أحمد المجاطي - كتابة على شاطىء طنجة.. شعر

جبل الريف على خاصرة الفجر
تعثر
هبت الريح من الشرق
زهت فى الأفق الغربى
غابات الصنوبر

لاتقل للكأس هذا وطن
الله

ففى طنجة
يبقى الله فى محرابه الخلفى
عطشان
ويستأسد قيصر

هل شربت الشاى
فى أسواقها السفلى
غمست العام
فى اللحظة
واللحظة
فى السبعين عام

أم شققت النهر فى أحشائها
قلت:هى اليرموك
والزلاقة الحسناء
من أسمائها

قلت:
هى الحرف
على شاهدة القبر .
يغنى
وعلى سارية القصر
يموت

وعرفت الله فى محبرة الرعب
وقاموس السكوت

* * *
تخرج الأكفان من أجداثها
يوماً
وتبقى ها هنا العتمة
والسائحة الحمقاء
والمقهى الذى اعتدنا به الموت
مساءً

ربما عاج بنا الفجرُ على دائرة من
نهوى
قليلاً:

"فخططنا فى نقا الرمل ولم تحفظ"

ويبقى الحرف مصلوباً على سارية
القصر

كأن الله لم يصدع به
سيفاً
وشمساً
ورجاءاً

ليته مال على مراكش الشمطاء
نخلاً
وعلى كثبان وارزازات
ماءاً

آه أمسى جبل الريف سراديب
وعاد الصمت منبر

لاتقل للكأس هذا وطن
الله

ففى طنجة
الله فى محرابه الخلفى
عطشان

ويستأسد قيصر .

أحمد المجاطي
1936-1995

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى