محمد مصطفى درويش - حبيبتي سلمية.. شعر

كوني سلمية ما تبقى من مسامات بجلـــــــــــــــــــدي
فكي ضفائر غيمك، انسكبي على برقي ورعــــــــدي
وتدثري بالعشق، بعدك ليس من عشق، وبعـــــــدي
كم خنجرٍ في الظهر عمر هواك، كم إكليــــــــل ورد
بعض الذي مابيننا سيكون ، لا ما كــــــــــان ، رُدّي
وإذا أتيتك نصف مقرور ، دروب الليل ســــــــدّي
وتضاحكي يا طفلتي من فارس كالســـــــــــــيف فرد
من عاشق لم يبق منه لمن يحب سواه .. يهــــــــدي
أنا في ابتعادي عنك قربي ، في اقترابي منك بعــدي
إن الذي أبنيه مجدك يا سلمية ليس مجـــــــــــــــدي
فعلى ثيابك أي عطر من شميم عرار نجــــــــــــــــد
هل من رضاب فم بخيل أنت أم من ذوب نهــــــــــد
لم تــُسجني في خاتم ، لم ترهني في أي عقــــــــــــد
مازلت عذراء القبول يُصدّ حسنك دون صـــــــــــــدّ
* * *
يا قطرة المطر التي لم تـُغتصبْ بفراش ســــــــــــدّ
لم تستطع إلاّك يا ناري الجريحة __ــــــــــر بردي
فأنا أحبــــــــــــــــــــــك يا مدللتي الصغيرة دون حدّ
إن الذي أعنيه أضعـــــــــــــــاف الذي أخفي وأبدي
لك سرة هي سدرة للمنتهى ، وجرار شـــــــــــــــــهد
يـــــــــــــــا سيف صحراء جريحاً لم يذق طعماً لغمد
ما زال واحة متعب ، من قـــــــال دمعك ليس يجدي
لك أي خصر من جنون ، لا يجن ، وأي قـــــــــــــدّ
ما زلتُ بالأشعــــــــــــار علي ترابك المقرور أحدي
قد آن لي ألفـَي شراع ٍ من حنينك أن تمـــــــــــــدّي
فعلى ترابـــكِ من جنــــاحي ما يـزال حـفــيـف ودّي

هذا الزمان الوغد مــــــــــــا خفض الجناح لغير وغد
ما زلت أبحر في شراع مثل موج البحر ضــــــــدي
أنا بعضهم مــــــــــا كان يوماً في شقاء الناس سعدي
* * *
عيناك واحات عبدتُ ظلالها وجنــــــــــــــــــان خلد
يــــــــــــا دمعة في القلب حطّ لهيبها ، لا فوق خدّي
يـــــــــــا نجمة كم كحلت أهدابها الوسنى .. بسهدي
وتوسّدت بحنانها الوحشــــــــــــــي أشعاري وزندي
مــــــــــــا زلتِ واقفة وقوف الريح في زمن التردي
مــــــــــــــــــا زلتِ نجم الحب في مدن مكهربة بحقد
أنا ، ربما ، لاشيء عندك ، كـــــل شيء أنت ِ عندي
لي،خمرة ً بكرأً كأحزاني معتقة، أعــــــــــــــــــــدّي
ورغيف ليل هيئي ، مــــــــــــــــــا لوثته شفاه حصد
أنا قد خلعتكِ قبل خلعي خاتمي مـــــــــــن دون قصد
هذي شراييني بها مـــــــــــــــــــــــا عاد متسع لفصد
أنــــــــــــــــــا ألف محترق وحول حـرِّ هاجرة أندّي
لم ين__ر قلبٌ كقلبي لــــــــــــــــم يُخـَن عهدٌ كعهدي
يــــــــــــــــــــا صاحبيَّ إليكما أن متّ ُ جرّاني بغمد
لا تنفضا عن ثوب روحي ، صاحبيّ غبـــــار وأدي
أنـا ضوء هذي الشمس تابوتي ، الهواء الطلق لحدي
مــــــــــــــــــا نفع أفق يرتمي كالقيد في أحضان عبد
أنــــــــــــــــا قد خبرت الأصدقاء من اللدود إلى الألدّ
وعرفت معنى أن أكون، وفي ثيـــابي الناس، وحدي
لم يبق من شيء يـُشـَق عليـــــــــــه ثوب كي تحدي
إنـّا رضـــعنا الـذلَّ مــن ألـــــفي أب صـــرفـاً ، وجدّ

هذا الضلال الآن رشدي فيه، لا في الرشد رشــــدي
لي شاطئي الجسدي، ولي جزري، ولي موجي ومدي
يـــــــــــــــــــا أيها الساقي دع الأقداح دعها دون عدّ
في كأس ديك الجن تحت ثيابه أنفـــــــــــــــــــــاس ورد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى