مسألة اختيار...

الآن أخيرك بين
شجرة الخلد
أو شجرة البعد
الشجرة التي غرست
في حقل الحنين
عليها عشرة عصافير
وعش معلق على غصن المستحيل
الذي حين يراك يصاب بالرجفة
فيستسلم ويلين..
أهبك خمس غرامات من الهدوء
في اليوم
وجبلا شاهقا من الحلم
وأعطيك مسافة طويلة
بين فمك والقلب
كي تملكي ناصية الكلام
فلا تغتابي
لا تغضبي
لا تحكي عن الجراح
فكل جرح سفر تكوين
رسالة انتفاض
أو "أزهار شر" في مزهرية النسيان...
الآن أمنحك كبة من الخيوط
وإبرة
كي تخيطي ما مزق مزاجك
في معطف السرد
وفي قميص الشبق
فما وأد كحل عينيك من النظر
شروق
ورسالة تَعرجُ حروفها كي تصل إليك
وأهبك أحقية ترديد السلام
على قميص يوسف الملطخ
بدم الحمام
من الفجر إلى الفجر
كي ينبت في كفيك
الغد
وبعد الغد
وأنا
والمدى الذي يتمدد
كفكرة يتيمة
في سوق الأفكار
فكل الطرقات التي تؤدي
إليك
يُزهِر على جنباتها الانتظار
وكان هنا
وكان هناك
هل أغني كطائر مكسر الجناحين
أم أغلق فمي
فمي الذي صاحبني إليك
منذ باح للمجهول
غربة الروح
ظل يصرخ
ويبوح
لم يتعب من الكلام
لذا سأهبك المسافة التي تبغين
وكرما مني
أزيد لها شبرا وأربع أصابع
كي تكتمل القسمة
بدون عويل
ولا شكوى
ولا عتاب
سينتصر النسيان على جحافل الذاكرة
فننسى منْ انهزم
ونوصي الديكة بالصياح
ونوصي البلاد بأن لا تترك بلادها
ربما سنعود كالأشهر الحرم
لا نكره
لا نحب
نكون فقط كقطط تموء
أو كنحن
نكثر الكلام فنبعبع
لكن لا أحد يسمع
أمنحك الشيء كله
واللاشيء كله
فلا أحد منهما
يجدي كما نريد
أو ينفع...
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى