيتُ إذا مَا هَوِِيتُ
وأَدخَلنِي في الجَمالِ الذُّهولُ
أَقمْتُ لِقَلْبِيَ أَعْراسَ وَجْدٍ
علَى شَطِّ صَمتِي
مَتى انْكَسرَتْ في الدَّياجِي
القُفولُ...

الرباط يوم 20 /7/2002

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى