هواءٌ عاطفيٌ جدا،

على سقف بيتنا الذي انهارت أعصابه من الحرب
هواءٌ من فصيلة هذا الهواء الذي يحبك.
ورايةٌ ترفرفُ بلا تعب
لم يخطر ببالها هواءُ الحرية
هواءٌ عاطفيٌ جدا،
وله خيالٌ حزين
مليء بجثث الكلمات
وأشلاء الريح
وجماجم الدُمى.
هواءٌ يعيش في العراء
خارج الخنادق السياسية
ينقل النشيد الوطني إلى أمهات الشهداء.
هواءٌ أعمى
لا يقفُ عند حدودك رغم الأسلاك الشائكة،
ورغم الأهداب الطويلة
ورغم خنادق الذكريات.
هواءٌ لا يتراجعُ إلى الوراء،
هذا الهواءُ الذي يقتحم غرفة نومك الآن
ويحتلُ جنوب الجسد،
هذا الهواءُ الذي يأخذُ مسافةً مني،
ليتيح لكِ تحرير الصدى.
هذا الهواء آخرٌ يحرسك من النسيان،
هذا الهواء ما يزال نقياً من الشعارات
وحتى الآن لا يبحث لحزنه عن هوية؛
هواء خارج المنفى
يبدو حزينا ووحيدا
ولم يقع في شِبَاك النساء بعدك!
هذا الهواء يخصني فقط
وربما لا يكون بعده هواء !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى