فاتن عبدالسلام بلان - قيامة الأجنحة

مدخل

{ نذرتُ دمايا
قابَ قوسين أو أدني
من نخبكَ يا وطن ..
فوصايا الضحايا
فوقَ رُقعةِ الحُريَّة
بـ كشّ حرب .. }


***

أيُّها المُستنسخُ عن روحي
حينَ تَزفرُ الأوطانُ
الخلاصَ من المنافي
و .. الاغترابِ
وتتبنّصرُ الشَّموسُ
بخواتيمِ .. الضوء
وتنهرُ الأشجارُ
وساوسَ الخريف
سنرمّمُ والأهالي
إرثنا المُحتَضر
ونرشُّ ضَيْعَاتِ مآتمنا
بالأعيادِ والبيلسان
سأندهُكَ :: أيُّها ( المُنتَظر )
هاتني من أضلاعكَ
عاصمةَ فُرسانٍ وتعال
لنغسلَ الطِّينَ
بمزرابِ الغيمْ
ونُدرِّبَ العراءَ
على الصَّهيلْ
ونُعمّدَ قوسَ قُزحٍ
بفُتاتِ الخُبزِ ونثِّ النبيذْ
وننحرَ قُطعانَ نذورنا
قرابينَ زعتر
وأزيارَ زيت ..
غدًا يا حبيبي
سأغمزُ لك بصوتي
وأحكُّ بأظافرِ قهقهاتنا
آذانَ الصمت
ونتمايلُ بعطرٍ فلكلوري
نُزيّنُ الشبابيكْ
بحفنةِ بخورٍ
وكمشةِ قناديلْ ..
نحوّلُ العتمةَ
إلى كرنفالِ ألوانْ
واوركسترا ربيعْ
غدًا سنزرعُ القُرى
حلقاتِ ذكْرٍ
وأدعيةَ أجدادْ
وبركاتِ بهاليل
ونرجمُ بفزاعاتِنا
وجوهَ الأشباحِ
والكوابيسِ والشياطينْ
غدًا ستصّطفُ
قبلاتي دَبْكاتٍ
على مسارحِ شَعركَ
ومراميشِ عينك
أدعوكَ باِسم المدى
لنُحيلَ ملْحَ الأتراحِ
إلى قصبِ سُكَّرٍ
وكعكِ .. أفراحْ
ونُفرّخَ حُبًّا في الأعشاشْ
ونقولَ للصباحِ ::
اِفتحْ يا سمسم رئتيكَ
لنتقهوى الحريَّةَ
لنتشايا السَّلامَ
من سُرّةِ نوّار
أعدُكَ في الأوَّلِ من أبريل
ضحكاتُنا ستُرفرفُ
أرواحُنا ستحلّقُ
وخطواتنا ستركضُ كالأيائلِ
في أحراشِ السحابْ
أعدُكَ في الأوَّلِ من أبريل
ستحبلُ بيادرُنا العذراءْ
فالطُهرُ إلهُ الخصوبة
والأملُ نبيُّ الفحولة
وصغارُنا في أسرَّةِ الفُصولِ
جيوشٌ مُسَنْبَلة
تُعاركُ لعنةَ المناجلْ
وتُراوغُ طقوسَ الحصادْ !!
غدًا حينَ تُزهرُ عروقُ الأمواجِ
بغرغرةِ السَّماء
سأندهُكَ :: يا ( شبيهي )
هاتني من أضلاعكَ
عاصمةَ فُرسانٍ وتعال
لنغزلَ من أشرعةِ النجومِ رايةْ
ونُعلّقَ في تاجِ الثُّرَيَّا خارطةْ
ونهزمَ خوفنا
في مرمى الوحوشْ
غدًا ستكون النوارسُ أطفالْ
أقدامهم السواحل
أياديهم المراكب
قلوبهم المجاذيفْ
يقطفونَ زَبَدَ الشواطي
وحفيفَ المواني
للقصائد الثكالى
والحروف اليتامى
أعدُكَ في الأوَّلِ من أبريل
سأندهُكَ :: يا ( صـاد )
هاتني من أضلاعِكَ
عاصمةَ فُرسانٍ وتعال
فحينَ تتكوَّعُ عناقيدكَ
تحتَ دالياتِ كرومي
سنعصرُ الأعنابَ نصرًا
ونكرعُ أنخابَ النخلِ والياسمين
هاكَ جرحي الدِّمشقيّ مَجْدًا
وهاتَ دمكَ السّومريّ مَهْرًا
فأنا عروسُ النّورِ والحنَّاءِ والغارْ
أزفُّ أشلاءَ أرصفتي
إلى بقايا شوارعِكْ
وأنجبُ من أمنياتنا المؤودة
البنادقَ .. الرصاص
وواحةَ تاريخٍ ودوحَ أسرارْ
حدودنا ستُليِّنُ
الصَّخرَ بالماءِ
وتوقدُ في اللاشيء نارْ
أعدُكَ وفي الأوَّلِ من أبريل
ستنفخُ عشتارُ
في مزاميرِ تموز
وتفتحُ بألحانها
مغاليقَ الأبواب
سيصدحُ الضميرُ بموّاله ::
( ما لنا بكذْبةٍ
على شِفاهِ نيسانْ .. !! )
غدًا ستُعلنُ السَّماءُ
قيامةَ الأجنحة
وصحوةَ .. البلادْ
سيُبعثُ ألفُ فينيقٍ
من عُقمِ التُّرابْ
نعمْ يا حبيبي
سينتفضُ الوطنُ
سيعرّش ربيعًا
من .. كومةِ رَمادْ ..


مخرج

{ كُلّ خزائنِ الحرية
في عُهدةِ اللصوص
إلا واحدة
في عُهدة الموت
لمن يرغب بالإحتجاج .. !! }




فاتن عبدالسلام بلان

***

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى