أمل الكردفاني - ثالوث الأنا والاغتصاب الذاتي

تقبع السادية في العمق المظلم للوعي الذكوري ؛ السادية التي تنشيء انفعال الرجل بألم الأنثى..اتضاعها الأنوي ؛ ثم غيابها تحت سيطرة القضيب الذكري (الفحولة). تتجلى هنا ألوهية الذكر في قدرته على الإيلام..وهذا الشعور بالعظمة هو شعور ينطلق من احساس عميق بالاغتصاب الذاتي للذكر عبر الأنثى. الذكر يتخيل الألم الجنسي لدى الأنثى كما لو كان هو الأنثى تماما ؛ يجسم ذاك التخيل الشعور المنعكس تجاه ألم الأنثى وهكذا تتضخم اللذة لدى الذكر. اذن فالجنس هنا لا يتم بين أنويتين بل ثلاث أنوات.. الذكر الفاعل .. ثم الذكر المغتصب .. ثم الذكر الفاعل... ولذلك فالأنثى مجرد طيف انعكاسي للأنا الذكرية ينجح أو يفشل في عكس الذات الذكورية المغتصبة عبر الأنثى..حيث يتمكن الدماغ الذكوري في محايثة الألمين (الذكوري والأنثوي) ليتماهيا في كل واحد... تلك الذروة الفصاميةClimax Schizophrenic هي التي تجعل الذكر دائما محل خطر على الآخر: الطفل المرأة.. المقعدين والعجزة..
الجرائم الجنسية تعطنا لمحة عن ذلك الثالوث الأنوي الذي تحدث فيه التبادلات الفاعلة والمفعول بها ؛ وتحديدا فجريمة الاغتصاب ؛ تؤكد محاولة الجاني تفريغ أناه الغاصبة (الفاعلة) وأناه المغتصبة (المفعول بها) عبر أناه الغاصبة الثالثة..والتي تعد محاولة لكسر ألم الأنا المفعول بها بانتقام في الآخر.
وتتعاظم تلك المحاولة وتتورم التفاعلات الثلاثية بحساسية بالغة عند المغتصب البيدوفيلي. ليبلغ قمة النشوة باغتصاب (أناه الغاصبة الأولى) عبر أناه الغاصبة الثانية ليخفف من آلام أناه الوسطى...وهكذا فالانتقام غير موجه للمجني عليه بل للأنا قبل كل شيء.
يمكن لهذه النظرية أن تفسر لنا الكثير من الظواهر الجنسية ؛ كظاهرة ارتفاع الجنس والعنف الجنسي والانجاب في المنظومات الاجتماعية الدنيا ، حيث يكون الجنس محاولة دفاعية مستمرة ودؤوبة عن الأنا الوسطى المغتصبة دوما من خلال جعلها هي ذاتها تنفصم تجاه الأنا الثالثة الفاعلة والتي تخلق من آلام الضحايا معادلا لآلام الأنا الوسطى.
وتبرر لنا هذه النظرية ؛ عدم اللجوء إلى القنوات الجنسية السلمية والتوافقية الرضائية مهما توفرت بدلا عن اللجوء للعنف.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى