مصطفى الحاج حسين - بـلادُ اللُّجـوءِ..

حاجزُ الكراهيةِ يستوقفُني
يعتقلُ لغتي
يدهسُها
يطالبُني بإجازةَ تنفّسي
وأوراقِ نبضي
وكان عليَّ أن أُثبتَ لهُ أنِّي
من نسلِ آدمَ
جئتُ إلى الأرضِ
أحملُ جوازَ سفرٍ
من الجنةِ التي طردتني
سأبصمُ لكمْ
بكاملِ دمي
وإبهامِ روحي
أنِّي مستعدٌّ لأسكنَ في
أقذرِ البيوتِ وأهزلِها
وأن، ألتزمَ بسدادِ الآجارِ الفاحشِ
وأن أتعهدَ لكم بالتزامِ الصّمتِ
وتقييدِ حركتي
حرصاً على وقاحةِ جارِي
المتعالي
و أن أقبلَ العملَ
في أخطرِ المهنِ وأشقِّها
مقابلَ أجـرٍ زهيدٍ
معدومِ التوازن
مع الغلاءِ المتوحِّشِ
وسألتزمُ بالقوانينِ
التي لا تعترفُ بحقوقي
وإنِّي وإن تمَّ الاعتداءُ عليّ
من قبلِ مواطنٍ أهوجَ
سأتقبُّلُ ذلك
بصدرٍ رحبٍ
وتسامحٍ كاملٍ
ولن أحتجَّ
أو أتقدّمَ بالشّكوى
وإن فعلتُ، وتجرّأتُ
ُوغامرتُ، وتسرّعتُ
ووقعتُ في ارتكابِ حماقةٍ
سأعرّضُ نفسي
للعودةِ الطّوعيّةِ
غيرِ الآمنة .*

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى