رياض إبراهيم - إنتفاضة عصفور طيب..

تتقاتل أحزانهم
- شاهقون كخط المطر -
وأنتفاضة عصفور طيب
وفقها يمكن أن نخرجَ من تعلينا الأبدي داخل جلودنا الحريرية
العصافير الطيبة ممنوعة من الرقص
ألف مؤتمر للبكاء ينعقد على أشجار السدر
وأصفر ...
أخضر ...
بنيّ في أثداء البراعم الصغيرة
ممنوع من الرقص أيضاً ...
طبعاً
عرسان من اللحم المقدد معلقون من ربطات أعناقهم
لماذا ؟
يحق لكل المارة أن يتساءلوا
خاصة في ظرف أبيض كهذا
حول أي شيء قد يحصل في المدينة
المدينة واسعة
غاتبسي العظيم يتلو قصائد نبوية
خالية من الاحسان للفقراء
غاتبسي الآخر يتلو قصائد نبوية
تتضمن الاحسان للفقراء
حتى لعبة السهم : المركز مفرغ
السهم المتوجه بدقة يبقى يدور مع الكواكب
ولكنه لا يخرج عن مدى رصد الفضائيين الامريكان
أما الأغاني فهي مستقرة في فمي كمدية من
الحلوى اللذيذة التي يقال انها – تسبب
مرض السكر في الثلاثين فما فوق
والعشاق الصغار
يُمررون أحزانهم على صدري وسُرتي ووجهي
ويطلقون لآفراحهم العنان كي تدور حول رأسي كالذباب
ز ز ز ز ز ز ز ز ز
حزمةٌ كبيرة من الآيمان – أنا ضمنها –
تؤكد : أنني لا أجتاز الثلاثين
وأن الثلاثين إنما هي مركز اللعبة المفرغ
دمعة أخفقت في الطيران
قصصتُ جناحها الطريّ
وأقفلتُ عليها العش
فشراشف الظهيرة من النايلون
وتلك هي أعز مشاكلي إلى نفسي
وقد همست بذلك في أذني الريح
الريح التي تشبه الكبريت تماماً
ولكن لا أدري !
محطة لقطار سافر ولم يعد
تُعلق طينها في حذائي العسكري بتشبث
لم تفعل ذلك أمرأة من قبل
وكأن على كل شعرة من شعرها القرمزي
الذي حاول مجنون أن يحتويه وأن يحتويه
يؤكد توازي السكة الحديدية حتى آخر محطة في الكون
أخفيتُ حصاة حمراء في جيب معطفي
واحترق العالم من ورائي
ثم وجدتُه مطفأً أمامي

دمٌ .. تِك
الفصلُ الحلوُ الآخرُ
عواصف الجراد التي كانت
كنا نضحي بأحدنا من أجل أن يسلم الآخر
يا حبيبي
ثم أصبحنا نتضاهى في فتح أفواهنا حتى
طقطقة الصدغ
حينما علمنا أن الجراد لذيذ يا حبيبتي
كم أتمنى أن أكون فرقة أنتحارية
لأقذف نفسي على مدن جسدك
حزن عريض المنكبين يسير
وأنثاه
وبينما حزن صغير بلا دفتر نفوس

ملاحظة :
إذا قُدر لهذه اللاقصيدة أن تُغنّى فمن الاحسان أن يكون
هذا المقطع الصغير لازمتهُ .

أمس واليوم وغداً
قلت لآمي ولكل الملائكة والشياطين الذين
يقيمون في جسدي
أنني أول من أعرفها بعد الآن
سمراء مطفأة العينين
ترتدي الغيم المغبرّ
أفقها متأخر في النمو
عسر عليها أن تعرف من أكون أنا بالنسبة لها
أما أنا فأعرف إنها لا تمتُّ إليّ بصلة
لولا تلك النسبة الجميلة التي تتكون من :
كمية الضغط عليّ وقوة الجاذبية

كمية الضغط على راسها القصير الشعر الجميل
وقوة الجاذبية

سمراء
ضوء أسود يتجمد في وجهها برداً
وضيفة متواضعة من الانتحار
كخوف الارض من المطر
تزهر على شفتيها اللتين يهابهما الجذام
وسأطلبها – لو –
من مسافة 10 كيلو مترات أو أكثر
أن لا تعرف من أكون أنا
وسأطلب ممن حولي أن يهمسوا كالحلول الشتائي
رياض ابراهيم
ان كان هذا أسمي حقاً !!!

بغداد – صيف 1979




رياض ابراهيم.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى