بوعلام دخيسي - القصيدة ما لم تقله ، وما لن تقولَهْ.. شعر

القصيدة أول ما قاله الطفل في مهده
من كلام قليل
خفيفِ الصدى
مُبهَمٍ
ثم جاء الكلام الكثير الذي لم يقل بعدُ شيئا.
يعود إلى الشعر أهلُ الصبا الراسخونَ
ويهجره الآخرونَ
يحِنـُّـون للـَّحن حينا
وللناي حينا...
ولا يذكرون القصيدةَ،
يخشون أن يُحسبوا من فلول الطفولهْ.
القصيدة غيرُ الحروف تُضَم إلى بعضها،
غيرُ كلِّ البحور
وما بعدها من سواحلَ لا تنتهي
إن جعلتَ من الشعر زادا وكان المدى غيرُهُ.
ليس شعرا
ولكنه مشهد عابر
من شريط طويل
تقمصتَ فيه البطولهْ.
القصيدة ليست لباسا تُفضله عن سواه
إذا ما دُعيت لحفل،
وتخلعه في النهاية.
ليست وساما تكنى به قائدا،
أو عقيدا..
وماذا تفيد الأسامي..
وماذا يفيد الوسام..
وماذا تفيد المراتب في الحرب،
والحربُ كالحرف
لا فرقَ
لا يقبلان الركونَ
ولا يعرفان السهولهْ.
القصيدة عذراءُ
لا مومس تنتهي في المساء إليها
تحدثها بالحديث المباح وغير المباح
فإن أنت عدت لرشدك لا تستطيع مجرد أن تذكُر الجُمل المستحيلهْ
لم تكن عند وعيك لما تألقتَ في الحمقِ
لما تداعت عليك الفحولهْ.
القصيدة ألا تبيع الكلام
لمن باع أرضا تغنَّى بها كل أبائك السابقين
من الجاهلي امرئ القيس
حتى الحداثيِّ
من لم يغيِّر سوى غِمدَهُ في القتال
وما زال يركب عند الخيال خيولهْ.
القصيدة أنت فحدِّثْ عنِ الأنتَ،
من أنتَ في أسطرٍ
أو كتابٍ،
تجنبْ فقطْ أن تعيد الذي قاله الآخرونَ
وقلْ ما تشاءُ
وإن سال من مائه قطرةٌ
أو تقاطرَ حرفك في الوصفِ حد السيولهْ.
القصيدة أن تستعيد الصبي البريء الذي كنتَه،
أنْ تُركـِّب لفظك كيف تشاءُ
وإن لم تجد فالبكاءُ..
تعيش كما أنتَ،
كلُّ حديثك صدقٌ
وهزلِك جِدٌّ
وحزنِك حقٌّ
تعيش صِباك بأقصى الرجولهْ.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى