محمد حربي - وقت الفراغ من القيامة.. شعر

سأصنع طاغية من طين ،وأصلبه على عمودين من خشب
ثم أتسلي بالثورة عليه كل يوم في "فناء البيت واتركه للغربان بعد ذلك
ثم اعيد بناءه في الصباح كما كان
والا كيف اقضي وقت فراغي بعدما وضعت الثورة أوزارها
****
صنعت تمثالي ،فغافلني الطاغية الطيني واستوطن دولابا في الحائط
لكنني لم أعثر عليه بعد سويعات من قيلولة الظمأ
قيل لي: إن خشبا تناثر من شرفتي وغمر السماء
وقيل : لم يعد في الغابة شجر يكفى لإطعام العصافير
و إن النار التهمت كل مال لدى الملائك من قمح شحيح
وقيل إن تمثالا كان يجول في القرية يغني لجمع الحطب
فيأتي الفقراء طواعية ويتبعون الصدى حتى آخر فاصلة في الإيقاع
لم يحفظها الرواة في السير
***
لم تأت القيامة بعد في دولاب غرفتي
ولا الشرفة عادت قرية مضفرة برائحة النعناع
ولا التمثال انتهى من صفيره في الحقول
ولا العصافير عادت تغني في نحيب القبور
ولا الشهداء عادوا من رقصة العرش
أغلقت دولابي على ظل القيامة
وبدأت الغرس من جديد ،ربما

***
من مجموعة "جنرال المآته "

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى