مسلم محاميد - عشقى لحيفا.. شعر

عشقي لحيفا
يا غدي
عشقٌ لِمَيْسِ سنابلي، لِبيادرٍ مَسَحَ الزمانُ جبينَها
يحنو عليها دمعُهُ، وجهٌ
ككلّ قضيّةٍ عشقيّةِ العبقِ المموسقِ
في الجراحْ
لغزٌ لهذا العصر
فيه سفينةُ الأحلام توغلُ في الجراحِ تأرجحاً
ما بين مرساةٍ طويلٍ بؤسُها
ما بين أمواجٍ سيشقى عندها
ذاك الشراعُ فتستقي آلامَه
تلك السفائنُ في زمانٍ للكلابِ يئنُّ فيه الليلُ
يغزوهُ النّباحْ
****
عشقي لحيفا
عشقُ وجهي
للترابِ، وعشقُ قربي للغيابِ، وعشقُ
مائي للسرابِ، وعشق أبطال المعارك
للحرابِ، وعشقُ
صيفي للسحاب
وعشقُ شمسي للوجوه الغادياتِ
على طريق زانَه ثغرُ الصّباحْ
عشقي لحيفا ضمّةٌ يتناغم الصّدرانِ فيها لوعةً
وتعانقُ الشفةَ الرطيبةَ قُبلةٌ في ليلِ ذاك المُلتقى
حيثُ الدواءُ سيستقيلُ لتفتكَ الأدواءُ في قلبٍ
طواهُ البعدُ رغم لقاء ذاك الوجه مقهوراً
فالطيرُ حطّ على المساحةِ ذِلّةً، فقدَ
الفضاءَ يضمّهُ، فقدَ الجناحْ
****
عشقي لحيفا لمسةٌ،فيها اليدان
تسافران على مساحات
الحنانِ وتلتقي في بؤبؤينِ تعانقا
وأطلّ كلٌّ منهما في ليلِ ذاك الليلِ عندَ المنحنى
مثل النهارِ يطلُّ من شبّاك قصرٍ في المدى
وكطلّةِ الإصباحْ
قالت: تعلّق في فؤادك
كلُّ ما في القلب من عشقٍ
فقلتُ: تعلّقي، هذا الفؤادُ مساحةٌ للعشق
ليست تنتهي أو تبتدي
أزليّةٌ، لم تعرف العشقَ ابتداءً والهوى
لم تعرف الحزنَ انتهاءً والنوى
فالحبُّ فيها سر كل مساحةٍ في الكونِ
أو في لوعة التاريخِ مقتولاً على أبوابه
آلاف من صُعقوا بحربةِ عشقهمْ
وغدت صدورهمُ المواطنَ للرماحْ
هذا المكانُ سيُوثِق القلبين دون تفرّقٍ
رغم الصعاب ورغم بؤس المرحله
هذا الزمان سيُغرق الألمين في ألمٍ جديد نحو آخر مرحلة
وستعرف القصص التي كتب الزمانُ جراحها
أن الهوى ما كان يوماً، يا حبيبة في الهوى
إلا ليولدَ من جراحاتٍ بناها ذلك الوجع المباحْ
فَعَلَى يديّ، على يديك
وفي الفؤاد غدا الفؤادُ أسيرَ عشق في
شبابيك التمردُ في يديك، وأصبحت
تلك الحكاية مثل حلمٍ في المنامِ تحقّقتْ أحداثُهُ
فغدا الحقيقةَ واستباحَ قلوبنا
حتّى غدا للشوق قلبانا
المحطّةَ والمساحةَ والمكانَ، فكلُّ من
يشتاقُ يأتي لاقتناص سويعةٍ
للحب منّا
كلّ من لم يعرف الحبّ الملوِّعَ والهوى
سيذوبُ يا حيفا، سيصبحُ دونَ ذكر في الحياةِ
وسوفَ تذرهُ الرّياحْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى