سليمان الفليح - الصهيل في الزوبعة.. شعر

صهيل مع الريح يأتي وكانت خيول القبيلة
نيامًا على بعض أمجادِها والكلاب
سعارى تهرُّ على ظلها والذئاب
تلوبُ البيوتَ الحزينة
وتفتض أنيابُها كلَّ باب
ولما تجيء (المغازي) وتصحو القبيلة
على حلمِها في صراع الذئاب
تفر الكلابُ اللعينة
تخبئُ أنيابهَا في لحوم الخيول
لتبقى كسالى هجينهْ
تفرغ منها الصهيلْ
وأبقى أنا تائهاً في البراري
على ضوِء نجم يُسَمَّى سهيل
أشم السنابك فوق الرمال
مشيتُ ولكن ضَلَلْتُ السبيل
تهالكت
جاءت رفوف القَطَا أيقظتني
فدوَّى بأذني الهديل
تهالكت: قمت انتفضت, صرخت: ـ
الصهيل ....
الصهيل....
ولكنني عدتُ آه.... الهديل .....الهديل....
رياح الخماسين أخفتْ صهيلَ الخيولِ الأصيله
وكانت نجومُ الثريا مرايا يُصَوَّر لونُ الصحارى عليها
ركاب (الكحيلة)
ويجتاح صمتي انكسارُ الثريا
بضوءِ المباني التي تنتصب
في السماء القتيلهْ
لأن الثريا هُداي
لهذا تعثرت بالرمل عند الحصون
وسرتُ وحيداً بدون عيون
وواصلتُ سيري لظَعْنِ القبيلهْ
تسلقت سيفي
وعانقت برجَ النجوم
مراراً تمزقتُ قبل الوصول
تساقطن مني الخصالُ الجميله
لأنِّيَ فوجئت أنّ الرياح
نباحٌُ, لهذا كرهت الرياح
فغادرت شعري لأخلي سبيلَه
وفي غمرة الحزن في ذات ليلهْ
من العمر كان انتهائي يجيءْ
رأيت الحصان الذي أسرجته القبيلهْ
وحيداً مع الريح يأتي
شهاباً يضيء
بلا سرجه والقيود الثقيله
طليقاً بوجهي القتيل
يحاكي غيوم السماء.
ورعدا يدوي :ـ
الصهيل.. الصهيل.. الصهيل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى