فيصل محمد صالح - سِفر السكوت.. شعر

طوبى للرجال العصافير
كلما حطّ طائرهم فوق غصن
غنوا بشجيى الكلام .. بديع الصور
وبؤساً لنا نحن الرجال .. الشجر
تهاوت جذور الكلام
جفت ينابيعنا
وأرهقتنا ليالى السفر
تؤرقنا الذكرى
توقِد نار المواجد فينا
فيوجعنا الشوق فى صرة القلب
يتأبى حتى السكون الذليل
نخرج الآن من جلدنا
ونخدش صمت السؤالات
نركض عبر الطريق الطويل
من أى ثقبٍ فى الحكايات جئنا
ومن أى بابٍ فى السماواتِ .. كان إلتماس السكينة؟
ومن أى ذنبٍ عصىٍ
تعلم القلب سفر الرحيل
الطيور قطعت رحلتها ثم عادت
والأمانى إستكانت
والليالى ما عاد صمتها مستحيل
والنساء اللائى علمننا
العشق فى زمانات النداء الجميل
نسجن كعادتهن من كذوب الروايات
ما يخلع الدفء عن جسد الحب
ثم تذوقن للحبيب البديل
يا صديق المسافات أركض
ما عاد فى الحزن متسع
لصفير الجراحات ــ قلبى وقلبك ــ
ولا صبر فى الأفق لإنتظار الخيول
كل المراكب تاهت
أنكرتنا الشموس
والحبيبات خانت
لفظتنا البحار
فهل يستطيع البنفسج أن يكون الكفيل ؟
أيوجعك الوصف ؟
آه .. من زمنٍ كنا ننتقى فيه العبارات
من فصوص المحار
نتمشى فى مفاصل الشعر
تأخذنا كل ساعةٍ فى مدار
آه .. من آه .. ثم آه
من كل ذاك الزمان النبيل
أصرخ الآن .. أو
أخرج الآن .. أو
إنزف الآن .. أو
أكتم الشدو فى الفؤاد العليل
أعلى