السيد شليل - سقوط مفاجئ.. قصة قصيرة

…وقبل هذه المرة بشهر تقريبًا، سقط في بالوعة أخرى لكن الله سلم ، حملناه إلى بيته وهو يرتجف ؛ من أثر الخوف والخضة.

وحتى يكتمل حظه ويثبُت وبالدليل (إن الغلبان لا يشبع أبدًا من الغلب) مات عم رزق صباح اليوم ، عندما كُنت فوق سطح بيتنا – المواجه لبيته -أجهز له طلبه!

لمحته وهو يحمل فوق كتفه الأسياخ الحديدية ، وقبل أن يتجه ناحيتي سقط ؛ فسقطت من يدي البيضات الأربع ، وتناثر زلالهم على قدمي الحافيتين.

قفزات متتالية على السلم ، حتى وصلت وأنا أصرخ وأبكي معًا ، وقد غمرتني الرائحة الكريهة ؛ فتقلبت أمعائي حتى كدت أن أتقيأ!

هرول الأهالي من كل اتجاه ، ومن بينهم الست حزينة ، وهي تجر وراءها أربعة أطفال يبكون ، دنت من فوهة البالوعة ونادت عليه ،

يا رزق….اطلع لأولادك!

التف حولها نساء الحارة ، يحاولن تهدئتها.

في ركن بعيد رُحت أُخرج ما في معدتي ، وصوتها يتهادى إليً وهي تحكي وتقسم بأنه تناول افطاره معهم منذ دقائق ، وقبَل العيال وحمل عدته فرافقوه حتى باب البيت ، ودعت الله بأن يحنن قلب رئيسه في العمل عليه ، فمنذ أسبوع جاءها وهو حزين ، عندما اقتربت منه وسألته ؛ أجابها بأن الريس جابر خصم له ثلاثة أيام ، عندما رأه وهو يسلك بالوعة الشارع بدون إذنه ، وأقسم له بأنه لو فعلها مرة ثانية ؛ سوف يخصم له أسبوعًا كاملًا ، فتركها مفتوحة!

طبطبتُ على كتفه ، فقال وهو يكاد أن يبكي: ما فيش بيض بعد اليوم!

وقبل أن يخرج نظر في وجهي و ابتسم وقبَل العيال: ها جيب لكم بيض!

وكأن قلبه حاسس إنه مش راجع.

مع اقتراب نفير سيارة الإسعاف ، ودنو رجل بدا على وجهه الغضب ، تزايد ألم معدتي ، ومرارة حلقي ، ومازال الزلال يُلطخ قدمي.

والرجل يحمل أسياخ عم رزق ، ويبتعد عن المكان الذي ظلت بالوعاته مفتوحة.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى