سعد جاسم - أَينَ حسب الشيخ جعفر ؟

نعم ... اين حسب الشيخ جعفر ؟
بهذا السؤال الحائر والمُحيِّر والملتاع فكّرتُ ان ابدأ هاجس افتقادي وقلقي على الشاعر الكبير :
" حسب الشيخ جعفر"
فقد لاحظت ان حالة من الغياب الشامل تهيمن على حضور "حسب" الشاعر المتفرد والمترجم البارع والروائي والسيروي الذي كان يُذكي النار في رماد حياتنا نحن دراويش الشعر والعشق والحرية والأحلام المُجنّحة .
انا اعرف لا بَلْ نحن كلنا نعرف ان صاحب ( الطائر الخشبي ) رجل زاهد في الحضور الاعلامي ، وكذلك فهو كائن عزلوي وله حياته الخاصة وعزلته الذهبية ، ولكن صمته اللافت وعزوفه عن النشر وحضور اية فعالية ثقافية هو مااثار انتباهي سواءً اثناء زياراتي للعراق او من خلال قراءاتي المستديمة للصحف والمجلات العراقية ومتابعاتي الحثيثة للنشاطات الثقافية الوطنية.
وإزاء هذا الغياب المُقلق لـ "حسب" فقد توهّجتْ في مخيّلتي العديد من الاسئلة التي سأجملها بالنقاط التالية :
اولاً : هل انه موجود في داخل العراق ؟ ام انه الآن يعيش في الخارج ؟ واذا كان في الداخل فكيف هو وضعه المعيشي ؟ وهل هنالك مَنْ يخدمه في عزلته وشيخوخته الجليلة ؟
ثانياً : هل ان شاعرنا مريض ؟ واذا كان كذلك ، فهل يقوم الاصدقاء والزملاء وبعض المسؤولين الثقافيين والاعلاميين بزيارته في بيته او مشفاه ليطمئنوا على حالته الصحية ، وليسألوا عن حاجته سواء كانت المادية او العلاجية وأي شئ آخر يمكن ان يعينه ويشدُّ من ازره ويسهم بشفائه وعافيته ؟
ثالثاً : وأعتقد ان هذا الامر على شئ كبير من الاهمية : أَليسَ من الضروري ان تقوم وزارة الثقافة واتحاد الادباء والكتاب العراقيين وباقي المؤسسات الثقافية بالاحتفاء بـ "حسب الشيخ جعفر" مادام على قيد الحياة وذلك بطباعة كافة اعماله الشعرية وتراجمه ورواياته وسيره الذاتية ؟ وكذلك السعي لإقامة الاماسي والندوات والجلسات الثقافية من اجل قراءة ودراسة منجزه الشعري الذي استطاع من خلاله ان يحقق فرادته الابداعية ويُثبت ريادته في ( القصيدة المدوّرة) ، تلك القصيدة التي ابتكرها ورسّخ وجودها في الشعرية العراقية والعربية ؟
ان ( حسب الشيخ جعفر) مبدع عراقي حقيقي ، ولذا فهو يستحق الاهتمام والرعاية والاحتفاء والسؤال الدائم عنه في حياته وليس بعد رحيله الى العالم الآخر .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى