عوض الكريم خضر احمد

هذه الشجره شهدت كل شئ

طعم اول قبله وطعم اول اكتشاف لذلك العالم المدهش الذي حدد الكثير من مسارات حياته

بعد ذلك هنا التقي باول فجوه في جدران معرفته المحدوده بالعلائق بين البشر

هنا انبجس احساس غامض كان ينتابه في كثير من الاحيان وسال علي جوانب حديثه مستنبتا الكثير من الحديث المشوب بالخضره حديث تفوح منه رائحة تراجع تلك المفاهيم التي كانت موغله في عذريتها

هنا تراجعت كل المحاذير والاملاءات واشارات الخطر عبر كل ذلك غير آبه

هنا التقاها واكتشف عوالم مابعد الاحساس الصبياني البكر

كانت تأتي للشجره لماما تمر علي حواف ظلها يراقبها من طرف خفي

وعند مرورها كان يرتكب الكثير من الهنات في لعب الورق مما جعل رفاقه يربطون هزيمته بحضورها المتباعد والمفاجئ

ثم تزايد مرورها علي حافة احساسه حتي قرر ان يجعلها تدور داخل ظله الداخلي فتداعت بعض الافكار الفطيره عنها ونمت بسرعه كالفطر معرفه جديده جعلته اقرب اليها في سريه تامه زارا الشجره مرارا اتخذا من العتمه ستارا يقيهم اعين الفضوليين رغم اسراب الناموس كان يحكي لها عن فيلم شاهده ابان سفره الي المدينه القريبه وكيف ان البطل كان يدافع عن معشوقته بشراسه رغم انه لم يكن يتبين ملامحها جيدا خلال العتمه الا ان تردد انفاسها وصمتها الذي تقطعه بعض الاصوات التي تبدو كاهات كانت تدل علي متابعتها بشغف

وفي حكايه الفيلم كانت النهايه مفرحه مما جعلها تتنفس الصعداء الزفره التي اطلقتها اوضحت انها تفاعلت مع نهاية الفيلم ثم غنت له اغنيه شعبيه جعلته يراقب رسوم غامضه هناك في السماء المتلألئه دائما كان يجدل ضحكتها ليخنق مخاوفه من ان تباعد بينهما المسالك

هاهو عائد للشجره التي رعت عشقهما يشكو تلك التي عاهدت تحتها

جلس صامتا اسراب الناموس تهاجمه بلا تردد وهو يردد بينه وبين نفسه كل ما كان يجري هنا كان هراء كان فيلم آخر كتلك الافلام التي كان يضيف اليها الكثير من مخيلته

في البدايه اختارت هي طريقا اعتبره وعرا ظل يبذل لها النصح حتي نعتته بالرجعي المتردد واحيانا بالمتقوقع

صار يراقبها من بعيد وهو يجتر ذكري ساعات لم تفارق مخيلته ابدا

ولكنها كانت كما يبدو علي وشك تجاوز تلك الايام

حاول ان يلتقيها في منتصف الطريق بان ازال بعض تحفظه علي النشاط الوفير الذي تزاوله لكنها بدات تتعامل معه بطريقه محايده كانها فقدت اهتمامها وذات مساء دعته لدخول فيلم في السينما القريبه لمهجعها الجامعي

جلسا سويا الفيلم كان يحكي عن حكاية ثوار اتهمهم هو بالعنف واطلقت عليهم هي مزامير الغد تحاشا الجدل وحاول ان يوقد المصباح القديم

لكنها ضحكت دون تحفظ وقالت له في نهاية الفيلم والصراع بين الثوار واعدائهم لم ينتهي

هؤلاء لن يلتقوا ابدا رغم ان بعضهم كان يعرف بعض الاخرين وكانوا من منابت واحده

لكنهم افترقوا في محطه ما خرج من هناك دون ان ينبث ببنت شفه

ولم يراوده النوم في ذاك اليوم عن نفسه وفي الصباح قفل راجعا الي حيث البدايه افرغ كل مالديه تحت الشجره العتمه ايضا شكلت ساترا لتشظيه

لكنه عندما شقشق اول عصفور كان متكوما قرب الجذع العجوز نازفا مقدرته علي التماسك ومره اخري اكتشف عذرية مفاهيمه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى