أحمد آدم - المبرعمون.. شعر

نعد على الاصابع افراحنا،
نعد قتلانا بالحصى،
فتبكي النساء، رجالا على خطى ابائهم،
نلوذ بامانينا للنخيل..
ونقذف اسئلتنا في الماء،
نتخطى اقدارنا غناء يفضح الموت،
نسور القباب بدمائنا، ونحنيها بروعة الانتظار،
نخلد الانهار باحزاننا،
نتنهد من قوتنا التي تخنقنا..
فنطلق اغانينا، حين نطير حمام رحيلنا..
وطياراتنا الورقية عاليا،
نرتدي الاسود، العمر واحتضار الذكريات،
واذ نشاء:
نطيل العناق بذريعة الشوق،
نحمل رعبنا بذريعة السلام،
ونمشي حفاة على الاشواك، لنخجل الطرق المعبدة.
نشرب الماء ونغص بالعطش،
يا ارض اذكري قتلاك،
يا ينابيع اذكري عطاشك..
بيوتنا من صخر المدن المليئة نشوة وضياء،
وذاكرتنا خيام سبايا وعتمة مستحبة،
ندعي ان ابانا بعثر بذوره على الشواطىء..
فجاء باولاد لهم رائحة الينابيع،
وكان الماء حلال مشاكلنا..
نغرق فيه حاجاتنا ونمضي،
بحزننا الدائم نتزوج..
ونملء بيوتنا صخبا ومرحا واطفالا.
رعاة لم نجلب معنا سوى مرارات المساء،
فلاحون نهتز مثل السعف ولها..
وتمطرنا العزلة وابلا من الحزن.
غرباء البلى.. غرباء الديار..
من وراء الحكايات جئنا/ نجر نوافذنا صوب البداية..
نقف على الابواب والشوارع المدججة اسى..
تضيفنا اللغة المغلقة..
فنمد صدورنا على وسعها، باتجاه المعنى،
خائبون في صدقنا/ وقلوبنا يخمدها البكاء،
جائعون ونحتشد بالزعفران،
مراثينا لا تدل علينا،
ونعتكف في سرادق محنتنا،
نربي موتانا على امن الاستقامة،
ودماؤنا مثل ارواحنا لا يصيبها الصدأ،
نسكن المدن/ الاسفلت،
ووجه الصحراء عيوننا الضاجة رحيلا،
عامنا عشرة ايام حزن لا يحصى..
ويبدأ السواد في تاريخنا حين ذهبنا دون عودة.
لماذا اتينا؟..
والودق تولى امر زماننا،
ومن مواعيدنا التي وطأها الضحى..
اقتربنا للمعاني،
نحن الظاهرون حين نغيب،
مشاؤون نتقن التعب،
وبعد:
حين تلد الارض اسلافنا،
نعد على الاصابع قتلانا،
نعد افراحنا المؤجلة بالحصى،
هكذا..
نبرعم تاريخا..
ونحن راحلون.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى