عنفوان فؤاد‎ - تعاليم جديدة للتنديد بالجنة!.. شعر

إلى أشرف فيّاض في عيد ميلاده
(الشاعر التشكيلي الفلسطيني المعتقل في السجن السعودي)
.

فيما مضى،
كنا نبدأ عد أعياد الميلاد بعد شموع سنواتنا المحترقة، تكبر وتكبر السعادة المصطنعة، نزيد من حجم الكعكة التي تتحمل شمع نهاياتنا.

فجأة
تتوقف عملية الحساب
داخل مكب نفاية الحق
يجمد العمر، فتلبس رقمك ليل نهار
تكرر أرقامه
عند الأكل
عند الشرب
عند التبول
عند الضحك
عند البكاء
عند لعن رب السجن...
.
يلقى بك في بئر النسيان،
وكأنك لم تكن
لا بإمكان "كريستوف" التنقيب عن قارة روحك
ولا سيستم ال
GPS
يتربص بظلال هالتك.
DNA
هو اﻵخر في حيرة من أمر سلالتك
وحدها بوصلة الشعر تبث فينا شرارة ألمك.
.
صوت قادم من جب السؤال
قال: أنا قادمٌ مع مطلع الشعر
زودوني بالحبال
زودوني بالبيان
قالت له القصيدة لك 28 ضوءا
لك أنهار مجاز
وشتائم
تكفي لحرق دفاتر الظلام.
.
.
.
لا ينقص الشعر أي شيء يا أشرف!

لا الخيانة
لا التنازلات
لا الهروب
لا التخلي
ولا أيُّ فضيلة منقوصة من أجندة الضمير.
.
سيزيف -هو الآخر- في مناوبة أبدية
مع اللاجدوى
وأنت تحمل بدلاً عن الشعر صخرة الصمت
تدلي ابتسامتك
من على وجه سجانك.
.
ما الذي ينقص الشعر برأيك!؟
لم تتوقف حياة القصائد
ولا شرارة الكلمات
المجاز يتمشى في شوارع العتمة كسكير
يرمي بقنان الشتائم على جدران التيه
ويصرخ باسمك.
.
ما كان عليك الاكتفاء "بتعليمات داخلية"
ولا بأنياب كلماتك
لتقشير تفاحة الكذب.
ولا بسبابة لسانك
التي فضحت آخر سوءة ملك.
.
السقوط لم يكن مدويا فحسب،
بل قطف الصرخة
من شجرة العناد.
.
السؤال
غرفة مظلمة
عليك بتحريك مفتاح الجنون في صدر الغياب.
.
كيف حال القمر
الذي لا تراه
متى رميت بقشرته في سلة عينيك!
.

كم طبشورة كلفتك حياتها
لتلد لك المزيد من
غبار الأمل!
.
القصائد ناقصاتُ طعن
والمقالات سكاكين مكشوفة الدم
على هدى الورق يمشي الكلام
محمولا على أعناق النار.
.
اتخذوا يدا بديلة عن يدك
قشروا عنها بصمة الوضوح
لم يقطفوا من لسانك كلمة ندم
لا تعتذر يا صاحبي
عن طعنة لم تُسل أي دم
عن جريمة مقطوعة الأدلة
عن فضيحة دارت سوءة الحقيقة
عن كلمة تمشي
بساق مقطوعة
.
ماذا ينقص الشعر يا أشرف؟!
أعرف تماماً
أن بوسعك قول المزيد
حينَ يُقطع هذا اللسان.
.
لا تفهم ما نقوله،
ولا من نكون
ولم نحن بالأمس هنا، الآن ويوم غد لا نكون
نكاتبك
لا أفهمُ
نفسي حتى
لم أمر كل مساء بساحة ظنك!
.
وحده الشعر يبتسم لنا
من خلف جدار عازل ويمضي
كطفل يجمع
الأشياء
الأسماء
العناوين
والأرقام
في لوح -السوروبان-
soroban
ويعيد فك
معادلة اسمك.



عنفوان فؤاد/ الجزائر
(*) كتب هذا النص أول مرة بتاريخ 15 جويلية 2018

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى