العلامة محجوب موسى.. حوار للتاريخ وشهادة مهمة على العصر

في العام الذي صدر فيه ديوان محمود حسن اسماعيل الأول ” أغاني الكوخ ” وبعد رحيل أمير الشعراء أحمد شوقي بثلاثة أعوام تقريبا … كنا على موعد مع ميلاد شاعر و عالم عروضي جليل هو الأستاذ محجوب موسى و الذي كان لنا شرف اللقاء معه و إجراء هذا الحوار المفيد حول الشعر و اللغة و حول حياته و ما مر به من أحداث لعلنا نتعلم منها و نحقق ما نصبوا إليه في عالم الأدب

ولكى تتعرف عزيزى القارىء على هذا الأديب الكبير عن قرب عليك أن تقرأ أفكاره التى نثرها على هذه الصفحات لكى نستلهم منها العديد من العظات التى تعيننا على فهم الكثير من الأمور سواء فى مجال الأدب أو حتى على المستوى الإنسانى نظرا للمحطات الكثيرة التى شكلت حياته وجعلته واحدا من الشعراء والأدباء الكبار الذين أثروا فى الحياة الثقافية أيما تأثير

** محجوب محمد موسى محجوب ولد عام 1935 في الإسكندرية , واحد من الأدباء العصاميين والذى علَم وثقف نفسه بنفسه , يُدَررٍسُ العروض في قصور الثقافة, ويخطب الجمعة تطوعاً, ويشرف على أندية الشعر بمعظم قصور الثقافة بالإسكندرية , عضو في اتحاد الكتاب المصري, والهيئة السكندرية للفنون والآداب, ورابطة الأدب الإسلامي العالمية. يكتب الشعر بأنواعه : العمودي والحديث والأغاني وشعر العامية والزجل, كما يكتب المقالات النقدية والدراسات الأدبية في الكثير من الصحف والمجلات المصرية والعربية.

يقول محجوب موسى عن نشأته الأولى :

** أخذت الشهادة الابتدائية ثم التحقت بالمدرسة الثانوية في المدرسة المرقسية في شارع سعد زغلول و لكني قلت لأبي أني لن أكمل تعليمي و كانت قد ظهرت موهبتي الشعرية مبكرا و عمري أحد عشرة سنة و الله يجزي أستاذ اللغة العربية خير الجزاء الأستاذ (عبد المنعم أمين الفراش (فهو الذي شجعني على الإنشا – التعبير – و كان يأخذ كراستي و يراجعها و يصحح لي الأخطاء اللغوية . كنا ندرس في المدرسة كتاب ” المنتخب من أدب العرب ” و كان يكتبه طه حسين و علي الجارم و عبد العزيز البشري و غيرهم من أساطين الأدب و البيان . و حين تركت المدرسة لم أحتفظ سوى بكتابين هما ” المنتخب ” و ” قواعد اللغة العربية ” و بعت بقية الكتب إلى مكتبة إخوان الصفاء و خلان الوفاء بشارع العطارين و اشتريت بالثمن كتبا أدبية

** تطوعت في مدرسة المدفعية الثقيلة المضادة للطائرات و لكني لم أرتح للحياة العسكرية فغادرتها بعد مشاجرتي مع أحد الضباط و ضربته ضربا مُبرّحا و حبست بالسجن الحربي و جلدوني 55 جلدة ثم نقلت لسجن الزقازيق .

ثم عملت عطشجي في السكة الحديد ثم كمساري في مترو مصر الجديدة و سكنت في مصر الجديدة خلف مستشفى هليوبوليس في شقة إيجارها 6 جنيهات ثم جاء التخفيض و أصبحت الأجرة 3 جنيهات في الشهر .

تزوجت و عمري 22 سنة ..

** عندي من الأحفاد اثنا عشر حفيد و حفيدة بفضل الله و أعيش حاليا مع ابنتي و قد خصصت لي و زوجها غرفة في بيتهما بشارع رؤوف العوامي بمنطقة الدرايسة بالعجمي و نقلت إليها كل كتبي فمكتبتي هي عالمي الخاص .

** أبي – رحمه الله – كان رئيسا لعمال مكابس القطن في منطقة القباري أيام كان القطن المصري أجود قطن في العالم و كانت مصر هي مصر الحقيقية في ذلك الزمان و كان من الباشوات العظماء طلعت حرب و محمد فرغلي باشا و غيرهما ممن قامت على أكتافهم نهضة اقتصادية و صناعية مهمة .

تجربتى مع التيار الإسلامى

للأسف الشديد التيار الإسلامي لا يفهم جوهر الإسلام .

جربت الاعتقال ثلاث مرات و كان معنا في المعتقل إخوان و سلفيون و تكفير و هجرة أكثر من 72 جماعة قلت لهم : أدافع عنكم جميعا فأنتم كلكم إخواني و لكني لا أنضم لأي جماعة منكم لماذا ؟! لأن الإسلام دمج المهاجرين و الأنصار في كيان واحد و لذلك انتصر المسلمون و لكنكم عملتوها أهلي و زمالك و أي عضو في جماعة لازم يكون ضد الجماعات الأخرى أتوماتيكيا ! و نسيتم قول الله تعالى : ” و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا ” الإسلام لا يعرف الجماعات و هو غير حزبي و لذلك سقطت الجماعات الإسلامية !

جوهر الإسلام ببساطة هو إحسان الظن بالله , و إن لفظ إسلام نفسه من التسليم لله و كما يقول ابن فارس في معجم مقاييس اللغة مادة ” س ل م ” أن هذه المادة تدل على التسليم و السلام و السلامة و مسلم تعني أنك لا تملك شيئا

و انظر لهذا الفهم الدقيق لأبي بكر الصديق – رضي الله عنه – يُروى أن أبا بكر سمع رجلا يقرأ : ” إن الله اشترى من المؤمنين أموالهم و انفسهم ” فقال أبو بكر : و الله ما اشترى ! … فكيف يشتري شيئا و هو ملك له بالأساس إن الأموال و الأولاد و كل شئ في الوجود يجب أن نتصرف فيه تصرف العبد مع سيده .

و كل صفة نكرهها إذا أضفناها إلى الله صارت بعكس معناها فمثلا كلنا يكره الذل و لكن الذل لله هو العز كله و نكره الضعف و لكن ضعفنا لله قوة و نكره الفقر و نفر منه و لكن فقرنا لله هو الغنى الكامل ..

و انظر لموقف يروى عن عمر بن عبد العزيز – خامس الخلفاء الراشدين – أنه سمع قارئا يقول : ” و رحمتي وسعت كل شئ ” فقال : يا رب أنا شئ فلتسعني رحمتك .

فهم دقيق و إحساس صادق و حرارة و هذه الحرارة هي روح الفن و لذلك جاءت كلماته موزونة من بحر الرمل رغم أنه لم يقصد إلى ذلك .

أننا عندما نفهم جوهر الدين تنصلح كل أعمالنا و لن نخاف ساعتئذ من حاكم و لا من أي قوة في الوجود إلا الله

الأدب وغذاء العقل

كيف تريد الاهتمام بالمنطقة السفلى من الجسم و غذا ء البطن دون الاهتمام بالعقل ؟ غذاء العقل هو المعرفة لا بد أن تملأ عقلك .. كيف لا تقرأ و تريد أن تكون أديبا .. لابد أن تتعب في تحصيل المعرفة و لذلك لا تجد إلا القليل من كتابنا هم من وصلوا إلى العالمية .

بقدر ما تتعب في تحصيل الأدب و المعرفة تجد النتيجة , فبقدر ما تعطيه سيعطيك .

“محمد عفيفي مطر” قرات أعماله الكاملة و لم أستطع أن أفهمها لغموضها الشديد و أنا شاعر فما بالك بالناس العاديين .. صحيح أن الأدب لا يليلق به أن يكون تعبيرا مباشرا بل لابد أن يستطيع الناس معايشته على الأقل .

لمن يكتب هؤلاء و أمثالهم ؟

لا أقول أن يفهم الشخص كل حرف يقرؤه بل يجب على الأقل أن تصلني الرسالة من الإبداع و أن أعايشه . العمل الأدبي به قاسم مشترك بين المبدع و المتلقي يصنعه كلاهما فالأدب خطاب .

لماذا لا أعبر من أقرب طريق و ليس كمن يقال له ” فين ودنك يا جحا ” فاخترت طريق الوضوح و العمق معا .

كلنا يعرف أن شدة الوضوح تعني التسطيح و شدة العمق تؤدي إلى الغموض . و قد أعانني الله على ذلك فإن تكويني النفسي بسيط و عندي وعي بذلك بفضل الله و أبتعد دائما عن التكلف .

كنت أسير من الحضرة إلى قصر ثقافة الحرية و معي تلاميذي و كنت أجلس على الرصيف و هم معي و نشتري فلافل و عيش و نأكل معا و بذلك كنت أكسر فيهم قيد التقدير المبالغ فيه و الخوف و أقول لهم المغرور يقضي على نفسه أولا لأنه يعزل نفسه عن الناس و هذا غباء شديد و الاحترام منشؤه عندي الحب و ليس الخوف .

هذه الروح السهلة انعكست على شعري .

طبعت كتبي في مطبوعات وزارة الثقافة و الهيئة العامة للكتاب و دار الإيمان بالمنصورة و مدبولي و مكتبة ابن خلدون .. و الحمد لله لم أنشر على حسابي فالنشر و الطباعة تكاليفها غالية و أنا لا أستطيع ذلك .

الشعر واللغة والتوازن

و من الأشياء المهمة جدا في اللغة العربية ” حفظ التوازن ” و قد ذكر ذلك الثعالبي في كتاب ” فقه اللغة ” و من أجل التوازن يضحى بالقاعدة و هذا موجود في القرآن الكريم و في الحديث النبوي الشريف . فمثلا يقول الرسول الكريم : ” أرقيك من كل هامة و من كل عين لامّة ” الأصل ملمّة و يقول : ” بالغدايا و العشايا ” و يقول : ” ارجعن مأزورات غير مأجورات ” و الأصل موزورات .. مراعاة للتناسب و التوازن بين الألفاظ .. هكذا جاء حفظ التوازن في النثر فما بالك بالشعر أليس من الأولى المحافظة على التوازن فيه ؟ بدلا من التخريف في قصائد النثر – و إن كان فيها بعض نماذج جيدة – و التسمية أصلا مرفوضة فقصيدة النثر أوروبية و عروضهم الشعري فقير فلماذا نتبعهم و نستبدل عروضنا الغني بهذا الفقر و الغباء !؟

** الشاعر بالذات يحتاج إلى توظيف كل حرف في مكانه فالحرف يعمل دوره في الموسيقى الداخلية و لذلك يجب على الشاعر معرفة شئ من علم التجويد لمعرفة مخارج الحروف و الترقيق و التفخيم لأن الشعر سماعي بشكل أساسي و اللغة أصوات دالة بينما الكتابة تسجيل للغة و من الشائع أن شوقي لم يكن يلقي شعره بنفسه بل كان يلقيه نيابة عنه حافظ ابراهيم أو على الجارم مثلا و الإلقاء عليه عامل مهم جدا في نجاح القصيدة

و في قصيدة ” وطني ” جعلت القصيدة على مستويين أحدهما مستوى الحب و الرقة و الثاني هو الغضب من الوطن و في الإلقاء أجد الجمهور يتمايل معي لوضوح الإيقاع بشكل مثير أقول :

و نعود لمنزلنا نتعشى / أغمس خبز الود بملح هواي / و أدس اللقمة في شفتيك / تدس اللقمة في شفتي

و أصب الماء على كفيك / تصب الماء على كفي /و أجيئك يا مولاي بالمصحف تتلو / آيات تسمو بالروح …

ثم تحدث نقلة مفاجئة و قوية فأقول و يعلو صوتي غاضبا :

أتجهم في عينيك/ و أشيح بوجهي عنك /و إذا حاولت تصالحني / أتملص منك …

لكن هذا الوطن الذي أغضب منه إذا ما حاول إيذاؤه أحد فإني أرد عنه كيد العادين فأقول :

فإذا بيدي تلتف على عنق العادي/ و أصوم ثلاثة أيام و أعود إليك

الإلقاء مهم كما أن الشاعر يجب أن يتمتع بوعي و ثقافة كبيرين فالشعر لا يمكن تلخيصه على عكس الرواية و القصة ثم إن صدق التجربة و عدم التهويل يجعل كلامك يصل لقلب المتلقي و عقله بسرعة لكن التهويل و علو الصوت يحول الشعر إلى خطبة سياسية و هذا مرفوض و الله يحب إذا عمل أحدنا عملا أن يتقنه لكن (الكروته) و عدم الإتقان يرفضها الإسلام و أمتنا لن تتقدم سوى بالإتقان و الجدية في كل الأمور.

انظر لهذا الشاعر الذي يعبر عن حبه لوطنه ببساطة و عذوبة :

و كنا ألفناها و لم تك مألفا ** و قد يؤلف الشئ الذي ليس بالحسن

كما تؤلف الأرض التي لم يطب بها ** هواء و لا ماء و لكنها وطن

هذان البيتان أفضل من ألف بيت و صورة لصدقهما و بساطتهما المحببة للنفس .

لا يجب الاكتفاء بالعلم المعلب و المعلومات الضعيفة التي تدرسها في المدرسة و الجامعة فهذا قليل جدا .

الشعر وقضايا المجتمع

الشاعر لابد أن تكون له رؤية و فكر و ليس مجرد كلام موزون و كفى!

حرصت دائما أن يكون شعري شعرا إنسانيا و ليس شعر مناسبات فقد كتبت عن حرب أكتوبر و عن العبور فقلت في مطلع القصيدة :

رعا الله أبطالنا العابرين = و حف برحمته الراحلين

ثم في بقية القصيدة ناقشت قضية بل قضايا مهمة و تساءلت أين عبوركم أنتم ؟ هل عبرنا من الكراهية إلى الحب ؟ هل عبرنا من الطمع إلى القناعة ؟

النخلة تموت واقفة فيجب عليكم عدم الاستسلام و لا ترضوا بالذل .

من يكتبون القصة لا يعرفون القراءة بشكل سليم – و إن كتبوا بطريقة صحيحة – و لكن الشاعر و لأنه يواجه الجمهور فإنه يحافظ على سلامة الإلقاء .

ألفت كتابا عنوانه ” ملاحيس الأدب ” و وقعته باسم : ملحوسيان أو محجوبيان و ذكرت فيه قصصا لأدباء ملاحيس منهم حسن الطراوي – رحمه الله – المحولجي في السكة الحديد و أنا كنت عطشجيا ” وقّادا ” و وظيفتي هي المحافظة على منسوب الماء و الفحم كي تتولد القوة الدافعة للقطار .. و قد ألف حسن الطراوي كتابا سماه ” فلسفة الثورة ” و قال في مقدمته : كتابي هذا ليس بشعر و لا زجل و لا نثر فقلت له مازحا : هذه بلد لا تقدر المواهب أنت موهبة عظيمة و لازم يتعمل لك تمثال فجاءته حالة تشنج و قال يا خسارتك يا طراوي .. هكذا أحببت أن أقول أن كل واحد يتمنى أن يكون أديبا حتى إن بائع الخبز في منطقتنا يقول :

يا بتوع شارع روفة ** أنتو ناس جميلة و معروفة

ثم ينادي عليّ و يقول : يا أستاذ محجوب ها أنا أقول شعرا !

قلت أيام السادات – رحمه الله – :

يا اللي ناديت شد الحزام = ابدأ بروحك يا بطل
و لااعشان ما انت الإمام = تغرق لشوشتك في العسل
و تفوتني لضيان مش حرام ؟ = و انت اللي عايم في البرام
ما انتش بتعرق زينا = عرقك إدام
فهمني مين فينا بقى = يشد الحزام !

و أقول بخصوص الانتخابات :

أقول نعم و إنما بشروطي = و أفعل ما تشتهي و تراه
و أول شرط و آخر شرط = تعيد إلى من قتلت الحياه

التعبير غير مباشر بل عن طريق مجازي و الأديب إنسان و زيادة لأن الله حباه بنعمة عظيمة .

المباهاة بالإسلام فقط ” و لأمة مؤمنة خير من مشركة و لو أعجبتكم ” و أحب سيدنا بلال بن رباح جدا و قصة عذابه في سبيل الإسلام قصة رائعة ..أقول عن سيدنا بلال : (بلالٌ بصيحته المؤمنة ترقّى من الجرّ للمئذنة)

الشعر صديق أمين

الشعر كائنات حية اسمها الكلمات فكل كلمة مشحونة بالحياة النابضة .

التقليدية ليست في نوع الشعر – بيتيا أم تفعيليا – بل التقليدية في الفكرة .

عندما تتفاعل مع الشعر تعامل معه كصديق و هو صديق وفي جدا طالما أنك تحبه و تعطيه حقه .

الشعر الغامض المبهم و كلهم يهلوسون شُعّارا و نقادا و لغتهم باردة و ألفاظهم باردة مثل قولهم : التماهي – التشظي – تفجير اللغة و مثل هذه المصطلحات الوافدة ويتعمدون استخدام الأساطير الغامضة و التراكيب الغريبة لذلك فإن أدونيس و أمثاله لا يعيشون في وجدان الناس لا هم و لا نقادهم .

أما أمل دنقل – رحمه الله – فهو أفضلهم لأن تكوينه عربي أصيل و موضوعاته و صوره الشعرية جميلة حقا و إن كانت عليه بعض مآخذ لأن القاعدة لا تهاون فيها و يجب المحافظة عليها .

اللغة العربية أعظم لغة في الوجود .و حسبنا أن الله سبحانه أنزل بها كتابه العظيم و هي لغة موسيقية في نثرها فما بالنا بالشعر ؟! و هي لغة غنية بالتصوير الفني الرائع و لنا أعظم مثال للبلاغة في القرآن الكريم يقول الله : ” و غشيهم من الموج ما غشيهم “و يعبر عن الجنس بأسلوب كله أدب و بلاغة يقول تعالى : ” هن لياس لكم و أنتم لباس لهن “.

الشعر الجميل العظيم يصنع من البساطة و لنا في طاغور و الأستاذ العقاد ” ديوان عابر سبيل ” و غيرهما من كبار الشعراء على مستوى العالم أفضل أسوة في هذا المضمار … فابحثوا و اقرؤا و لا تتكاسلوا فالكسل العقلي خطير و لا يجعل الكاتب أديبا حقيقيا .

** ليس ضروريا أن تكون النصوص الفصحى أرقى من العامية لأن اللغة خامة يصاغ منها الأدب .

الأدب يكتسب قيمته من ناحيته الفنية و التشكيل و ليس من مجرد اللغة المكتوب بها فقد تجد عدة نجارين كل منهم يصنع غرفة نوم مثلا من نفس الكتالوج و نفس نوع الخشب و الأدوات و لكن واحد منهم هو المميز و الجميل .

** إذا كتبت عن مناسبة ما فحاول أن تعممها فلا تتكلم عن رجل بعينه يصنع معروفا بل تحدث عن فعل المعروف و شجع عليه دون ذكر الأشخاص فالشخص الممدوح عندما يموت ستموت القصيدة معه لزوال مناسبته .

الشعر يجب أن يكون إنسانيا و ليس شعر مناسبات و لذلك شعر طاغور و ترجمات العقاد للشعر الإنجليزي و شعر العقاد و غيره الإنساني هو الذي يعيش .

القرآن الكريم … منبع الجمال

عندما أكتب يكون فكري مغايرا لأفكار الآخرين لأنه مستمد من منبعه الأصلي و هو القرآن .

عرضت في كتابي ” الفن من سورة النحل ” كيف أن الله جمع بين الجمال و الزينة و المتعة و الفائدة و ذلك في سورة النحل و هو ما لم يحدث في سورة غيرها من القرآن الكريم .. و كأن الله يريد أن يوجهنا إلى الفن الذي يريده عز و جل فالفن يجب أن يجمع بين المتعة و الفائدة و سبحان الله ما أشد التشابه بين عقلية الفنان و بين النحلة فالعقلية النحلية تمتص الرحيق من أجل إنتاج شئ مفيد و مختلف و هذا هو الإبداع الحق أما العقلية النملية فإنها تجمع من أجل ذاتها فقط و تخزن لمصلحتها و ليس لمصلحة سائر العباد .

و أول من نبهني إلى كوني صاحب عقلية نحلية الصديق الداعية صبري نور – رحمه الله – و معايشتي للقرآن الكريم علاقة معايشة مستمرة منذ أكثر من ثلاثين عام و بصفة يومية بعد صلاة الفجر و إن كنت أغبط الحفاظ على نعمة حفظ كتاب الله فإن حفظي ضعيف و تعلق بذهني بعض الآيات مع كثرة القراءة و المعايشة بفضل الله.

أنا عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية و كانت هناك حيرة في توصيف الأدب الإسلامي فقلت لهم الأدب الإسلامي هو أي أدب يقف مع الإنسان و لو كتبه غير مسلم و ليس الفن الإسلامي مجرد تواشيح و مديح و ذكر .

النقد الانبثاقي :

ينبثق من النص نفسه لأن بعض النقاد يستعرض ثقافته أثناء كتابته عن النصوص و أرى أن كل نص يحمل خصائصه و أسلوب نقده و كل نص هو الذي يحدد تصنيفه هل هو نص رمزي أم سيريالي أم كلاسيكي و هكذا .

التفتيت :

الشعر لا يحتمل الترهل فيجب أن تكون كل كلمة موظفة فالشاعر محكوم بالوزن و القافية و كل لفظ يجند في إظهار المعنى بأسلوب الضغط كما أن الشعر الحقيقي بسيط و عميق يصل للناس مباشرة بدون لف و لا دوران … انظر إلى قول الشريف الرضي : ( و تلفتت عيني فمذ خفيت *** عني الطلول تلفت القلبُ )

لا تستطيع التكنولوجيا مهما بلغت من تقدم أن تصور تلفت القلب فهو يحتوي على مشاعر و أحاسيس لا يمكن تصويرها ماديا .

العلاقة بالله لا تحتاج إلى كثير من المعاناة فالأمر بسيط و كلنا نعرف قصة الصحابي الذي أخبر الرسول أنه من أهل الجنة و عندما سئل عن سبب ذلك قال : عندما أنام لا أحمل في قلبي ضغينة لأحد !

و سيدنا بلال بن رباح – رضي الله عنه – في الجنة متابعا للرسول دائما لأنه كان كلما توضأ – رضي الله عنه – صلى ركعتين تقربا لله .

و مما يحكى عن الإمام الشافعي و الإمام أحمد بن حنبل أن الشافعي كان يجلس كثيرا يفكر في حلول مسائل فقهية تفيد المسلمين في الوقت نفسه الذي كان فيه الإمام بن حنبل يكثر من قيام الله و الصلاة … و كلاهما يفعل الخير .

فلا أحب مغالاة الصوفية و الدروشة و لكني أحب الصوفية التي فيها فكر مثل ابن عطاء الله السكندري في ” الحكم العطائية ” فهو يفجر لديك شيئا ما و يحركك و يدفعك للكتابة و هذه هي القراءة السليمة فالقراءة ليست من أجل الحفظ و كفى بل يجب أن تحدث الكتابة و القراءة أثرا في النفس .

هاجمني أنصار الجماعات الإسلامية عندما قلت هذه الومضة

(أدعوك توفقني في معصيتي إياك = مالي حتى في هذا الأمر سواك)

فهم لم يفهموا – لانعدام الوعي لديهم – من منا لا يحتاج إلى الله فمثلا تجد اللص يقول يا رب استرني و هو يسرق !!

لا شئ يخرج عن مشيئة الله و علمه عز و جل ..

عندما يقول المتصوف : ما في الجبة إلا الله فإنه ما يقصد إلا أن الله يملأ الوجود كله و لا يقصد الحلول و الاتحاد .. يجب أن نعرف أن الصوفية لها قاموسها الخاص و لغتها الخاصة و رموزها الخاصة .

قبل أن تتحلى بوجود الله في قلبك لابد أن تخلي القلب مما سواه فلا تنشغل بأي شئ لا مال و لا أولاد و لا أي شئ يقول الله في حديث قدسي عظيم : ” عبدي لم تسعني أرضي و لا سمائي و لكن وسعني قلب عبدي المؤمن ” من هذا المنطلق نجد المتصوفة يتحدوثون عن التخلي و التحلي و مفهمومهما لديهم و يمكنك أن تراجع في ذلك كتبا مثل ” قاموس مصطلحات الصوفية ” و مثل ” إشارات أهل الإلهام ” و غير ذلك الكثير .. أقول في ومضة من ومضاتي :

تريد التحلي قبيل التخلي ؟! فأين التجلي ؟!

و الموت يكرهه الناس كلهم و لكني أراه الموصل لله فأقول :

منايانا مطايانا لمولانا

و قد أشاع البعض على الانترنت أني قد مت فلم أتضايق من ذلك و قلت :

أشاعوا أنني قد متّ = قلت الموت مرغوبي
أراه خير مركبة = إلى مولاي محبوبي

الشعر بين فكر الشاعر وعقلية المتلقى

الشعر صناعة أي لابد من درجة من الوعي و المواءمة بين الناحية الوجدانية و الناحية العقلانية كي لا نقع في إطار التهويم أو الجفاف !أحب النهايات الحاسمة للقصيدة .

كما لا أحب أن يقول قائل أن القصيدة يجب أن تقرأها عدة مرات كي تصل إلى معناها … ملعونة هذه القصيدة التي تجبرني على ذلك ! … لماذا هذه الألغاز و الغموض ؟ لماذا لا نصل إلى المتلقي مباشرة بأسلوب السهل الممتنع و احترام عقل القارئ و وجدانه ؟ .

قلما نجد شخصا يحفظ قصائد كاملة للمتنبي مثلا بل هو يحفظ فقط أبيات الشعر التي تحمل المعنى الجميل و الصورة الجديدة و هذا هو ما يعيش في وجدان و ذاكرة المتلقي فانظر إلى هذه الومضة المأخوذة من قصيدة للمتنبي يقول ساخرا :

لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم = إلا و في يده من نتنها عودُ

فهي صورة شعرية جديدة و جميلة ..

و يقول ابن الرومي :
يقتّر عيسى على نفسه = و ليس بباقٍ و لا خالدِ
و لو يستطيع لتقتيره = لتنفس من منخر واحدِ

قل لي بالله عليك : كيف لا أفهم الشعر المعاصر لي في الوقت نفسه الذي أفهم الشعر القديم و الجاهلي و أنفعل به ؟!

و أكبر نعمة هي نعمة الإسلام و هي نعمة الحب المتبادل بينك و بين الله فكم من مرة أجلس أتكلم فيها مع الله و أطلب منه ما أريد و الله لم يتخلّ عني قط و الحمد لله .

أقول في قصيدة من قصائدي – عمرها أكثر من خمسين سنة – عن رجل أكل القطار ذراعه و كنت قد كتبتها على ورقة عليها بقع زيت و متبهدلة أيام عملي في السكة الحديد :

أكل القطار ذراعه و حبوره = فـمضى يعـيش بذاته المبتورة
كان الوجود لديه كلا كاملا = فغـدت جميع أمـوره مشطورة
عصفورة ريعت بفقد جناحها = أتكون دون جناحها عصفورة ؟

قد يقول قائل أنه يستطيع أن يقول مثل قولي و لكنه لا يستطيع و هذه القصيدة تعيش و يمكن أن تترجم إلى أي لغة

و من ومضاتي :

يقولون(صارت دماؤك ماء) ففكرت أن الصورة يجب أن تكون غير مطروقة فألهمني الله ببقية الومضة فقلت رأيت (العباد ظماء)

هكذا الومضة الشعرية يجب أن تنتهي نهاية حاسمة .

فقد يقول قائل عن الومضة الشعرية أنها شعر مركز أو شعر مكثف و لكني بالبحث وجدت أن :

التركيز ليس معاه الصفاء بل التركيز أن يرشق السهم في الفريسة الكثافة تعني الكثرة مثل قولك الكثافة السكانية مثلا

و كلاهما غير مناسب و غير صحيح لوصف الومضة الشعرية.

فلابد من اختراع المصطلح المناسب وغيرالوافد من أوروبا وأميريكا – لاأحب المصطلحات الوافدة – فقلت : أُسمي الومضة (الشعر المضغوط) لأن الكم الكبير من المعنى في الكم و الشكل الصغير من النظم – مثل (السوستة المضغوطة)

كما لا أحب التعبير الفاحش , و لنا في القرآن أسوة حسنة فقد تكلم القرآن الكريم عن الجنس بأسلوب لا يخدش الحياء

أقول في قصيدة لي :

هموم الناس تنهشني دواما = و تفقدني الحبور و الابتساما
تنغص عيشتي صحوا و نوما = فلا أجد ارتياحا أو سلاما
إذا لبيت أحشائي تراءت = جياع تسأل الناس الطعاما
فأمضغ كسرتي من غير طعم = و لو في الطوق لاخترت الصياما
و وقت الزمهرير أصير ثلجا = من البرد الذي يفري العظاما
على رغم اندلاع النار حولي = بذكر من على الغبراء ناما
و طفلي إن يقل بابا و ماما = بكت عيني لحرمان اليتامى
و إن ذقت الجنا من كرم زوجي = تخيلت من بالوهم هاما
يصور فاتنات مغريات = و يغرق جسمه يغدو حطاما
و أحيا هكذا زهرا مهيضا = هموم الناس تهدمه انهداما

شبهت الزوجة بكرمة و اختياري للجنس هنا لم يكن اعتباطا و لكن في هذه اللحظة ينسى الشخص كل الدنيا و لا يفكر سوى في متعته و متعة شريكته فقط و لكن لأني مهموم بالناس فإني حتى في هذه اللحظة لم أنس هموم الناس ! … هكذا يكون الشعر إنسانيا و غير خادش للحياء .

و أقول في نفس السياق : (عطش يا سيدتي .. في أعماقي جمرة من قال أريد الماء .. فعودي بالجرة )

شرط الومضة الشعرية أن تنتهي نهاية حاسمة و لا ينتظر القارئ لها تتمة .

كتبت عن رجل صدمته سيارة : ما قال أريد خروجا من تحت العجلات ما قال أريد الغوث و لكن قال : أرجو يا إخواني أن تعطوا أولادي هذا القرطاس / فالبنت سعاد و الطفل هشام طلبوا مني حلوى من شهر فات/ أولادي … مات / أبدا للموت أبدا لن يغرب عن ذهني مر الأيام / لم ينزح ماء البحر/ لم يحمل في كفيه جبال الكون/ لم يحمل إلا قرطاسا /من أجل البنت سعاد و الطفل هشام

هذا سر عظمة هذا الرجل البسيط الفقير الغلبان و هذا هو الشعر بلا تهويل و لا تضخيم .

الفن أسبق من القواعد و كلنا نعرف أن القواعد يتم اشتقاقها من الفن الموجود بالفعل .

نظرية الوصل و الفصل التفعيلي

المخرج السينمائي يعطي كادر منفصلا لما يريد التأكيد عليه لأهميته و من هنا جاءتني فكرة نظرية )الوصل و الفصل التفعيلي( و جربت ذلك على نماذج من الشعر الفصيح في نظامه البيتي أو التفعيلي و العامي بل و النبطي كذلك فوجدت مصداق النظرية ,و لأضرب لكم مثلا ; يقول امرؤ القيس في معلقته – من بحر الطويل – :

قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل

جاءت التفعيلات هكذا بالكتابة العروضية :

قفا نب كمن ذك رى = ( فعولن مفاعيلن ) وصل تفعيلي و الوصل يعني أن التفعيلة موزعة على عدة كلمات و لهذا فائدة عظمى حيث الوصل التفعيلي يفيد معنى المشاركة و الاتصال بين الشاعر و صاحبيه و هو يطلب منهما مشاركته البكاء(

حبي بن ( فعولن( … لأهمية الحبيب جاء الفصل التفعيلي – و من زلي – ( مفاعلن( …لأهمية منزل الحبيب أخذ كادرا منفصلا و جاء الفصل التفعيلي كذلك

و قد قام الدكتور يسري دعبس بطباعة الكتاب و أخذت منه فقط عشر نسخ و بلا مقابل مادي و أخذ مني كذلك كتابا في الومضات الشعرية .

أحرف دامعة على ولدى (رحمه الله)

عبرت في رثائي لابني – رحمه الله – و قد كان على وشك الزواج و عمره 28 سنة حين مات فكتبت عنه ديوان ” أحرف دامعة ” و قلت :

صفاتك ما كانت تثير المراثيا = فلا كنت ذا علم و لا كنت راقيا
و لكنك ابني إن كونك هكذا = يفجر أشعاري دموعا هواميا

و قلت عنه أيضا :

أو تخطب أختك يا عفريت = في حفل سكيت سكيت
أين الصوت المتألق صبح مساء = في أفراح الغرباء ؟
أيهون عليك لتحرم من صوتك = استأذن يا ابني من موتك !

أقسم لي صديق شيوعي و زوجته أنهما لم يناما و بكيا كثيرا حين قرأوا هذا الديوان .

لا توجد كلمة جميلة في حد ذاتها بل يجب أن تصف الكلمة بأنها كلمة أمينة أي هي تحمل المعنى بأمانة و ستكون بالضرورة جميلة فقد يوضع الذهب في غير موضعه و بذلك لا يكون جميلا .

محطات هامة شكلت طريقى الشعرى والأدبى

*** أجرت معي مجلة الإذاعة و التليفزيون حوارا صحفيا و كان سكرتير المجلة الأستاذ عبد القادر حميدة و بعد نشر الحوار بدأ الناس ينظرون لي نظرة مختلفة .

ثم دعاني أحد الكتاب لمجلة روز اليوسف و هناك اصطدمت بأحمد عبد المعطي حجازي حيث لم أحبه من الوهلة الأولى فقد نظر إليّ بتعال كعادته و زعم أني أخطأت في وزن القصيدة التي قلتها له فجادلني و جادلته و أثبت له خطأه ثم غادرت المكتب و لم أرجع بل ذهبت للمجلس الأعلى للثقافة و هناك قابلني الرجل العظيم يوسف السباعي – رحمه الله – و السكرتير الثاني كان الأستاذ محمد علي أحمد و هو مؤلف أغان سكندري .

حكيت للسباعي قصتي و ظروفي و ظروف عملي الصعبة و ما حدث بيني و بين حجازي فأخبرني أن هناك مهرجانا للشعر العربي عام 1963 سوف يكون في الإسكندرية و أنه مطلوب قصيدة عن التفرقة العنصرية لو كتبتها و أجازتها لجنة الشعر سوف يمنحونني عملا مناسبا لي و كان مقرر لجنة الشعر الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد و الحمد لله أجاز قصيدتي و حوّل قصيدة عبد المعطي حجازي إلى لجنة النثر !

*** مكثنا في فندق ويندسور في محطة الرمل أسبوعا و كانت الأمسيات الشعرية تجري في مدرج كلية الحقوق و كانت تغني في الحفلات بعد الندوات فايزة أحمد و غيرها .

و قد حضر معنا مأدبة الغداء في نادي اليخت بالأنفوشي شعراء كبار منهم صالح جودت و عزيز أباظة و أحمد رامي و العقاد و حضر محافظ الإسكندرية حمدي عاشور الذي وعد بقيام نهضة ثقافية سكندرية و بأن يكون لي دور مهم فيها و لكن وعود المسئولين سراب .. حيث نقلت للعمل في ترام الرمل بالإسكندرية كمساريا و إن أعطوني عملا كتابيا لكن مع بقائي على قوة الكمسارية … ما أكذب الوعود !!

** كان الزجال الكبير كامل حسني – رحمه الله – مأمورا في الجمارك و كان يقيم أمسية شعرية في محطة الرمل و سمعني فيها مدير عام الجمارك و حكيت له قصتي فكتب طلب للنقل العام كي ينقلنى للعمل في الجمارك .

ثم حدث اضطهاد كبير ضدي في العمل كما لم ينفذ مدير الجمارك وعده لي لأن مديري بعث عني تقريرا سيئا جدا و أني مشاغب و تم تحويلي للنيابة الإدارية للتحقيق و كان رئيس النيابة يحب الشعر لدرجة أنه كتب للنقل العام خطابا فحواه إذا كنتم لا ترغبون في محجوب موسى فإننا سننتدبه للعمل معنا هنا في النيابة ..هذا فضل الله

و قد حدثت المدير ذات يوم عندما طلب مني أن أقول فيه شعرا أمام بعض قريباته في مكتبه فقلت له :

تفجر شموخا و تِه سلطة و اشتعِل كبرياء / و قف بين وجهي و وجه الهواء/ مخخ عظامي و أنضب دمي/ و اقتلع من عيوني الضياء / و لكن و لا ألف أنت سيحرمني كسرة من رغيف السماء

فنظر للأرض ندما و قال لي : عفا الله عما سلف يا محجوب

أجمل شئ في الشعر العمودي – البيتي على الأصح – استقلال البيت كوحدة واحدة مستقلة كما أن له دوره داخل جسد القصيدة المتكامل .العروض علم سماعي مثله مثل علم التجويد أما الكتابة فهي ليست اللغة بل هي تسجيل للغة كي لا ننساها فيجب أن يكون عندك إحساس بالنغم .


- مؤلفاتى الأدبية

قدمت للمكتبة العربية العديد من الكتب والمؤلفات فى شتى علوم الشعر والأدب منها

دواوين شعرية : بساطة 1957, بسمة الخريف 1958, أغني للناس 1964 , العذاب الجميل 1987, أحجيّة بسيطة 1987 , أحرف دامعة 1996, ومضات شعرية 1998,

إلى جانب مجموعة أناشيد إسلامية بعنوان: إسلامنا لا يهون 1984

وديوانان بالعـامية هـما: ثنـائيات محـجوبية 1989 ـ قـول ياحـجر 1990

ومسرحية شعرية بعنوان : ابن جحا تلميذاً 1988.

ومن المؤلفات الأدبية : دليلك إلى علم العروض.

حصلت على العديد من شهادات التقدير والجوائز منها جائزة الشعر الأولى من المجلس الأعلى للثقافة 1963, ومن مديرية الثقافة 1968, وثالثة عام 1975.

هذا هو الشاعر والعروضى الأستاذ محجوب موسى الذى عمل طوال هذه الفترة من حياته فى صمت يقدم لجمهور الشعراء والأدباءعصارة فكره من أجل إعلاء المعنى الجميل واللغة الأصيلة

نتمنى أن نكون قد وفقنا فى إلقاء هالة من الضوء على هذه القامة الأدبية الكبيرة .


* من مجلة صوت الشعراء .. العدد الخامس



محجوب موسى.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى