قصة ايروتيكة عبدالقادر إياد - غرفة في نُزل ليلي داخل الغرفة

أقف عارياً ، الماء ينساب فوق جسدي المتعب من قيادة السيارة، القطرات تصنع بركة صغيرة من الماء تحت قدمي التي احمرت قليلا ، أتذكر قصيدة بعنوان " الماء كله وافدٌ إلي " ، لكن الماء يهبط كئيبا و متعب . النافذة مفتوحة و المروحة تدور بثقل متعمد . كانت تقف امامي بقدميها العاريتين من اي شيء و اقصد هنا الفتاة التي تقاسمني غرفة النُزل ، والتي بالطبع لا أعرف عنها كثيراً ( هذا جزء من الغواية ، أن لا تعرف الكثير و كأنك في نفق تكثر فيه الاحتمالات و الفخاخ) . كنت قد أحضرت علب بيرة ، لا اتذكر عددها لأني أشتريتها عندما حجزنا الغرفة و كنت مسرعاً . افتح النافذة الوحيدة الموجودة في الغرفة ، لأنها قالت بأن هناك رائحة غير محببة بالغرفة ، كان هناك سريرين منفردين و مروحة و تلفاز صغير بائس ، و بعض الضوء الذي يدخل خٓجِلاً من النافذة . ننظر الى بعضنا نظرة غير مبالية و كأننا ننظر في فراغ غير متناهي . شعر الفتاة ما زال نديٌ ، و قطرة من الماء تنسدل وئيدةٌ على الجزء العلوي من نهديها ( كانت تلف المنشفة على جسدها الممتلئ بشكل مثير ) . تخرج احمر شفاه من حقيبتها ، تضع قليلاً على شفتيها الممتلئتين كانت جميلة دون مساحيق التجميل و بلا عطر تضعه على جسدها الندي ، هناك ارتعاشة خفيفة في رقبتها جعلتها تبدو مشتهاة بشكل جنوني
- كيف ابدو الان ؟
- افضل النساء عاريات ، بأحمر شفاه احمر اللون .
- هل يمكنك ان تضع شيء على جسدك؟
ارتدي الان ملابسي الداخلية و استلقي على السرير الذي يبدو صلباً بعض الشيء ، كانت قد خبأت علبة سجائري في مكان ما ، لكني نجحت في استرجاعها . تشعل مصباح الانارة الاصفر و المتدلي بتراخ من اعلى سقف الغرفة ، تدخل داخل المخروط الاصفر الذي يرسمه الضوء ، أرتدت ثوبها الاسود القصير الذي كانت ترتديه عندما دخلنا النُزل ، تقف امامي و تنظر الي تضع قدمها امامي على السرير ، قد بدء العرض للتو .
الطريق الضائع
الرحلة غير مخطط لها ، لقد قمنا بزج جسدينا داخل السيارة . السماء صافية و بدأنا للتو بالخروج من المدينة، بعض الاضواء الاتية من البنايات العالية و الثقيلة تضع بقعها على حديد السيارة . اصبحنا على الطريق السريع الطريق _ الضائع_ وهنا نحن ننطلق دون وجهة مثل رحلة اخيرة الى مكان مجهول ، لكن من الواضح انا كنا نفكر بنفس المكان. أشعل بعض الاغاني السريعة و المرحة و التي تفاجأت حين رأيت ان هنالك شباب ما زالوا يرقصون على تلك الاغاني . نخلع ساعاتنا اليدوية حتى نتخلص من عقدة الوقت الذي يبدو في بعض الاحيان مثل جيش يحاصرك ، ساعتي لم تكن غالية كما قالت هي او انها اعتقدت بأن الساعة كانت هدية من احدى الفتيات فقررت بأن ترميها من السيارة لكي يبقى الوقت حاكم للعالم دوننا ، كنا جسدين هائمين في هذا الوجود ، او لعلنا كنا جسدين وحيدين في هذه السيارة التي تمثل العالم بالنسة لنا الان . أصبحت تصدر الاوامر بشكل لطيف و مثير . اصبحنا الان على ظهر تلك الافعى الاسمنتية التي تسمى الطريق . عواميد انارة متتالية الواحد تلو الاخر ، عواميد انارة خشبية و برؤوس مهترئة من كثرة الوقوف على جانبي الطريق ، و خط اصفر طويل و رشيق يفصل بين طريق العودة و الذهاب الى وجهتنا المجهولة . أطلب منها ان تشعل لنا سيجارة نتقاسمها ، فتمد يدها على جيب بنطالي ، كم كانت مثيرة تلك الحركة . نراقب لوحات الاعلانات المنتصبة على جانبي الشارع ، كانت لوحة تشير الى وجود نُزل على بعد عدة اميال من نقطتنا الحالية ، قررنا ان نبيت اللية هناك . على مهل خلعت الحذاء الذ كانت ترتديه ، كان علي ان احمل الحذاء عندما نصل النُزل ، فعلت ذلك .
نهاية
قد انهت علاقة حب على ما يبدو ، عينيها تقولان ذلك ، الى اني لم اسألها عن ذلك ، قررت ان نمضي بصمت ، غريبين في هذا العالم تحملنا السيارة الى نقطة المجهول ، حيث الغواية المنتظرة . كانت تملك اجمل عينين حزينتين كنت قد رأيتها ، تلك الارتعاشة في شفتيها ، الجموح و الهدوء و اللا مبالاة ، كانت نجمة ، او مجرة لم تنتمي الى هذا الكون .


* نقلا عن جدار القاص عبد القادر اياد



قصة.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى