بهاء المري - إلى ساحرة العيون...

وبين الحضور تَوارَت قليلا
كأنَّ سَناها وسط الضباب
طوَتها الرؤوس ولما أطلَّت
كأن الضياءَ على الكون لاح
وهالاتُ نورٍ تضيءُ الأماكن
تعلو وتعلو فوق السحاب
وما كنتُ أدري بأني أراها
بلحظٍ جميل بين المِلاح
وعينايَ تُبصرُ وجهًا جميلا
وعيني نَعسَى
تفتحُ للحُسن مليون باب
ورحت أُناظِرُ كل الحضور
وأرمُقها من بعيد
لتدنوَ مِنِّي
كماءٍ تَفجَّر بين السراب
وللآن أرمُقها ويكأني
من الشوق غِبتُ وما مِن غياب
فجادَت عليَّ بهمسٍ جميلٍ
ونظرةُ حُب أمام الصِحاب
كأنَّ القلوب تلاقَت قُبيلَ اللقاءُ
وبعد اللقاءُِ من المسِّ عمري
أيا عُمري طاب
كأني رأيتكٍ حِلما عنيدًا
تَبدَّل مثلُ الأغاني العِذاب
وأرسلتِ نبعَ ابتساماتٍ
نَهرٌ تَدفقَ
في أرض رٌوحي فأثمرَ وردًا
وأورقَ شَهدًا كخمرٍ مُذاب
وما عدتُ أدري
أأنتِ الحقيقة لما رأتكِ العينُ
وهْمٌ وخيالُ سراب؟
أيا حَظَّ من يجلسُ اليومَ جارِك
ويسكنُ كُوخًا وقَصرًا جِوارِك
خُذيني إليكِ لكي ما أرى
أسوارٌ من سُوارك
في عيناكِ بحرٌ وجفناكِ شطٌ
لقلبٍ غريقٍ من الشَوق شاب
وصوتُكِ مثلُ البلابل غنَّى
على عُود قلبي وأوتار صَدري
فصِرتُ الوقود وأنتِ الثقاب
وما كنتُ أعلم قبل اللقاء
بأنَّ العيونُ شِباكًا
تَصيدُ العقولَ في ذهابٍ أو غياب
فرُحماكِ صائدةً للقلوبِ
تَخبِّي قليلا
فعيناك نَعسَى.. وقلبي ضَعيفُ
فلا تسأليني لماذا أحبُك
فليس لديَّ لمُكْرٍ سُؤالِك
عندي جواب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى