زاهر الغافري - مثلما النظر في المرآة.. شعر

إلى سلمى

الجبالُ بعيدةٌ وهذا الألم الطالع من الأمواج
بلا مُلوحةٍ. ليس خطأ بعد الآن أن يمرحَ
السحرةُ فوق الغيوم.
المنازلُ خاليةٌ
وكل وجهٍ أصادفهُ صقيلٌ كحجارة الوادي
المغمورة في ضوء القمر.
كان الأبُ يسهرُ على الزمن في بريق دمعةٍ
عندما سمعتُ البكاءَ
يتردد في الأروقة.
الأختُ بمرآتها تستنجدُ هائمةً في البراري
الأطفالُ كنز الطبيعةِ أيضاً
كانوا هناك.
موتٌ مثلما النظر في المرآة
موت بلا صيحةٍ تُلقي ظلاً
على التراب.
لم أكن نائماً لما رأيتُ صورتكِ
في مياه البئر
ولما رفعتِ ذراعكِ كانت رائحةُ الرماد
تتبعُ مصيري إلى هناك.
لا أحد هذا اليوم
لا ملاك لأرى إشارته تأتي
من قلب ينبوع
كانت نظرتي وحدها
تمرّر هواءً صافياً على التابوت
كنتِ تسيرين لوحدكِ في الظلام بشَعرٍ
طويلٍ يغطي نصف العالم.
وراءكِ، وبقوة المغفرة وحدها، يتظلّلُ
البيتُ بالأزهار ويهدأ غناء الذئاب
في الوديان.
أعرفُ بأنكِ لن تقومي بعد اليوم
ولن يحمل النسيمُ أنفاسكِ إلى
سريري وأنا نائم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى